تقدم مدير الاتصالات وأحد أقرب مساعدي رئيس الوزراء البريطاني، لي كين، باستقالته من منصبه وسط تقارير عن وجود توترات داخل 10 داونينغ ستريت، مقر الحكومة، حيث أنه من المقرر أن يغادر كين منصبه الشهر المقبل، على الرغم من تلقيه عرضا بترقيته إلى منصب كبير موظفي إدارة جونسون.وأثار خبر رحيل كين تكهنات بشأن مستقبل دومينيك كامينغز، كبير مستشاري رئيس الوزراء. لكن بي بي سي علمت أن كامينغز سيبقى في منصبه في الوقت الحالي، حيث كان قد عمل كين إلى جانب رئيس الوزراء منذ أن كان مسؤولا صحفيا لحملة الخروج من الاتحاد الأوروبي تحت قيادة كامينغز.
ولم يكن الكثيرون قد سمعوا به قبل انتشار خبر الاستقاله، لكن استقالته تأتي في وقت تواجه فيه الحكومة قرارات كبيرة بشأن التصدي لفيروس كورونا ومستقبل العلاقات التجارية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبعد عدد من الأزمات والمنعطفات داخل الحكومة في الأشهر الأخيرة، سيتبين لإدارة جونسون أن إدارة الاتصالات هي مفتاح التواصل مع الدولة ومحاولة الحصول على الدعم لقراراتها.
وقالت محررة الشؤون السياسية في بي بي سي، لورا كونيزبيرغ، إن أخبار احتمالية تولي كين، منصب كبير موظفي إدارة جونسون قد أدت إلى إثارة الذعر بين بعض النواب والوزراء، حتى أن أحد المصادر من حزب المحافظين أشار إلى أن خطيبة جونسون، كاري سيموندس، التي شغلت منصب مدير الاتصالات السابقة لحزب المحافظين، لديها مخاوف بشأن هذه الترقية.
وقال زعيم حزب العمال، السير كير ستارمر، في تصريح إذاعي إن "هذا مثير للشفقة. أعتقد أن الملايين من الناس سيستيقظون هذا الصباح وهم مستغربون، قائلين: بحق السماء، ماذا يحدث على هذه الأرض؟، موضحًا: "نحن في خضم جائحة، وكلنا قلقون بشأن صحتنا وعائلاتنا، قلقون بشأن وظائفنا، وهؤلاء يتشاجرون خلف أبواب 10 داونينغ ستريت. أفيقوا وانتبهوا، وركزوا على العمل الذي بين أيديكم".
وقال ريشي سوناك، وزير الخزانة البريطاني، إن الحد من انتشار هذا الفيروس كان "محور تركيز الجميع" في داوننغ ستريت، وكان الجميع "يعملون بجد من أجل ذلك"، ولم يكن حلفاء كين راضين عن الطريقة التي عومل بها، الأمر الذي أثار تكهنات أولية حول مستقبل كامينغز ومستقبل مساعديه الآخرين في 10 داونينغ ستريت.
ومع ذلك، قال اللورد ديفيد فروست، كبير مفاوضي رئيس الوزراء بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والذي يقود المحادثات التجارية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، إن أحد هؤلاء المساعدين سيبقى في منصبه، حيث أنه من المتوقع أن يحل جيمس سلاك، المتحدث باسم رئيس الوزراء، محل كين، ويتطلع رئيس الوزراء لتوظيف من سيشغل منصب كبير موظفي 10 داوننج ستريت، كجزء من إعادة تنظيم داخلي أوسع.
من هو لي كين؟
درس لي كين، 39 عاما، في مدرسة أورميسكيرك في لانكشاير وتخرج من جامعة ستافوردشاير، قبل أن يبدأ مسيرته المهنية في الصحافة عام 2006 كمراسل لصحيفة غوليستر سيتيزين، وعمل لفترة وجيزة في صحيفتي ذا صن وديلي ميل، ثم انضم إلى الديلي ميرور، حيث أمضى بعض الوقت مرافقا للحملة الانتخابية لزعيم حزب المحافظين، ديفيد كاميرون، في 2010.
وفي وقت لاحق، أصبح عضوا في فريق الاتصالات لحملة التصويت لإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كما عمل مستشارا خاصا لبوريس جونسون عندما كان وزيرا للخارج، وعمل أيضا لدى مايكل جوف وأندريا ليدزوم في وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية.
وفي بيان استقالته، قال كاين إنه كان شرف كبير لي أن أعمل مع جونسون على مدى السنوات الثلاث الماضية، مضيفا "إنه لشرف كبير لي أن يُطلب مني العمل كبيرا لموظفي إدارة رئيس الوزراء"، لكنه أضاف: "بعد دراسة متأنية قدمت استقالتي مساء هذه اليوم بصفتي مدير الاتصالات وسأغادر المنصب في نهاية العام. أود أن أشكر رئيس الوزراء على ولائه وقيادته الحكيمة".
وأردف "ليس لدي شك في أنه في ظل رئاسته للوزراء، ستفي البلاد بالوعود التي قطعتها في الحملة الانتخابية لعام 2019 وستخرج من أزمة جائحة كورونا بشكل أفضل، وردا على ذلك، شكر رئيس الوزراء كين على "خدمته غير العادية" له، سواء في 10 داونينغ ستريت أو في السابق عندما كان وزيرا للخارجية.
وقال جونسون "لقد كان حليفا وصديقا حقيقيا وأنا سعيد جدا لأنه سيظل مدير الاتصالات حتى العام الجديد للمساعدة في إعادة هيكلة العملية. سنفتقده كثيرا"، حيث أعرب العديد من أعضاء البرلمان من حزب المحافظين عن استيائهم من الجدل الدائر في 10 داونينغ ستريت، والذي يأتي في وقت يتزايد فيه القلق بشأن تعامل الحكومة مع الوباء، وخاصة الإغلاق التام.
وقال تشارلز ووكر، نائب رئيس لجنة عام 1922 المؤثرة في البرلمان، لبي بي سي إن هناك "استياء من الطريقة التي يعمل بها 10 داونينغ ستريت لبعض الوقت"، موضحًا: "أعضاء البرلمان شعروا بأنهم مستبعدون من عملية اتخاذ القرار، وهذا ليس سرا"، مؤكدًا: "الفرصة الحقيقية هنا هي أن يتم شغل منصب كبير موظفي إدارة جونسون من قبل شخص لديه علاقات جيدة مع حزب المحافظين وتمثيله في مجلس العموم."
وردا على سؤال حول الاستقالة، قال سوناك لبي بي سي "عندما يأتي كل موظفينا للعمل، يكون تركيزهم على ما يهم الشعب البريطاني، وهو الحد من انتشار هذا الفيروس، والعمل الجاد على تحسين طريقة إجراء الفحوصات، وتوفيرها للجميع و حماية وظائف الناس ودخلهم"، موضحًا: "هذا هو ما أركز عليه و هذا هو محور تركيز كل شخص في إدارتنا. نحن نعمل بجد لتحقيق ذلك والاستمرار فيه"، لكن بيت ويشارت من الحزب الوطني الاسكتلندي انتقد "الشخصيات مجهولة الهوية التي تدير هذا البلد بالفعل في 10 داونينغ ستريت"، قائلا إنهم " منقسمون فيما بينهم".
قد يهمك ايضا
أرسل تعليقك