طهران_الجزائر اليوم
شهدت محافظة بلوشستان، مواجهات عنيفة بين متظاهرين غاضبين وأفراد من عناصر الحرس الثوري الإيراني، في المحافظة الواقعة جنوب شرقي طهران، إثر مقتل 10 من بائعي الوقود خلال احتجاجاتهم أمام إحدى القواعد العسكرية لـ"الحرس"، حسبما يوضح ملا مجيد، الناطق الرسمي بلسان "منظمة حقوق الإنسان البلوشي".وأوضح مجيد أن بلوشستان المتاخمة للحدود مع أفغانستان وباكستان، تعاني من التهميش والإفقار وقلة الموارد، ما يدفع قطاع كبير منها للعمل في بيع الوقود والنفط عبر الحدود، غير أنه في الفترة الأخيرة "تم بناء سياج حدودي وغلق منافذ البيع المتاحة، مما ترتب عليه حدوث مناوشات فقام أفراد الحرس الحدودي الإيراني بفتح النار بشكل عشوائي على المدنيين، وقتل نحو عشرة أفراد، وإصابة العشرات، وأغلبهم في حالات حرجة داخل مستشفيات باكستانية وإيرانية".وبحسب المعلومات التي وثقها الناطق الرسمي بلسان منظمة حقوق الإنسان البلوشي لـ"سكاي نيوز عربية"، فإن عدد القتلى بلغ نحو 50 شخصا، وقد أثارت هذه الحادثة غضب البلوش فخرجوا في تظاهرات، الثلاثاء في عدة مناطق من بينها؛ منطقة سروان وزاهدان.
ولفت إلى قوع حوادث منها "مهاجمة المواطنين البلوش لمقار حكومية وتدميرها، ومحاصرة بعض مراكز الشرطة وقواعد الحرس الثوري الأمنية والعسكرية، فضلاً عن قيام بلوش مسلحين بالهجوم على المركز الحدودي الذي تسبب بالحادث، ما أدى إلى هروب الجنود الإيرانيين من مواقعهم، ومن ثم اضطرت الحكومة الإيرانية لقطع كافة وسائل التواصل من إنترنت وكهرباء عن منطقة سروان وزاهدان".وأفاد مجيد بأن هناك شهود عيان تابعوا أرتال من المركبات التابعة للجيش الايراني بينما كانت متوجه إلى منطقة سروان وزاهدان، وقد اصطدمت في اشتباكات مع المحتجين.
ومن جانبه، يقول المعارض الإيراني حبيب الله سربازي، أمين عام حزب التضامن الوطني البلوشستاني، ويقيم في لندن، إن بلوشستان تعاني من "اضطهاد مزدوج" بسبب انتماء غالبية سكانها لأقلية عرقية (البلوش) ودينية (السنة)، وهو ما تسبب في عزلتها وإفقارها عمدا من قبل النظام، رغم وفرة الثروات الطبيعية بالإقليم من النفط والذهب والغاز واليورانيوم والنحاس، وفي المقابل يعاني أبناؤها من الفقر الشديد والبطالة.
ويوضح المعارض الإيراني في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، أن النظام الإيراني يتخذ كافة "الإجراءات القمعية والعقابية ضد البلوش، والتي تبدأ بإهدار وتصفية خصوصيتهم الثقافية، حيث يحظر تداول أسماؤهم، وكذا استعمال لغتهم المحلية في الدراسة، حيث انخفضت نسبة تعليم البلوش بصورة كبيرة، إذ لم ينخرط في التعليم الجامعي أكثر من ألفي طالب بلوشي، في مقابل أربعة ملايين طالب جامعي إيراني".
ولفت أمين عام حزب التضامن الوطني البلوشستاني إلى أن "ما حدث هو أن الحرس الثوري فقد موارده المالية بسبب العقوبات الأميركية، وهم الآن يتخذون أي إجراء متعسف لإيجاد موارد مالية جديدة لتوسعة نشاطاتهم بالمنطقة، وعندهم خطة جديدة باسم "طرح رزاق"، تستهدف توقیف عمل البلوش لبیع الوقود، حتی يتسنى لأفراد الحرس الثوري بيعه بالتجزئة لحسابه، ویستفید من عوائده المالية".وأشار إلى أنه تم إغلاق الانترنت وقطع الكهرباء حتى لا تتجدد الدعوات للتظاهر أو الخروج في احتجاجات، لكنه أكد على وجود دعوات لـ"اعتصامات وغلق المحال التجارية خلال الأربعاء.
ويؤكد الأكاديمي والباحث العراقي المتخصص في الشأن الإيراني، مثنى العبيدي، أن منطقة بلوشستان تشهد "احتجاجات بين الحين والآخر وغالباً ما يواجه المحتجين بالعنف من قبل القوات الأمنية".ولفت إلى أن "هذه المحافظة تعد من المناطق الأكثر فقراً وتهميشاً وارتفاع نسبة البطالة في إيران، الأمر الذي يشكل أحد الأسباب الأساسية في تصاعد ظاهرة الاحتجاجات اعتراضاً على سياسات التهميش ومطالبة بتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية".
وتابع العبيدي "أن الاحتجاجات الأخيرة في بلوشستان لا تخرج عن الأسباب التقليدية التي يئن تحت وطأتها الإيرانيون بيد أن شرارتها جاءت إثر مقتل وإصابة العديد من ناقلي الوقود، فأخذت الاحتجاجات طابعاً حاداً تمثل في سيطرة المحتجين على مبنى قائم مقامية (المحافظة) سراوان، وبالمقابل تم قطع خدمات الانترنت وغلق بعض منافذ المدينة".وأوضح الأكاديمي العراقي إلى أن هذه الاحتجاجات جاءت بعد تزايد عمليات الإعدام لعدد من ناشطي القوميات، وفي مقدمتهم البلوش، خلال الأشهر الاخيرة، وتحديداً منذ منتصف كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي.ويرجح أن تتصاعد وتيرة الاحتجاجات مستقبلاً في العديد من مناطق إيران في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والتفاوت الطبقي بين فئات المجتمع الإيراني، م ناحية، وتأثير العقوبات الاقتصادية، من ناحية أخرى، لاسيما مع احتمالية عدم التوصل إلى حل في مجال البرنامج النووي الإيراني مع القوى الدولية والمجتمع الدولي.
قد يهمك ايضا
أرسل تعليقك