أظهرت بيانات جامعة "جونز هوبكنز" أن عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في الولايات المتحدة وصل صباح السبت إلى 102.800 حالة، فيما بلغ عدد الوفيات 1600، وقال مسؤولو الصحة إن العدد الفعلي لحالات الإصابة قد يكون أعلى من ذلك، بسبب عدم توافر اختبارات الكشف عن الفيروس الكافية للتأكد من مدى انتشار الوباء.
وأشارت الدكتورة ديبورا بيركس، أحد أبرز أعضاء فريق مكافحة الفيروس في البيت الأبيض، إلى أن مراكز السيطرة على الأمراض أجرت 370 ألف اختبار حتى الآن، فيما أكد مسؤولو الصحة أن نحو 30 مركزًا بحثيًا ومعملًا طبيًا متخصصًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة يتسابقون مع الزمن للتوصل إلى لقاح لفيروس كورونا. وقال أحدهم في تصريحات صحافية: "إننا نعمل ليل نهار، لكنه سباق يبدو بين السلحفاة والأرنب، حيث تفوق سرعة انتشار الفيروس قدرتنا على مكافحته".
وصرح إكسل ليهرر، عالم الفيروسات في مدرسة "جون بيرنز" للطب في جامعة يوتا، بأن الجامعة تعمل مع شركة الأدوية الحيوية "soligenix" للتوصل إلى لقاح، مشيرًا إلى أن الأمر قد يستغرق من 6 إلى 9 أشهر للوصول إلى التجارب السريرية، فيما تعمل مراكز طبية أخرى ومعامل على تجربة علاجات قائمة على استخدام أجسام مضادة من دماء الناجين من فيروس كورونا، وهي ما يسمى "علاج البلازما". وأقدمت مراكز بحثية أخرى على تجربة بعض اللقاحات لأمراض مثل الإيبولا، لكن لم تسفر نتائج استخدامها عن أنها تستطيع مكافحة الفيروس الجديد كورونا.
وتحتل 4 ولايات أميركية صدارة الولايات الأكثر تضررًا من الوباء، وهي: ولاية نيويورك (45 ألف حالة)، وولاية نيوجيرسي (9 آلاف حالة)، وولاية واشنطن (4 آلاف حالة)، وولاية كاليفورنيا (5 آلاف حالة). وتوقّع حاكم ولاية نيويورك، أندرو كومو، بلوغ الوباء ذروته في غضون 21 يومًا، وقال إن "أرقام الإصابات ستستمر في الارتفاع، وهذه أسوأ نبأ يمكنني أن أعلنه لسكان نيويورك"، مضيفًا أن إغلاق المدارس سيستمر حتى 15 أبريل (نيسان) المقبل.
ومن جهته، أعلن عمدة مدينة نيويورك، بيل دي بلاسيو، أن مسؤولي المدينة يفكرون في فرض غرامة بمبلغ 500 دولار على السكان الذين يخالفون قواعد العزل الاجتماعي، ويخرجون في تجمعات كبيرة في الحدائق، ويتجاهلون أوامر الشرطة، وأشار دي بلاسيو إلى أن عددًا قليلًا من دور العبادة مستمر في إقامة الشعائر الدينية، مشيرًا إلى أنهم يخاطرون بغرامات أو إغلاق دائم، إذا وجدت الشرطة استمرار التجمعات الكبيرة بها. وقد شهدت مدينة نيويورك وحدها عدد إصابات بلغ 26 ألف حالة، و450 حالة وفاة.
وتتزايد مخاوف حكام ولايات أخرى، مثل شيكاغو ونيو أورليانز وديترويت، من زيادة الإصابات، وتستعد لإقامة مستشفيات مؤقتة، وتحويل مراكز المؤتمرات إلى مرافق طبية، لاستيعاب الزيادة المتوقعة في عدد المرضى. وقدرت "جمعية طب الحالات الحرجة" في نيويورك أن الولايات المتحدة تحتاج إلى ما يصل إلى مليون جهاز تنفس صناعي للتعامل مع الوباء، وتملك الولايات المتحدة حاليًا نحو 160 ألفًا إلى 200 ألف جهاز في المستشفيات في جميع أنحاء الولايات المختلفة.
وفي السياق، تتسارع وتيرة الأبحاث الطبية والعلمية، التي أتاحت اكتشافات جديدة الأسبوع الماضي في خضم حرب عالمية ضد هذا الفيروس القاتل، وتوصلت الأبحاث العلمية لخمسة اكتشافات رئيسية هذا الأسبوع، ضمن الجهود العالمية لمحاربة "كوفيد-19".
اختبارات الإصابة المنزلية
تعتبر "اختبارات الأجسام المضادة"، الموثوقة والتي لا تكلف كثيرا، والتي تكشف ما إذا كان شخص ما قد أصيب بكورونا سابقا، أمرا حاسما لإدارة المرحلة التالية من الوباء، ويمكن للفحص على مستوى السكان أن يقيس المستوى العام للحصانة، ويمكن أن يسمح للناس بالعودة التدريجية إلى العمل، خاصة للأشخاص الذين يثبت الاختبار إصابتهم بكورونا بالسابق، وتجاوزهم الفيروس بمناعة عالية.
وتستخدم جهات صحية مختلفة حول العالم "اختبار الأجسام المضادة" في المختبرات، ولكنها لا تطبقها على نطاق واسع، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الاختبارات يجب إجراؤها بعد أسابيع قليلة من الإصابة.
ومن ناحيتها، تعمل شركات الأدوية الآن على إنتاج أجهزة فحص "سريعة"، يستخدمها الأشخاص في المنزل، وتشابه اختبارات الحمل السريعة.
وتعمل الجهات المختصة على توثيق هذه الأجهزة بسرعة كبيرة، والتأكد من دقتها، وأعلنت شركة أبوت أميركية أنها ابتكرت جهازا "محمولا"، لديه القدرة على تحديد إصابة الأشخاص بفيروس كورونا المستجد في 5 دقائق فقط، وأوضحت الشركة أن إدارة الأغذية والأدوية الأميركية، أعطتها الإذن للبدء في إنتاج هذه الأجهزة، التي ستتمكن من توفيرها للعاملين في مجال الرعاية الصحية في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، وفقما ذكرت "فرانس برس".
وأوضحت الشركة أن إدارة الأغذية والأدوية الأميركية، أعطتها الإذن للبدء في إنتاج هذه الأجهزة، التي ستتمكن من توفيرها للعاملين في مجال الرعاية الصحية في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، وسيتم إجراء الاختبارات باستخدام هذا الجهاز المحمول، الذي يأتي بحجم محمصة خبز صغيرة، ويعمل على التقنية الجزيئية، وبفضل حجمه الصغير سيتمكن العاملون في مجال الصحة من استخدامه خارج المستشفيات مستقبلا.
وقالت الشركة إن الجهاز حصل، حتى الآن، على موافقة إدارة الأغذية والأدوية الأميركية لاستخدامه في المختبرات المعتمدة ولدى مقدمي الرعاية الصحية في حالات الطوارئ فقط، وأوضح المسؤول في الشركة روبرت فورد: "ستتم محاربة وباء كورونا على جبهات متعددة، وسيساعد هذا الجهاز في مواجهة الوباء، من خلال قدرته على إعطاء النتائج في دقائق".
تم نشر تقارير منذ أسابيع بأن الفيروس يمكن أن يتسبب في فقدان الناس لحاسة الشم، واكتسبت النظرية هذا الأسبوع مصداقية مع الجمعية البريطانية لطب الأنف والأذن والحنجرة، استنادا إلى تقارير من كوريا الجنوبية والصين وإيطاليا.
الخبر السار هو أنه حتى إذا قتل الفيروس بعض خلاياك الشمية، فإن بطانة الأنف تحتوي على خلايا جذعية لاستبدالها.
لا تميل فيروسات كورونا بشكل عام إلى التحور بسرعة، وقد قدم العلماء هذا الأسبوع مزيدا من الاطمئنان إلى أن هذا ينطبق كذلك على "كوفيد-19".
وقام فريق في جامعة جونز هوبكنز بتحليل ألف عينة، ووفقا لصحيفة واشنطن بوست، وجد 4 إلى 10 اختلافات جينية فقط بين السلالات المنتشرة في الولايات المتحدة، والفيروس الأصلي الذي تم عزله عن المرضى في ووهان.
هذا الأمر يعني أنه في حالة التوصل للقاح مضاد، فأنه سيكون فعالا لفترة طويلة من الزمن، لأن الفيروس لا يتحور.
الإغلاق يجب أن يستمر
تضاءلت الآمال بأن تعود الحياة إلى طبيعتها في وقت ما قريبا، هذا الأسبوع، مع ظهور دراسات تشير إلى أن تدابير الإغلاق حول العالم، يجب أن تبقى لأشهر، حتى تحقق التأثير المطلوب بخفض تفشي الفيروس.
وأشارت دراسة نشرت في مجلة "لانسيت" إلى أنه إذا خففت الصين القيود في ووهان في أوائل مارس، عندما انخفضت أعداد الحالات بشكل كبير، فإنها كانت ستخاطر بمواجهة حالة تفشي كورونا جديدة في يونيو.
وبسبب قرار الصين الإبقاء على إغلاقها حتى أوائل أبريل، فقد انخفض متوسط عدد الإصابات المتوقع بحلول نهاية عام 2020 بنسبة 24 بالمئة.
الرجال أكثر عرضة للوفاة
تتزايد الأدلة على أن الرجال أكثر عرضة للوفاة بسبب كورونا أكثر من النساء.
وقد لوحظ هذا لأول مرة في الصين، حيث كان معدل الوفيات حوالي 2.8 بالمئة للرجال، و 1.7 بالمئة للنساء.
وأفادت إسبانيا هذا الأسبوع أن نحو ضعف عدد الوفيات كان من الرجال، مقارنة بالنساء.
وبدأ العلماء هذا الأسبوع بدراسة احتمال أسباب الوفاة المرتفع للرجال، بما في ذلك احتمالية أن أجهزة المناعة لدى النساء قد تكون أفضل قدرة على التغلب على الفيروس.
ويتوقع أن تكشف دراسات جديدة عن أسباب ارتفاع حالات الوفاة للرجال، في الأسبايع المقبلة.
وعلى الجانب الآخر، قال مسؤول الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إن الفحص واسع النطاق للكشف عن فيروس كورونا المستجد أمر ضروري، معتبرا أنه لا يمكن توقع المدة التي ستستغرقها هذه الجائحة، وناشد مايكل ريان العالم التحول إلى تدابير تتيح لنا "التعايش مع الفيروس"، حتى يظهر اللقاح المضاد له، وهو ما يبدو الأمر الممكن الوحيد حاليا.
وتشير تصريحات ريان الصادرة إلى تغير في تفكير منظمة الصحة العالمية، وإقرار منها بأن الفيروس المستجد الذي ظهر أولا في الصين أواخر العام الماضي، وأصاب أكثر من نصف مليون شخص حتى الآن، سيبقى لفترة، وفي هذه المرحلة، وفق ما قال ريان في مؤتمر دوري لمنظمة الصحة العالمية، "لا يمكن لأحد أن يتوقع المدة التي ستستغرقها هذه الجائحة.. نحن على مشارف مستقبل مجهول نمضي قدما إليه.. دول كثيرة في أرجاء العالم بدأت للتو دائرة هذه الجائحة".
وأشار ريان كذلك إلى أن العالم بحاجة إلى التحرك من تدابير تستهدف "تحمل اللوم" إزاء فيروس كورونا، لصالح "أهداف أكثر دقة بكثير، أهداف مباشرة، من شأنها أن تتيح لنا في الأقل التعايش مع هذا الفيروس حتى يمكننا تطوير لقاح للتخلص منه".
من جهة أخرى حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن النقص الشديد في معدّات الوقاية للموظفين الصحيين الذين يواجهون وباء كوفيد-19 يعد بين التهديدات الأكثر إلحاحا بالنسبة إلى العالم حاليا، وقال مدير عام المنظمة تيدروس أدهانوم غبرييسوس إن "النقص العالمي المزمن في معدات الوقاية الشخصية بات بين التهديدات الأكثر إلحاحا لقدرتنا المشتركة على إنقاذ الأرواح"، وأفاد أن المنظمة أرسلت نحو مليوني قطعة منفصلة من معدات الوقاية الشخصية إلى 74 بلدا وتستعد لإرسال كمية مشابهة إلى 60 دولة أخرى، وقال تيدروس "لا يمكن حل هذه الشكلة إلا من خلال التعاون الدولي والتضامن".
ونوه تيدروس إلى أن أكثر من مئة ألف شخص تعافوا من المرض، وأضاف "ما زلنا في بداية هذه المعركة. علينا المحافظة على الهدوء والوحدة والعمل معا".
ومن جانبها، قالت الأمم المتحدة إن الفكرة المتداولة بأن "شرب الماء أو المشروبات الساخنة كل 15 دقيقة، كفيل بالقضاء على كورونا" غير صحيحة.
وطغت على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية، مجموعة من "الوصفات" التي ادعى البعض أنها تعالج كورونا أو تقي منه، إلا أن العلماء أكدوا عدم جدواها.
وقالت صحيفة "غارديان" البريطانية إن من بين الوصفات المزعومة لعلاج كورونا، شرب عصير الليمون والماء الساخن وشراب التوت وتناول شرائح البصل، وذكر مركز مكافحة الكراهية الرقمية "CCDH"، أنه "يجب تجنب مثل هذه الوصفات وعدم الرد عليها أو إعادة نشرها، لأن ذلك سيساهم في انتشارها بشكل أكبر"، مشددا على ضرورة التبليغ بهذه المنشورات ليتم حذفها.
وفي السياق، كشف فريق من العلماء الصينيين في دراسة حديثة، الفترة التي يعيش فيها فيروس كورونا المستجد بجسم المصاب بالوباء.
وأجرى فريق من الباحثين في مركز بكين الطبي دراسة توصلت إلى أن فيروس كورونا يعيش في جسم نصف عدد المتعافين من مرض "كوفيد-19"، من يوم إلى 8 أيام، حتى بعد اختفاء جميع الأعراض.
وبحسب الباحثين، فإن الدراسة تبرز أهمية تمديد فترة الحجر الصحي للمتعافين من الفيروس لمدة أسبوع أو أسبوعين.
ووفق ما ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء، فقد قام الأخصائيون بتحليل بيانات 16 مريضا بكورونا متوسط أعمارهم تتراوح بين 35.5 سنة تم علاجهم من 28 يناير إلى 9 فبراير 2020، وقد تعافوا من المرض.
ونقلت الوكالة عن عالم أمراض الرئة المشارك في الدراسة لوكيش شارما، قوله إن المرض حدث في كل شخص بدرجات متفاوتة من الشدة. وبلغ متوسط فترة حضانة الفيروس خمسة أيام، وكان الجميع يعانون من الحمى والسعال والتهاب الحلق وضيق التنفس.
قد يهمك ايضا :
الصين مستعدة لتحمل عجز أكبر في موازنتها التي أنهكتها جائحة "كوفيد – 19" المستجد
ماليزيا تسجل 150 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 2470 حالة
أرسل تعليقك