الجزائر - الجزائر اليوم
تعيش أغلب المؤسسات التربوية بالبيّض، هاته الأيام، على وقع الاحتجاجات، والقاسم المشترك بينها، غياب التدفئة، حيث خرج أولياء التلاميذ إلى الشارع بابتدائية النجاح الواقعة على بعد أمتار من مقر مديرية التربية، بسبب تأخر الجهات الوصية في صيانة وتشغيل التدفئة المركزية بالمؤسسة، وغياب التدفئة بمؤسسة قطاف وحي بيطا بالمدينة الجديدة.
تعيش جل المؤسسات التربوية بالقرى والأرياف، على غرار قرية مكثر، وبن هجام، الظاهرة نفسها، في مناطق تصل بها درجة الحرارة أحيانا إلى 12 درجة تحت الصفر، ففي الكثير من القرى النائية بجنوب الولاية، تصدمك مشاهد لحالات أطفال فقدوا السيطرة على مثانتهم المتعبة من شدة البرد، وأصبحوا عرضة للأمراض المزمنة، كحالة الطفل “م علال” 11سنة، الذي حدثنا والده بأن حالته الصحية تدهورت حسب التقارير الطبية من شدة البرودة.
من عينة كهذه يمكن تصور حجم الظاهرة في منطقة تصنف كأبرد منطقة في القطر الجزائري، إذ يكفي متابعة نشرات الأحوال الجوية اليومية عبر الشاشة الصغيرة، أو عبر الأثير، للتأكد بأن ولاية البيض صاحبة الرقم القياسي في شدة البرودة، وهو ما أكده لنا المهندس عبد المجيد، أخصائي الأحوال الجوية بمحطة الرصد الجوي بالبيض، حيث كشف للشروق اليومي، بأن درجات الحرارة وصلت في بعض ليالي البيّض الباردة 17 درجة تحت الصفر، وهي درجة جد خطيرة في الأماكن التي تفتقد إلى التدفئة، بفعل عوامل الصقيع الذي يؤدي إلى تفاعلات كيميائية، تؤدي إلى الكسر والتشقق، أو حتى التجمد المميت، أو قد تسبب الإصابة بالسكري وضغط الدم، الناتج عن انسداد في الأوردة والشرايين، وبخاصة في الأطراف السفلى، وقد تؤدي إلى إصابة الأعصاب، فضلا عن الأمراض المعتادة كالزكام الحاد، وحالات الذبحة الصدرية والرعشة والسيلان المستمر لمخاط الأنف.
وبات انعدام أو نقص التدفئة بقرى ومداشر الولاية، كابوسا يقض مضاجع الأولياء، كلما دشن فصل الشتاء جليده وصقيعه، بحيث يرهن المشوار الدراسي للعديد من التلاميذ، خصوصا الطور الابتدائي، الأمر الذي دفع بأولياء الأمور في بعض القرى، إلى منع أبنائهم من مزاولة دراستهم، والاعتصام أمام مداخل المؤسسات التربوية، فببلدية بريزينة، اعتصم التلاميذ بإيعاز من أوليائهم، وامتنعوا عن الدراسة احتجاجا على حجرات التبريد المخصصة للتمدرس. كما أن الوضع ذاته مسّ عديد الابتدائيات، على غرار، سيدي اعمر، وحتى القرى التابعة لعاصمة الولاية، كقرية مكثر ووافق وبن جراد، إضافة إلى أن انشغال المنتخبين بقضايا هامشية، جعل خزانات تعبئة المازوت بعديد المؤسسات التربوية فارغة، وتشهد اضطرابات متكررة، ترهن معها مصير التدريس بحجرات لا تصلح إلا لتجميد اللحوم، حيث كشف لنا أحد المديرين، بأنه اضطر إلى كتابة 23 مراسلة إلى رئيس البلدية ورئيس الدائرة السابقين للحصول على 1000 لتر من مادة المازوت.
قد يهمك ايضا:
ديريات التربية تأمر رؤساء المؤسسات التربوية بالشروع في مراقبة المعلوماتت
شديدات لاستغلال الطاقات البشرية المسخرة في المؤسسات التربوية الجزائرية
أرسل تعليقك