المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية العقيد الصوارمي (يمين) ونائب رئيس حزب "المؤتمر الشعبي"، إبراهيم السنوسي
المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية العقيد الصوارمي (يمين) ونائب رئيس حزب "المؤتمر الشعبي"، إبراهيم السنوسي
الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
نفت القوات المسلحة السودانية وجود "محاولات انقلابية من قبل بعض قيادات الجيش"، ضد النظام الحاكم، وفيما وصف رئيس "لجنة الأمن والدفاع" في البرلمان السوداني محمد الحسن الأمين، لـ"العرب اليوم" المعارضة بـ"الضعيفة والمقعدة"، وأنها تحاول "استغلال الظروف الحالية لصالح أجندة بعيدة
عن القضايا الوطنية"، أكدت المعارضة أن "نظام البشير يجب أن يرحل وعليه أن يأخذ العبرة من الآخرين".
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد، إن "الحديث عن محاولة انقلاب على الحكومة غير صحيحة ولا سند لها"، فيما نفى رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان السوداني محمد الحسن الأمين، أن تكون هناك محاولة انقلاب جديدة.
وقال الأمين، في تصريح لـ"العرب اليوم" الثلاثاء، إن "المحاولة التي تحدثت عنها بعض وسائل الإعلام كانت سابقة على تلك التي كشفت عنها السلطات السودانية أخيرًا قبل ساعة الصفر"، لافتًا إلى أن "المحاولة لم تكن مكتملة الأركان وكانت في طور الاتصالات".
وأضاف الأمين:" إن التحريات مستمرة مع الموقوفين على ذمة المحاولة الأخيرة، ومن بينهم مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق الفريق أول صلاح عبد الله، الشهير بصلاح قوش"، مشيرًا إلى أن "التحريات أظهرت أن بعض الموقفين أبرياء، ولا علاقة لهم من قريب أو بعيد بمحاولة الانقلاب، وقد وردت أسماؤهم دون علمهم، للاستفادة منهم في تنفيذ العملية".
ورفض الأمين الكشف عن أسماء الموقوفين، مؤكدًا أن "المسألة تحتاج إلى بعض الوقت، وإلى حين الإعلان سوف يبقى هؤلاء في الحبس"، فيما سخر الأمين من إعلان المعارضة السودانية في اجتماعاتها الأخيرة، أنها "تنوي القيام بخطوات تصعيدية بهدف إسقاط الحكومة الحالية"، واصفًا المعارضة بـ"الضعيفة والمقعدة، وأنها تحاول استغلال الظروف الحالية لصالح أجندة بعيدة عن القضايا الوطنية".
وأكد أن "المعارضة الحالية ترى أن الوقت مناسب لتنفيذ ما تخطط له، مستغلة الوضع الاقتصادي، وتعثر تنفيذ الاتفاق مع الجنوب والاحتجاجات الطلابية، بالإضافة إلى محاولة الانقلاب الأخيرة"، لافتًا إلى أن "المعارضة ترى في هذه القضايا مجتمعة أنها عامل مساعد لإسقاط النظام، وعليها أن تستغل الفرصة لصالحها تمامًا".
وشدد على أن "المعارضة التي تتحدث عن إسقاط الحكومة لا تملك سندًا في الشارع ولا قبولاً جماهيريًا، وقياداتها تخطاها الزمن"، في حين اعترف الأمين بـ"وجود مشاكل وصعوبات اقتصادية يتحملها الناس"، قائلاً:"نحن نقدر صبر المواطنين الذين تحملوا، لكن هذا لا يعني أن الجماهير سوف تدعم المعارضة، أو تقبل بطرحها" القيام باحتجاجات أو المشاركة في عمليات تخريبية.
ولفت الأمين، إلى ما اعتبره "محاولات جادة تقوم بها الحكومة لإصلاح الاقتصاد، وإكمال تنفيذ بنود اتفاق التعاون الشامل مع الجنوب، بالإضافة إلى بسط عمليات الأمن في كافة ربوع البلاد".
من ناحيته، أكد حزب "المؤتمر الشعبي" المعارض، بقيادة حسن الترابي، أنه " ينسق في إطار تحقيق أهداف المعارضة الكلية، لإسقاط النظام الحاكم".
وقال إبراهيم السنوسي، نائب الترابي، لـ"العرب اليوم": إن النظام يجب أن يرحل، فالأنظمة الشمولية تسقط بتفاعلات الداخل والمجتمع"، موضحًا أن "الحكومة الحالية يجب أن تأخذ العبرة من الآخرين"، ضاربًا المثل بسقوط زين العابدين بن علي، ومعمر القذافي، وحسني مبارك. وأكد السنوسي، أن "الدعوة لإسقاط النظام ستظل هدفًا قائمًا".
في السياق ذاته، قال عضو المكتب السياسي لحزب "الأمة" المعارض الدكتور حسن إمام، أن حزبه هو "الداعي" على لسان رئيسه الصادق المهدي لـ"الضغط على النظام الحاكم في السودان"، مشيرًا إلى أن "الحزب يجدد الآن الدعوة إلى الجماهير للضغط على النظام"، في إطار ما أسماه "الجهاد المدني السلمي، واستخدام التظاهرات والاعتصامات والعصيان المدني وسيلة لتحقيق ذلك".
وقال إمام، إن "اتهام الحكومة للمعارضة بأنها ضعيفة غير منطقي"، متسائلاً:"منذ متي يرتضي الناس حياة كهذه، ومنذ متي يقبل الناس حياة الجوع والمعاناة ولا يفكرون في إسقاط النظام؟"، فيما أكد أن "النظام سوف يزول لا محالة، شاء أم أبى".
أرسل تعليقك