المقرنصات منحوتات تجريدية بمنهجية فكرية صوفية المستوى
آخر تحديث GMT06:19:37
 الجزائر اليوم -
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

شاهد على الإبداع المعماري في الحضارة الإسلامية

المقرنصات منحوتات تجريدية بمنهجية فكرية صوفية المستوى

 الجزائر اليوم -

 الجزائر اليوم - المقرنصات منحوتات تجريدية بمنهجية فكرية صوفية المستوى

المقرنصات منحوتات تجريدية بمنهجية فكرية إسلامية
القاهرة ـ أسامة عبدالصبور

"المقرنص" عنصر مهم من عناصر الفن المعماري والزخرفي الإسلامي، تأتي أهميته من الجمالية الخاصّة في هندسته وتشكيلاته الفراغيّة ثلاثيّة الأبعاد، كمنحوتات تجريديّة تحاكي الطبيعة بمنهجيّة فكريّة إسلاميّة صوفيّة المستوى، وتؤدّي أيضًا دورًا إنشائيًا في الانتقال والتحوّل من شكل هندسي إلى آخر، ومن سطح إلى آخر أيضًا، وهو حرفٌ بالغ الأهمية في أبجديّة الفن الإسلامي.

ويكشف الباحث علي اللواتي في تعريفه، أنه "عنصر ينتمي في آن واحد إلى العمارة والزخرفة، ويتكوّن من تجمّع عناصر في شكل مستويات منحنية ترجع في الأصل إلى تنضُّد التجاويف الحاصلة في مستوى العقود الركنيّة عند المرور من المستوي المربع إلى الدائرة في القباب الإيرانية".

وتعود نشأة "المقرنصات" إلى بداية انتشار استخدام المثلّثات الكرويّة المتدلية في أركان الفراغ المعماري كعنصر إنشائي للوصول إلى التغطية القببية وأنصافها، إذ يرجع الفضل في ابتكارها وتطورها إلى العرب الساميين، ليتمّ بوساطتها الانتقال والتحول من الشكل المربع إلى المستدير لترتكز على الحافّة السفلية للقبّة.

المقرنصات منحوتات تجريدية بمنهجية فكرية صوفية المستوى

ومن الأمثلة المهمة في بلاد الشام لقباب محمولة على مثلّثات كرويّة، من نهاية القرن الثاني وأوائل القرن الثالث الميلادي مقرنصات قصر النويجس بالقرب من عمّان، وفي حمّام بالقرب من البتراء (الأردن)، ولقد سميّت المثلّثات الكرويّة بالطاقة المفردة أو عقد الزاوية، وثمة عدد من الأمثلة على استخدامها في العهد الساساني في آسيا الوسطى، تعود إلى القرن الثالث الميلادي، وفي قصور فيروزباد، وشيرين، وسرفستان، كما استخدم البيزنطيون أيضًا المثلثات الكروية في التغطية القببية كحنيات ركنية، في تحفة الفن البيزنطي «كاتدرائية آية صوفيا» فيإسطنبول، وذلك بمنزلة هوابط تزيينية.

 وفي ما بعد حدث تطوير للطاقة المفردة "المثلّثات الكرويّة أو الحنيات الركنية"، يعود الفضل فيه إلى الإيرانيين، لتصبح تسميتها في ما بعد "المقرنصات" وهناك أمثلة على ذلك في مدفن "غنادي كابوس" وفي كورنيش مدفن "جنبادي علي"، وفي مقام "تيمي" بالقرب من بخاري.

وفي عام 1956 تمّ اكتشاف قطع عدة من مواد مختلفة، ما بين الطين والآجر والسيراميك، وذلك في قلاع بني حماد في شمالي إفريقيا، وقد عُدَّت هذه القطع بتشكيلاتها الطريفة والغريبة أقدم العناصر القريبة في تكويناتها إلى "المقرنصات".

المقرنصات منحوتات تجريدية بمنهجية فكرية صوفية المستوى

وهناك عدد من الأمثلة المعماريّة المبكّرة التي استخدمت الطاقة المفـردة "الحنية الركنيّة" مثل قُصَير عمرة، وحمام الصرخ في الحجرة الساخنة في الأردن، وفي جامع أحمد بن طولون في مصر، وبازدهار العمارة الإسلاميّة تطورت "المقرنصات" وازدهرت في معظم البلاد التي انتشر فيها الإسلام.

وما يوجد في المغرب والأندلس يدل على أنّ المقرنصات عنصر متميّز من عناصر التزيين الداخلي، إذ طورت واستخدمت الاستخدام الأمثل في ظلّ دولة الموحّدين في القرن الثاني عشر ومنتصف القرن الثالث عشر، ومن ثمّ تابع المرينيّون والسعديّون تطويرها حتى القرن السادس عشر، ومن أهم الأمثلة في الأندلس قصور الحمراء التي بناها السلطان يوسف الأحمر (733 - 755 هـ/ 1333 - 1354م)، وابنه محمد الخامس (755 - 792 هـ/ 1354 - 1391 م)، حيث أدت "المقرنصات" دورًا مُهمًا في العمارة الداخلية لتلك القصور بتنوعها ووفرة استعمالها في تغطية القباب، والأركان، والطنف، والأقواس.

أمّا في بلاد الشام، فقد استُخدمت أوّل مرّة في العناصر المعمارية والزخرفية في العهد السلجوقي والأتابكي ما بين 1075 - 1175 م، ومن أهم الأمثلة الموجودة في دمشق والتي شيّدها الملك الملقّب بالشهيد العادل نور الدين محمود بن زنكي، القبّة والقبوَة في المدرسة النورية الكبرى في سوق الخياطين، وقبّة البيمارستان النّوري وقبوته في محلة الحريقة، والتي تغطّيها "المقرنصات" من الداخل والخارج.

المقرنصات منحوتات تجريدية بمنهجية فكرية صوفية المستوى

وفي العهد الأيّوبي الذي امتدّ من 1174 إلى 1259 م، صارت العناصر في العمارة والزخرفة أكثر استقرارًا باستعمال الحجارة المنحوتة، وشيوع استخدام المقرنصات الحجرية في مداخل الأبنية العامّة مثل المدارس والبيمارستانات.

أمّا في العهد المملوكي الذي امتدّ من 1259 - 1516 م، وهي فترة طويلة نسبيًا تميزت بالترف والإسراف في التزيين والزخرفة، فقد استعملت الحجارة المنحوتة والملوَّنة، وصارت "المقرنصات" دلّايات منحوتة تُستخدم في مداخل الأبنية الدينية، في أفاريز المآذن وشرفاتها والواجهات الداخلية والخارجية لمختلف الأبنية العامة، والأمثلة عليها كثيرة في بلاد الشام ومصر.

وفي العهد العثماني، أخذت "المقرنصات" تظهر بأشكال مختلفة، ومالت إلى الأشكال الموشوريّة، واستخدام الخطوط المستقيمة في محاريبها، بعد أن زاد تنوّعها واستخدامها، ولم يعد يقتصر وجودها في الأماكن العامّة والدينيّة، بل استخدمت في الأبنية السكنية، وفي مداخل الخانات، وفي السُبُل، وفي أعالي النوافذ، وتيجان الأعمدة، وفي الأسقف، والمنابر، وقطع الأثاث، وكان لدخول التخريم إلى سطوحها دور مهم في خلق تناغم جديد ما بين الظلال الناتجة من الكتل النافرة والغائرة في التكوين، والأمثلة التي تعود إلى العهد العثماني كثيرة جدًا ومنتشرة في كثير من مدن تركيا وبلاد الشام ومصر.

المقرنصات منحوتات تجريدية بمنهجية فكرية صوفية المستوى

ومن الجدير بالذكر أنّ "المقرنصات" قد نُفّذت بمواد مختلفة من أهمّها الحجر والخشب والجصّ، وغُطّيت ولُوّنت بأنواع مختلفة من الطلاء والقاشاني أيضًا.

إنّ التكوين المُقرنص، تكوين ثلاثي الأبعاد فيه محاريب ملساء تحوي خطوطًا وحنايا بسيطة أو مظلّيّة وأقواسًا ودلّايات وتجاويف ونوافذ مفتوحة، وبالاطلاع على مسقط أو مخطّط أي تكوين مؤلّف من "المقرنصات" يتبين أنه عبارة عن زخرفة مؤلّفة من عدد من الأشكال النجميّة والمضلّعات الهندسية.

وما زالت "المقرنصات" تُستخدم حتى اليوم لأهمّيّتها التشكيليّة، وإنّ في ذلك استمرارً وحماية للطابع الإسلامي، ففي المغرب العربي، وسورية، ومصر، ثمة حرفيّون ابتكروا أبجديّة خاصّة لتأليف "المقرنصات الخشبيّة"، من قطع مختلفة ومتنوعة تتجاوز اثنتي عشرة قطعة، لكلّ منها شكلها واسمها الذي يختلف ما بين دولة وأُخرى، وذات مقاييس محددة يتم تحديدها وفق المكان الذي ستوضّع فيه، وهناك محاولات كثيرة لمعماريّين معاصرين من مختلف دول العالم، للاستفادة من "المقرنصات" في التكوين العام للمباني، وخلق تكوينات زُخرفيّة مستوحاة منه أو فيها محاكاة للمقرنصات التقليديّة بمواد وخطوط تتناسب مع العمارة الحديثة.

المقرنصات منحوتات تجريدية بمنهجية فكرية صوفية المستوى

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المقرنصات منحوتات تجريدية بمنهجية فكرية صوفية المستوى المقرنصات منحوتات تجريدية بمنهجية فكرية صوفية المستوى



GMT 11:20 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف
 الجزائر اليوم - موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 22

GMT 13:17 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 04:24 2018 الإثنين ,20 آب / أغسطس

قصة أم مغربية تحررت من قيود تنظيم "داعش"

GMT 01:05 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

إيناس كامل تكشف عن انضمامها لأسرة "عايزه ورد يا إبراهيم"

GMT 01:31 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

أفضل اماكن لقضاء شهر العسل في أميركا

GMT 00:36 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد مكي يُؤكّد أنّ "الكبير أوي 6" يحمل العديد مِن المفاجآت

GMT 10:43 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

Calvin Klein Women"" عطرٌ يُحاكي واقع ومشاعر النساء

GMT 12:07 2018 الخميس ,20 أيلول / سبتمبر

تراجع مبيعات المنازل في تركيا 12.5% بأغسطس

GMT 09:27 2018 الخميس ,20 أيلول / سبتمبر

نصف مرضى السرطان يموتون بسبب العلاج الكيميائي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria