جورجو أرماني
روما ـ مالك مهنا
أيبدو هذا حقًا ؟ في منتصف حديثنا، جلس عل أريكة من الجلد في زاوية على حافة بار عليه الفودكا، أنا أتعجب. وبادئ ذي بدء، كان تقريبًا في ساعة متأخرة، فبعد حوالي 40 عامًا من بنائه بيت الأزياء الخاص به، حيث يظل المساهم الوحيد "وفقًا لتقديرات مجلة "فوربس" فإن صافي ثروته 5.5 مليار جنيه إسترليني
"، فقد تمكن من أن يصبح الرجل الأول في مكتبه في ميلان.
ووفقا لسيرته الذاتيه، فإنه يصبح منفعلاً وغاضبًا حينما يُهدر فريق عمله الوقت أمام آلة صناعة القهوة من أجل الحصول على قهوة الصباح. لذلك، فإن أرماني لا يتأخر. باستثناء، اليوم. إنه كان في حجرات خاصة، في مبنى موسوليني اللامع، بالازو ديلي سيفيلتا Palazzo delle Civiltà، التي يطلق عليه الشعب الإيطالي "ميدان كولوسيوم"، يقوم بالتعديلات الأخيرة لعرض المساء "وان نايت أونلي One Night Only".
وهناك أربعة أجزاء رئيسية، وما يزيد على مائة شكل، ويتضمن الصف الأمامي "تينا تيرنر" و"ميلا جوفوفيتش"، ويتبعه حفل ل60 ليلاًـ شخص سيستمر حتي الساعة الرابعة صباحًا ، والتي ستستهلك مشروبات هذا البار بالكامل.
والحروف البيضاء المنحوتة لاسم أرماني في الخارج هي كل منها أصغر بطريقة هامشية فقط من النصب العمودي لستونهنغ، والملابس التي تجذب الانتباه، وتسلط عليها الأضواء في معرض " Eccentrico" في الطابق السفلي، وهو قائمة وبيان مصور مادي لبعض تصميمات أرماني الغريبة المتطرفة، التي تملأ قاعتين.
وبالاضافة إلى التأخر، فإن أوامر أرماني المعروفة هي أنه لاي تسامح مع الاستعداد السيء والفقير، أو ارتداء الملابس بشكل غير لائق، حتى حينما كان مراهقًا كان يخبر اصدقائه ماذا يرتدون.
وللأسف، فأنا لا تحدث لغة أرماني. لقد تحدثت بلغتي الفرنسية "وهو ممتاز في التحدث بها"، ولكن رعشات لطيفة ابتلت ملامح أرماني، وكما لو كان يواجه تصميم معطف غير مصقول لمصمم مشكوك فيه، ولكنه أشار لأبي تحدثي بالإنكيزية "التي يفهمها، ولكن لا يشعر بثقة منها"، بينما أجاب باللغة الإيطالية "التي افهمها، والتي يتم ترجمتها".
دخلنا ونحن نقول بعض الدعابات عن روما "هنا الحياة الليلية، والطعام، ولكن في ميلان لا يوجد أحد في الشارع بعد الساعة التاسعة مساءً! إنه لشيء متكبر"، وذلك قبل أن نجوب أجنحة الملابس والموضة.
- جورجو أرماني يحتفل في إيطاليا بعرض أزياء "وان نايت اونلي One Night Only":
بعد جميع عروض الأزياء التي نظمها، منذ الاأيام الأول، حيث والمواززنية الصغيرة في فترة السبعينات الي عروض الازياء ذات الانتاج المرتفع اليوم التي كان ينظمها في مسرح ميلان الذي شيده لهذا الغرض، هل أرماني قام بتطوير أي من طقوسه؟ فهو يتأمل في البار، ويقول "حسنًا قبل العرض أحب دائمًا تناول الفودكا، ولكن لا ..، الشي الوحيد الذي أفعله دائمًا هو ارتداء الساعة نفسه " هي ساعة نحيلة مغطاة بالذهب يرتديها في معصم يده " – "إنها كانت هدية". "ولكنه لم يخبرني من الذي قدم الهدية.
ونشر هذه المراجعة التي تعتمد علي سيرته الذاتيه، فأنا أقتبس شيئًا قاله إليّ أريك كلابتون في التسعينات "كلما أصبحت أكثر نجاحًا، أردت أن أبقي "مثلي" على ما أنا عليه، بعيوبي وانعدام الأمن". "انعدام الأمن، أرماني؟ ضحك "من دون انعدام للأمن، أعتقد أن الشخص يصبح أحمق. في الأمس، كان لدي كل الفتيات، واخترت تصفيفات الشعر الخاصة من أجل عرض الأزياء، واليوم لا أحبها، لذلك قمت بتغيرها".
لقد بدأ أرماني متأخرًا، لقد كان في الأربعين من عمره حينما أسس شركته العام 1975، ولكنها تطورت بسرعة. "في البداية كانت شجاعة وحس جنوني إلى حد ما، توج بالحظ السعيد".
وفي العام 1968، ارتدت ديان كيتون جاكت غير رسمي من تصميمه اثناء تسلمها جائزة الاوسكار . وبعد عامين ، قام بتصميم ملابس فريق "أميركان جيجولو American Gigolo"، من بطولة جون ترافولتا. "لقد التقيت به حينما جاء من أجل قياس الملابس، لأنه كان فنانًا كبيرًا. كان ريتشارد جير مذهلاً، ولورين هاتون - جميلة جدًا".
هذه الانقلابات التي لم يتم التخطيط لها، وفي ما بعد الإدارة المتصلة التي لا يشوبها شائبة لواندا مكدانيل Wanda McDaniel، مندوب أرماني في لوس أنجلوس، مما جعله مصمم الأزياء الاول على مستوى العالم، ليفوز بفواتير نجوم هوليوود وطريقة عرضهم لأزيائه.
وعن السؤال الآن بشأن السجادة الحمراء، يقول بشكل قاطع: "هذا عمل تجاري. وعلى الرغم من أنه في هذه الأيام ارتداء ملابس من تصميم أرماني "على السجادة الحمراء" هو أكثر الأزياء مرموقة، لذلك إذا شاهدت شخصًا ما يرتدي ملابس أرماني، فستعرف أن هذا اختيار المشاهير. فهذا شرف".
وناقشنا أيضًا عدم حبه لموضة الصخب والغضب أو "الثورات الوهمية" التي يرفضها بأسف كـ "اسلوب في التسويق".
وفي بيوت الأزياء القديمة، وأذكر منها إيف سان لوران وجيفنشي، التي تستمر في عملها مع المصممين الشباب ممن لديهم مبادئ جمالية فيها أدنى قدر من الصلة مع المؤسسين المتقاعدين او الراحلين، يقول "إنه أقرب أكثر إلى التسويق! التسويق ليست كلمة جيدة، لكن العالم هو يقترب من التسويق الآن".
وبالتأكيد، حينما يتعلق الأمر بكلمة التسويق، فإن أرماني لا يهبط بنفسه، فإن نجوم حملته الإعلانية تضمن كل شخص من كيت بلانشيت لبيكهام".
فضلاً عن أن الالتزام بالمواعيد، فإن جورجيو أرماني يشتهر بسيطرة الخوف عليه وهوسه بشأن التفاصيل، وليس بالضرورة أن يكون شخصًا ضاحكًا طوال الوقت.
وبدأ في القهقه حينما أسأله بشأن حقيقة اخري اكتشفتها من سيرته الذاتية، أن خزانة ملابسه في منزله في ميلان ضخمة للغاية، حيث إنها مصممة بـ 48 باب. "نعم هناك أبواب في كل مكان، جميعهم تغطيهم المرايا. انا لست متأكدًا من أنني أحبها كثيرًا، لأنه من الصعب حينما تستيقظ من النوم أن ترى وجهك ينعكس 48 مرة".
وهناك جانب آخر من سيرته الذاتيه، حيث أشار إلى أنه تناول ذات مرة عقار "ال اس دي" الخاص بالهلوسة.
وقال أرماني "سأخبرك بالقصة، لقد كان ذلك منذ فترة طويلة، كنا في المكتب، ولقد انتهيت من العمل المرهق. قال صديق لصديق لي "أهلاً، تناول هذا وسيعطيك الطاقة"، لذلك كنت أعتقد أن علي أن أقوم بالتجربة. لم أكن أعلم ما هذا. فجعلتني أضحك وأضحك مثل المجنون، لدرجة أنها كانت تسببت في ألم ظهري".
وبعد أن ظهر أرماني على غلاف مجلة "تايم" العام 1982، ضحك مرة أخرى بينما أسأله عن اقتراب فالنتينو منه في الشارع بعد وقت قصير، ويميل إلى أذنه ويقول "خاصتي، خاصتي" قبل أن يذهب، وقال للمحاور إنه اعتقاده في البداية كان "يجب أن أقوم بالأفضل".
وبعد 31 عامًا، عن عمر 79 عامًا، لا يزال يطبق ذلك؟ يقول "يجب دائمًا أن أحاول القيام بالأفضل"، "لأن الكمال، والحاجة دائمًا لأن يكون لديك أهداف جديدة تحققها، هي حالة ذهنية تمنحك المعنى العميق للحياة".
أرسل تعليقك