صورة من الارشيف لطائرة اميركية من دون طيار
واشنطن ـ يوسف مكي
كشفت أحدث التقارير الاستخباراتية، عن أن "الولايات المتحدة أطلقت طائرات من دون طيار من قاعدة سرية للغاية في المملكة العربية السعودية، لاستهداف مواقع لتنظيم (القاعدة) في اليمن، وكان من ضمن غاراتها عملية قتل القيادي أنور العولقي في العام 2011"، ومن المتوقع أن يكون برنامج الطائرات من دون طيار موضوع
رئيسي على مائدة حوار لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي الخميس، لبحث اختيار البيت الأبيض لجون برينان لمنصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إن "وكالة المخابرات المركزية الأميركة (سي أي إيه) تستخدم قاعدة سرية في السعودية لاستهداف تنظيم (القاعدة) في اليمن المجاور، وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن مكان وجود قاعدة سرية لإطلاق طائرات من دون طيار، وظلت هذه القاعدة سرية بناء على طلب من مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأميركية، على الرغم من أنه كان معروفًا أنه قد تم بناءها، في حين يحاول الكونغرس الآن الحد من قوة الولايات المتحدة من قتل الإرهابيين المشتبه بهم، بما في ذلك المواطنين الأميركيين، بواسطة هذا النوع من الطائرات".
فيما أعلنت منظمة حقوقية أيضًا أن "حوالي 54 بلدًا قد ساعدت وكالة المخابرات الأميركية باحتجاز المشتبه بهم بالإرهاب في سجون سرية، أو تسليمهم إلى حكومات أجنبية"، يأتي ذلك وسط موجة من الغضب المتزايد ضد استخدام إدارة باراك أوباما الطائرات من دون طيار القاتلة، واستخدامها لمراقبة المواطنين الأميركيين، في حين دافعت الحكومة الثلاثاء، عن برنامجها "القتل بطائرات من دون طيار" عن طريق إقرار القوانين التي تم تقديمها في أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر، ويعتقد كثيرون في الكونغرس الآن أن نطاق القوانين قد يكون واسع جدًا.
وقال السناتور الديمقراطي كريس كونز أخيرًا، "يجب أن تكون في جدول أعمال هذا المؤتمر، لإعادة النظر في نطاق عمل الطائرات من دون طيار واستخدام القوة المميتة من قبل الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم، لأن استخدام القوة أنتج توترات كبيرة وصلت إلى أقصى حدودها"، وقال عضو الكونغرس ستيني هوير، وهو الرجل الثاني في الحزب الديمقراطي في مجلس النواب، الثلاثاء، أن "الأمر يستحق نظرة جدية في كيفية اتخاذ القرارات لإخراج وقتل والقضاء على المواطنين الأميركيين أو أي مواطنين آخرين أيضًا".
وأعرب كل من مساعد رئيس الحزب الديمقراطي روبرت منديز، والسيناتور الجمهوري بوب كروكر، عن قلقهما المتزايد بشأن العملية الدموية والعلاقات الخارجية للجنة مجلس الشيوخ والتي من المرجح أن تعقد جلسات استماع حول السياسة الأميركية لإستخدام أنظمة الطائرات من دون طيار، وتحتوي المذكرة على الخطوط العريضة لأول قرار من إدارة أوباما بقتل مشتبه به في تنظيم "القاعدة" الإرهابي من دون أي دليل على أن هناك أي تخطيط أو مؤامرات محددة ضد الولايات المتحدة.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، حث مجموعة من 11 عضو من الديمقراطيين والجمهوريين في مجلس الشيوخ الرئيس باراك أوباما لإعلان الرأي القانوني لتبرير وزارة العدل عند استخدام الولايات المتحدة بعثات لمكافحة الإرهاب، بما في ذلك هجمات الطائرات من دون طيار، لقتل مواطنين أميركيين في الخارج.
وكتب أعضاء مجلس الشيوخ أن من دون تلك الوثائق، فإنه من المستحيل للكونغرس والجمهور أن يقرر "ما إذا كان قد تم تحديد هذه السلطة بشكل صحيح، وإذا كانت سلطة الرئيس لقتل الأميركيين عمدًا تخضع لقيود وضمانات مناسبة أم لا، وانتهت الوثيقة بأن التهديد الذي يشكله تنظيم (القاعدة) والقوات المرتبطة به، يتطلب مفهوم أوسع في الحكم عندما يكون الشخص يخطط باستمرار للهجمات الإرهابية لكي يُمثل تهديدًا وشيكًا"، فيما انتقدت المذكرة على الفور من قبل جماعات الحريات المدنية، وتم وصفها باسم "معيبة" و "مثيرة لقلق عميق"، وبخاصة في ظل هجمات الطائرات من دون طيار منذ العام 2011 للولايات المتحدة في اليمن، والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة مواطنين أميركيين أنور العولقي، وابنه البالغ من العمر 16 عامًا وسمير خان.
وقد ارتبط العولقي بتخطيط وتنفيذ العديد من الهجمات التي تستهدف المصالح الأميركية والغربية، بما في ذلك محاولة لإسقاط طائرة متجهة إلى ديترويت في العام 2009، ومؤامرة لتفجير طائرات شحن في العام 2010، وقتل ابنه في غارة منفصلة على وكر لتنظيم "القاعدة"، وكان خان مسؤول الدعاية في تنظيم "القاعدة".
ووصف المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، الضربات بأنها " قانونية وأخلاقية وحكيمة، وأن هذه القرارات تم تغطيتها بموجب قانون أقره الكونغرس يسمح باستخدام القوة العسكرية ضد تنظيم (القاعدة)، وفي الواقع أن التنظيم في حالة حرب ضدنا، وأن زعماء وقادته يخططون باستمرار لمهاجمة الولايات المتحدة، والتآمر لقتل مواطنين أميركيين كما فعلوا في 11 أيلول/سبتمبر من العام 2001".
بعد ثلاثة أيام من 11 أيلول/سبتمبر، وافق الكونغرس على قانون يجيز للجيش استخدام "كل القوة الضرورية والمناسبة ضد (القاعدة) وغيرها من الجماعات، التي يعتقد أنها تساعد في إيواء شبكة الإرهاب العالمي، بما في ذلك استخدام هجمات الطائرات من دون طيار، ولأن المتشددين منذ ذلك الحين انقسموا وراء عدد من الأراء بينها المتعاطفين، تسمح القوانين الحالية باستخدام القوة العسكرية ضد الآلاف من الناس في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والذين يمتلكون قدرات محدودة أو لا يستطيعون ضرب الولايات المتحدة، ويسمح أيضًا لكل من وكالة المخابرات المركزية والجيش الاميركي استخدام الطائرات من دون طيار، والصواريخ الحاملة للطائرات من دون طيار ضد المتهمين بالإرهاب، ومن غير المعروف بالضبط عدد الضربات التي تم تنفيذها، ولكن الخبراء يقولون إن الهجمات في باكستان كانت من قبل وكالة الاستخبارات المركزية، في حين أن هجمات اليمن والصومال من قبل القوات العسكرية".
وقد توترت العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والدول التي يتم فيها تنفيذ تلك الضربات، وذلك بسبب قتل المدنيين إلى جانب المستهدفين، رغم أن معظم الدول أعطت واشنطن في اتفاق ضمني الحق في تنفيذ الهجمات، فيما يدرس البنتاغون أيضًا إعطاء أوامر لطائرات الاستطلاع من دون طيار لمراقبة النيجر وأحداث العنف المتطرف المنتشرة في شمال أفريقيا.
أرسل تعليقك