يعيش الكثير من الفنانين الجزائريين هذه الأيام حالة من الإحباط نتيجة توقف برامجهم الفنية والترفيهية التي كانت مبرمجة لشهر رمضان المقبل وخصوصا المستقلين منهم الذين يعتاشون في أغلبهم من فنهم في ظل منع السلطات العمومية لجميع أنواع النشاطات الثقافية بسبب إجراءات الحجر الصحي المتبعة للوقاية من فيروس كورونا.
ممثلون ومسرحيون وموسيقيون ومهنيو سمعي بصري أوضحوا لواج أن منع جميع هذه النشاطات والتظاهرات قد تزامن والفترة الحالية التي تكثر فيها الانتاجات تحسبا لرمضان وهي الفترة "الأكثر نشاطا في السنة"، خصوصا للأعمال التلفزيونية كالمسلسلات والسيتكومات، ما يؤكد مرة أخرى -حسبهم- الواقع "المرير" الذي يعيش في ظله الفنان.
ويقول الممثل نبيل عسلي في هذا الإطار أن الوباء تسبب بتوقف تصوير مسلسل"مشاعر" في جزئه الثاني الذي يؤدي فيه إحدى الأدوار البطولية حيث كان من المنتظر عرضه شهر رمضان المقبل (نهاية أبريل الجاري) بقناة خاصة غير أن نسبة إنجازه لم تتجاوز "ال50 بالمائة".
وتأسف عسلي لتوقف تصوير هذا العمل -وهو من إخراج تركي وإنتاج مشترك جزائري تونسي- لافتا إلى تأثيرات ذلك على الفنانين "ماديا ومعنويا" ومضيفا في هذا الصدد أن الأعمال الجزائرية "لا تعرض إلا في رمضان ما يعني أن أغلب الفنانين لا يعملون إلا ثلاثة أو أربعة أشهر في السنة وهي الأشهر التي تسبق هذا الشهر".
وندد المتحدث في سياق كلامه بالوضعية "المتدهورة" للإنتاج السمعي البصري في الجزائر -كما قال- معتبرا أن ربط إنتاج المسلسلات برمضان دليل على "التقهقر" الذي يعاني منه هذا الإنتاج خصوصا وأن عمل القنوات الخاصة "لا تحكمه أي قوانين" ما يجعل الممثلين يعملون "تحت رحمة المنتجين والقنوات الخاصة والممولين حيث يحرمون عادة حتى من أجور أعمالهم السابقة" على حد قوله.
--أغلب الفنانين لا يعملون إلا مرة في السنة--
الفكاهي الشاب أمين بومدين يقول أن إجراءات منع التصوير التي فرضت على المنتجين أدت لتوقف سلسلته "دار العجب" في موسمها الثالث حيث "لم تنجز منها سوى 15 حلقة من أصل 25 حلقة" وكان من المتوقع أن تعرض في رمضان على قناة خاصة.
واعتبر هذا الفكاهي أن أغلب الفنانين "لا يعملون إلا مرة في السنة وهي الأشهر التي تسبق رمضان" لافتا إلى أن أجور أغلبهم "ضعيفة ولا تكفي لتسيير حياتهم اليومية لبقية العام" غير أنه أكد على أن "المنتجين يختلفون فيما بينهم وهناك من يحترم عقوده مع الفنانين في جانبها المالي".
وتسببت أيضا إجراءات الحجر في توقف تصوير السيتكوم الفكاهي الناطق بالأمازيغية "قهوة الدا بلقاسم", وهو أول تجربة إخراجية لسليم داريج حيث كان مزمعا عرضه بإحدى قنوات التلفزيون العمومي حسب ما صرح به المخرج الذي يلفت إلى أن هذا الوضع "أثر عليه ماليا" خصوصا وأنه تزامن وقرب شهر رمضان الذي "تزدهر" قبله الإنتاجات.
ويذهب أيضا في هذا السياق المخرج المسرحي من ولاية تندوف دريس بن حديد, المدير الفني لجمعيتي "صحرا" و"النسور" للمسرح, والذي يقول أن الوباء تسبب "بتأجيل" مشاركاته في العديد من التظاهرات كمهرجان الجزائر للمسرح المحترف والجولات الفنية الرمضانية.
العازف على آلة الغيتار من ولاية الوادي لارغوت جيلاني عضو فرقة "الباسقة" المحلية يقول أن إجراءات الحجر ألغت العديد من السهرات والحفلات التي كانت مبرمجة في الجزائر وتونس لافتا إلى أنها "مصدر دخلهم الوحيد" حيث يعتمد أعضاء الفرقة "كثيرا عليها لترتيب أمورهم المالية طيلة العام".
--الدعوة مجددا لقانون يحمي الفنان--
سمحت الأزمة الصحية التي تمر بها الجزائر -على غرار العديد من بلدان العالم- بتسليط الضوء مجددا على الوضعية الصعبة للفنانين الجزائريين الذين توقفت برامجهم ونشاطاتهم فجأة خلال شهري مارس وأبريل بسبب إجراءات الحجر الصحي مخلفة آثارها السلبية عليهم ماديا ومعنويا.
وتدخلت وزارة الثقافة في هذا الإطار معلنة تخصيص "إعانات مالية" لهم شملت الأعضاء بالديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة (أوندا) -الذي أوكلت له مهمة تقديمها- وأيضا الحاملين لبطاقة الفنان التي يمنحها المجلس الوطني للفنون والآداب.
واستحسنت الممثلة والمخرجة المسرحية تونس آيت علي هذه المبادرة غير أنها جددت دعوتها لمسئولي القطاع من أجل "العمل لإيجاد قانون أساسي للفنان" كونه "وحده الكفيل بحماية الفنانين في مثل هذه الظروف" مضيفة أنه "سيعمل أيضا على "تنقية القطاع من الفنانين الدخلاء".
قد يهمك ايضا :
تهيئة محلات لاحتضان النشاطات الثقافية في علي منجلي الجزائرية
حاكم ولاية نيويورك يعلن شفاء 128 مصابا بفيروس كورونا
أرسل تعليقك