الجزائر - الجزائر اليوم
تنتظر وحدات الكشف المبكر والمتابعة على مستوى المؤسسات التربوية مهمة صعبة ومكثفة هذا الموسم بالنظر إلى الظرف الصحي الاستثنائي الذي تعرفه البلاد، خاصة بعد عطلة مدرسية إجبارية ناهزت 8 أشهر تعرّض فيها الأطفال بشكل مكثّف للأجهزة التكنولوجية من كمبيوتر ولوحات ذكية وهواتف، ما ينذر ببروز مختلف أمراض العين والسمع وحتى الأعصاب وتنامي العنف.وتطلق وزارة الصّحة بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية حملة وطنية لتكثيف الفحوصات الطبية لتلاميذ المدارس المتراوحة أعمارهم بين 6 إلى 14 عاما ضد مختلف الأمراض المعدية وسيتم مرافقة هذه الحملة بعمليات تشخيص طبية واسعة للوقوف على صحة التلاميذ خاصة ما تعلق ببعض الأمراض الشائعة مثل الأنفلونزا الموسمية وكورونا وأمراض العيون وتسوّس الأسنان واعوجاج الظهر وغيرها.ومن المقرر أن يشرع أطباء الصّحة المدرسية، خلال هذا الأسبوع، في عملهم الميداني على مستوى المؤسسات التربوية وكذا في البرنامج التكميلي للتلقيحات الروتينية ضد بعض الأمراض المعدية الذي كان يفترض إتمامه في الربيع الماضي غير أن انتشار وباء كورونا جمّد البرنامج.
وبهذه الحملة تعود التلقيحات إلى المدارس مجددا بعد القطيعة التي أحدثتها منذ سنوات على إثر طلب موافقة الأولياء وهو ما بعث الشكوك والمخاوف وأحدث أزمة ثقة لدى الأولياء في هذه اللقاحات.وفي هذا السياق أوضح فتحي بن أشنهو الطبيب المختص في الصحة العمومية أن الطب المدرسي ووحدات الكشف المبكر والمتابعة هي العمود الفقري للصحة بالنظر إلى كثرة الأمراض التي قد تصيب الأطفال المتمدرسين والذين لم يكتمل نموهم في بعض الجوانب، غير أن دورها تراجع خلال سنوات الثمانينيات وسجل تراخ كبير في أداء هذه الوحدات لدورها وعندما جاء الكوفيد19 برزت أهميتها بشكل أكبر نظرا للتهديدات الصحية المختلفة.
ودعا بن أشنهو إلى ضرورة إعادة النظر في تكوين العاملين في هذه الوحدات التي يمتلك الأغلبية نظرة خاطئة عنها قصد حمايتها وضمان استمراريتها بشكل أكثر نفعا، حيث قال “كفى من الاستهتار بهذا التخصص الذي يعد جبهة حرب وليس مكانا للراحة”، مستشهدا بدراسة تؤكد أن استثمار واحد دولار في الوقاية المدرسية يوفر علينا 15 دولارا في الميزانية الصحية.والأصل في هذه الوحدات أنها هي من تبحث عن المريض وتكشف أمراضه قبل تطوّرها وتعقدها وليس كما هو حاصل الآن حيث لا يتم اكتشاف الأمراض إلا بعد بلوغها مستويات قياسية من التقدّم.
وأوضح بن أشنهو أن أكثر الأمراض التي تهدّد التلاميذ في المدارس هي تسوّس الأسنان الذي يكون عادة مصدرا لعديد الأمراض القلبية والبلعومية والتهاب اللوزتين بالإضافة إلى مشكل تقوس الظهر أو ما يعرف بـ”السكوليوز” الذي يعاني منه نسبة كبيرة من المتمدرسين وكذا مشاكل السمع والرؤية والأعصاب. وهي غالبا يقول المختص أمراض موجودة قبل الكوفيد19 غير أنها ازدادت حدة وعادة يكون المعلمون أوّل مكتشفيها والمبلغين عنها لاحتكاكهم المتواصل مع التلاميذ.واعتبر بن أشنهو وباء كوفيد19 فرصة لإعادة النظر في توجيه الكفاءات الأفضل نحو هذا التخصص وإيلائه الأهمية القصوى لما يمكنه أن يؤديه من دور في قطع الطريق على عديد الأمراض.
قد يهمك
إطلاق حملة وطنية للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية مطلع نوفمبر
رئيس الوزراء الجزائري ينعى صائب عريقات بعد وفاته بسبب إصابة كورونا
أرسل تعليقك