توعَّد المرشد الإيراني علي خامنئي بـ"انتقام قاس" بعد مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، بغارة أميركية في بغداد، وعلقت وزارة الخارجية الروسية، الجمعة، على العملية الأميركية التي أدت إلى اغتياله في بغداد، وتوعدت ميليشيات الحوثي الموالية لإيران بـ"رد سريع ومباشر".
أعلن خامنئي الحداد الوطني لثلاثة أيام في إيران، وقال في تغريدة عبر "تويتر"، إن "انتقاما قاسيا ينتظر المجرمين الذين لطخت أيديهم بدمائه"، وأوضح المرشد: "غياب سليماني يشعرنا بالمرارة لكن الكفاح سيتواصل لحين تحقيق النصر وجعل حياة المجرمين أشد مرارة"، كما قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده ستكون "أكثر تصميما على مقاومة الولايات المتحدة"، ردا على مقتل سليماني.
وقال روحاني في بيان: "استشهاد سليماني سيجعل إيران أشد حزما في مقاومة التوسع الأميركي والدفاع عن قيمنا الإسلامية. بلا أدنى شك ستنتقم إيران والدول الأخرى الساعية إلى الحرية في المنطقة".
وتم اغتيال سليماني بضربة أميركية قرب مطار بغداد الدولي فجر الجمعة، وأكدت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أصدر الأمر بـ"قتل" الجنرال لإيراني.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية في بيان إنه "بناء على أمر الرئيس، اتخذ الجيش الأميركي إجراءات دفاعية حاسمة لحماية الطواقم الأميركية في الخارج من خلال قتل قاسم سليماني".
وأضاف البيان أن "الجنرال سليماني كان يعمل بكد على وضع خطط لمهاجمة دبلوماسيين أميركيين وجنود في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة"، مؤكدا أن "الجنرال سليماني وفيلق القدس التابع له مسؤولان عن مقتل المئات من العسكريين الأميركيين وعسكريي التحالف وجرح الآلاف غيرهم"، وفور إعلان نبأ مقتل سليماني، نشر ترامب على حسابه على موقع "تويتر" صورة للعلم الأميركي من دون أي تعليق.
وقال البنتاغون إن سليماني "قام بتدبير الهجمات على قواعد التحالف في العراق في الشهر الأخيرة، بما في ذلك هجوم 27 ديسمبر، التي أدت إلى مقتل وجرح أميركيين آخرين والطاقم العراقي"، وكذلك هجوم الأسبوع الجاري على السفارة الأميركية في بغداد.
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية أن "هذه الضربة كان هدفها ردع خطط هجوم مستقبلية لإيران"، مشددة على أن "الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية شعبنا ومصالحنا في اي مكان في العالم".
وردا على سؤال لـ"فرانس برس"، رفض البيت الأبيض التعليق على مقتل سليماني، في حين أكد الحرس الثوري مقتل القيادي البارز في الحرس الثوري، متهما واشنطن بالوقوف خلف الضربة الصاروخية التي استهدفته في بغداد.
واغتيل سليماني وقيادي كبير في الحشد الشعبي العراقي الموالي لطهران، في الهجوم أميركي الذي استهدف سيارتهما قرب مطار بغداد الدولي.
يأتي مقتل سليماني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، بعد 3 أيام على هجوم غير مسبوق شنه مناصرون لإيران على السفارة الأميركية في العاصمة العراقية.
روسيا وفرنسا تُحذِّران
وعلَّقت وزارة الخارجية الروسية، الجمعة، على العملية الأميركية التي أدت إلى اغتيال قاسم سليماني، في بغداد، واعتبرت أن قتله "سيزيد التوترات في الشرق الأوسط"، على ما أوردت وكالة "رويترز"، كما قالت وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الخارجية أميلي دي مونشالان، إن أولوية فرنسا هي إرساء الاستقرار في الشرق الأوسط، بعد عملية اغتيال سليماني.
وقالت مونشالان لراديو "آر تي إل": "ما يحدث هو ما خشيناه. التوتر بين الولايات المتحدة وإيران يزداد. الأولوية هي لإرساء الاستقرار في المنطقة".
وأضافت أن كبار المسؤولين الفرنسيين سيقومون باتصالات رفيعة المستوى مع كبار اللاعبين في المنطقة.
ميليشيات الحوثي تتوعَّد
وتوعدت ميليشيات الحوثي الموالية لإيران بـ"رد سريع ومباشر"، بعد اغتيال قاسم سليماني، وفي تغريدة على موقع "تويتر"، قدم محمد علي الحوثي رئيس ما يعرف باسم اللجنة الثورية العليا للميليشيات المتمردة في اليمن، التعازي للمرشد الإيراني علي خامنئي والقيادة السياسية في العراق وإيران.
وقال إن "هذا الاغتيال مدان، والرد السريع والمباشر في القواعد المنتشرة هو الخيار والحل"، ولم تكشف الميليشيات المتمردة طبيعة الرد الذي هددت به، أو الجهات المستهدفة به، ومنذ انقلابها على السلطة الشرعية في اليمن، تحصل ميليشيات الحوثي على دعم كبير من طهران، ساعدها على السيطرة على مدن يمنية أهمها العاصمة صنعاء.
السيستاني والصدر يُدينان
زأدان المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، والزعيم السياسي مقتدى الصدر الضربة الأميركية التي أسفرت عن مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، واعتبر السيستاني، في خطبة الجمعة التي ألقاها ممثله عبدالمهدي الكربلائي في مدينة كربلاء، جنوب بغداد، أن "الاعتداء الغاشم بالقرب من مطار بغداد الدولي الليلة الماضية" يمثّل "خرقا سافرا للسيادة العراقية وانتهاكا للمواثيق الدولية".
ووصفت الخطبة سليماني، ونائب رئيس ميلشيات الحشد الشعبي "أبو مهدي المهندس"، الذي قتل في الضربة أيضا، "بأبطال معارك الانتصار على الإرهابيين الدواعش".
وقال الصدر في بيان نشره اليوم: "أعزي نفسي وأعزي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مرجعية وقائدا وشعبا وحكومة باستشهاد المجاهد (الحاج قاسم سليماني) ومن معه من المؤمنين"، وأضاف: "ومن المعلوم أن استهدافه من الاستكبار العالمي هو استهداف للجهاد والمعارضة والروح الثورية الدولية. لكن لن ينالوا من عزمنا وجهادنا".
عبدالمهدي يُندّد ويدعو البرلمان لجلسة طارئة
ندّد رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبدالمهدي، الجمعة، بقتل القيادي البارز أبو مهدي المهندس، داعيا البرلمان لعقد جلسة طارئة.
وقال عبدالمهدي في بيان: "ندين بأقصى درجات الإدانة والاستنكار إقدام الإدارة الأميركية على عملية اغتيال أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني وشخصيات عراقية وإيرانية أخرى".
وذكر أن اغتيال قائد عسكري عراقي يشغل منصبا رسميا "يعد عدوانا على العراق دولة وحكومة وشعبا"، وتابع: "القيام بعمليات تصفية ضد شخصيات قيادية عراقية أو من بلد شقيق على الأرض العراقية، يعد خرقا سافرا للسيادة العراقية واعتداء صارخا على كرامة الوطن وتصعيدا خطيرا يشعل فتيل حرب مدمرة في العراق والمنطقة والعالم".
وأردف: "هذا خرق فاضح لشروط تواجد القوات الأميركية في العراق ودورها الذي ينحصر بتدريب القوات العراقية ومحاربة تنظيم داعش، ضمن قوات التحالف الدولي وتحت إشراف وموافقة الحكومة العراقية".
ووجه رئيس الوزراء العراقي المستقيل "دعوة رسمية إلى عقد جلسة استثنائية لمجلس النواب من أجل تنظيم الموقف الرسمي العراقي واتخاذ القرارات التشريعية والإجراءات الضرورية المناسبة بما يحفظ كرامة العراق وأمنه وسيادته".
واغتيل سليماني والمهندس في ضربة أميركية نفذتها طائرة مسيرة قرب مطار بغداد الدولي، في ساعة مبكرة من يوم الجمعة.
متظاهرون عراقيون يحتفلون
عبر متظاهرون عراقيون، الجمعة، بطرق عدة عن ارتياحهم، بمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي يتهمونه بقيادة عمليات القمع الدامية ضد احتجاجاتهم السلمية منذ أشهر.
وذكرت وكالة "فرانس برس" أن عشرات العراقيين تجمعوا صباح الجمعة في ساحة التحرير وسط بغداد، وهم يغنون ويرقصون بعد شيوع خبر مقتل سليماني، وقال أحدهم: "يا قاسم سليماني، هذا نصر رباني"، و"حوبة دماء الشهداء".
وتداول رواد مواقع التواصل مقطع فيديو يظهر متظاهرين يغنون ويرفعون علما عراقيا كبيرا فرحا في منطقة ساحة التحرير فجر الجمعة، فور تأكيد مقتل سليماني، وقال مصور الفيديو إن هؤلاء خرجوا للتعبير عن ارتياحهم لمن تورط في دماء رفاقهم المحتجين.
وقتل خلال حركة الاحتجاج نحو 500 شخ وأصيب 25 ألف آخرون بجروح، وفق أرقام المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق.
طهران تستدعي ممثل المصالح الأميركية في إيران
استدعت طهران الدبلوماسي السويسري الممثل للمصالح الأميركية في إيران، في غياب العلاقات الرسمية بين البلدين، بعد مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني بغارة أميركية في العراق.
وكتب الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي في تغريدة على "تويتر"، أن هذا الدبلوماسي أُبلغ أن "اغتيال الجنرال سليماني مثال فاضح على إرهاب الدولة الأميركي، وأن النظام الأميركي مسؤول بالكامل عن عواقبه".
قد يهمك ايضا:
قاسم سليماني يسعى إلى تحريك "أذرع إيران" في العراق استعدادًا للحرب
سليماني يحدز أميركا من لجوء إيران إلى حرب غير متكافئة ضدها
أرسل تعليقك