بدأت الدفاعات الجوية السورية بالتصدي لعدوان ثان في سماء منطقة الجولان المحتل جنوب غرب البلاد، وذكرت مصادر إعلانية أن صواريخ الدفاع الجوي السوري تتصدى في هذه الأثناء لأهداف معادية في سماء ريف المحافظة، ويتزامن العدوان الإسرائيلي في جنوب سوريا مع عدوان آخر تشنه طائرات يرجح أنها من سماء منطقة البقاع اللبنانية شمال البلاد، باتجاه مدينة حمص وسط سوريا.
وأكدت المصار لوكالة "سبوتنيك" في "القنيطرة" أن العدوان على الأراضي السورية يتم من فوق الأراضي المحتلة في الجولان، وفي 23 فبراير / شباط الماضي تصدت الدفاعات الجوية لموجتين متتاليتين من الهجمات الصاروخية التي أطلقتها طائرات إسرائيلية من سماء الجولان السوري المحتل باتجاه محيط العاصمة السورية دمشق، وتزامنت تلك الهجمات مع تقدم متسارع للجيش السوري تلك الليلة باتجاه معاقل "جبهة النصرة" والمسلحين الصينيين في منطقة جبل الزاوية جنوب مدينة جسر الشغور بريف إدلب الجنوبي الغربي.
وبحث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي، الوضع حول إدلب السورية وعددا من قضايا العلاقات الروسية التركية، في سياق المحادثات المقرر عقدها الخميس مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، الأربعاء: "تمت مناقشة القضايا الحالية على جدول الأعمال الروسي، عوضاً عن الوضع حول إدلب".
وأشار إلى أنه "بالإضافة إلى ذلك، ناقش المشاركون في الاجتماع عددًا من القضايا في العلاقات الثنائية الروسية التركية، بما في ذلك التحضير لزيارة العمل المقرر أن يقوم بها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لموسكو غدًا"، وفي ظل تقدم الجيش السوري في ريف إدلب، آخر معقل للمسلحين في سوريا، تصاعد التوتر مع تركيا بعد مقتل عشرات الجنود الأتراك بهجوم للجيش السوري لتبدأ أنقرة بعدها عملية عسكرية تستهدف القوات الحكومية السورية.
وأكد الكرملين أن الهدف من العملية العسكرية التي يقوم الجيش العربي السوري بتنفيذها في منطقة خفض التصعيد بإدلب هو تحييد عناصر الإرهاب وليس شن حرب ضد المدنيين، يذكر أن تركيا أقامت 12 نقطة مراقبة داخل محافظات إدلب وحماة وحلب السورية بالاتفاق مع الجانبين الروسي والإيراني بهدف تطبيق "اتفاق خفض التصعيد"، في إطار اجتماعات أستانا المتعلقة بالشأن السوري، في المناطق التي كانت تفصل بين القوات الحكومية السورية والمعارضة.
وكان الرئيسان، الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، قد توصلا في 17 أيلول/سبتمبر 2018، خلال قمة عقدت في سوتشي، إلى اتفاق لإقامة منطقة منزوعة السلاح بمحافظة إدلب بحلول 15 تشرين الأول/أكتوبر 2018، بعمق 15-20 كيلومترا، مع انسحاب المسلحين المتطرفين من هناك، بما فيهم مسلحي "جبهة النصرة" (الإرهابية المحظورة في روسيا وعدد كبير من الدول).
وقال متحدث الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إن الوفد التركي يسافر إلى موسكو وكله أمل في التوصل إلى موقف مشترك أو اتفاق إزاء الأحداث في إدلب، ووفقا لما نشرته وكالة "الأناضول"، أوضح قالن: "إطارنا الأساسي ونحن ذاهبون إلى موسكو هو تحقيق وقف إطلاق نار عاجل في إطار اتفاق سوتشي. يجب تهيئة الظروف على الساحة السورية لضمان عودة اللاجئين بطريقة آمنة وكريمة".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد صرح بأنه يأمل في مساهمة المحادثات المقررة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، وأعلنت وزارة الدفاع التركية، الأربعاء، مقتل اثنين من جنودها في هجوم بإدلب، مما يرفع عدد قتلى القوات التركية في سوريا خلال أسبوع واحد إلى ما لا يقل عن 37 جنديا.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي، أن أكثر من 961 ألف شخص نزحوا من إدلب منذ بداية ديسمبر/كانون الأول الماضي، بينهم 375 ألفا في فبراير/شباط الماضي فقط، وهناك حوالي 567 ألف طفل بين النازحين، وفقا لآخر تقرير لمجموعة تنسيق المعسكرات وإدارة المخيمات التابعة لمفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين.
قد يهمك ايضا:
سقوط 20 قتيلًا من القوات السورية في قصف نفّذته تركيا في إدلب شمال سورية
أهمّ التطوُّرات العسكرية للمعارك المُتواصلة على مختلف جبهات ريفي إدلب وحماة
أرسل تعليقك