القاهرة ـ سعيد غمراوي
من بني سويف، إحدى محافظات شمال الصعيد، جنوب القاهرة في وادي النيل، تلك المدينة الهادئة الوادعة، انطلق شغفه بالقراءة لنصيحة قدمتها والدته له ذات يوم، في أن يقرأ في مكتبة البلدية في المدينة، هناك كانت بواكيره الأولى، ومنها انطلق وحفر اسمه ببراعة في عالم الصحافة والإعلام، الصحافي المصري المعروف مفيد فوزي.
بهذه الكلمات انطلق فوزي، للحديث عن بداياته المهنية، والعديد من المواضيع الاخرى، في جلسة تحت عنوان "الإعلام كوسط ثقافي" التي أقيمت في ملتقى الكتاب، ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يستمر لغاية 12 من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وأدار الجلسة علي الشعالي، وحضرها جمهور كبير من رواد المعرض.
وأشار مفيد فوزي إلى أن معرض الشارقة الدولي للكتاب يمجد الكتاب، ويمجد الكلمة، ويدعو إلى الحرف، ويدعمك لبناء مخزون حقيقي من الثقافة، يمكن أن يكون حائط صد لما أحدثته التقنية الحديثة من حاجز بين الإنسان والثقافة، وسيكون للإمارات شأن كبير في الثقافة التي تحاول أن تجعل منها خبزاً للحياة.
وأشاد بالدور الكبير الذي لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في المجال الثقافي، وحفاوته اللافتة بالمثقف والكتاب.
ودعا فوزي إلى فصل الإزدواجية الحالية بين الكتاب الورقي والجهاز اللوحي في اعتبار أن كلاً منهما موجود لخدمة القراءة والقارئ، مؤكداً أن للكتاب حضور واسع منذ اكتشاف الورق إلى اليوم على عكس الأجهزة الحديثة التي ما خُلِقت إلا للتسلية والترفيه وقضاء الوقت في كثير من الأمور غير النافعة.
ويستذكر الصحافي المصري انقالته من بني سويف إلى القاهرة في سن العاشرة، وإصداره أول صحيفة حائط، كما تطرق إلى أشخاص مؤثرين في حياته مثل الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، والأديب سلامة موسى وغيرهم، وبين أن مصادر ثقافته الواسعة لم تتوقف على الكتب فقط، بل شملت السينما والمسرح والأغنية وكل ماله دور مؤثر في الحياة.
"لست حكيماً لأعطي نصائح للشباب" أجاب فوزي فيمن سأله من الجمهور عن نصيحة يمكن تقديمها للإعلاميين، لكنه أكد أن على الإعلامي أن يكون نبيهاً واسع المدارك، قادراً على تحليل المعلومة، حريصاً على نقلها دون بهرجة أو شهرة، شجاعاً لا يهاب في الحق أحد، وأن لا يبني أسمه على انقاض الآخرين.
واختتم حديثه بأن بناء ثقافة الطفل لا تحتاج إلى أجهزة تقنية متطورة بل إلى والدين ملهمين ومعلمين مهرة تتفتح ذهنية وقريحة الطفل من خلالهم على القراءة التي تتيح له التعامل مع مشكلات الحياة، كما أعرب عن أمنية عزيزة يود أن ترى النور، وهي تقديم برنامج تلفزيوني يتحدث فيها عن تجاربه في الحياة والمهنة بعنوان "الأيام إن روت"، فهل سيجد من يحقق له هذه الأمنية؟.
أرسل تعليقك