نيودلهي ـ عدنان الشامي
سافرت المصورة نوروك ميهايلا من بوخارست الى الهند مصطحبة معها كاميرتها لالتقاط صورًا تظهر النساء في جميع أنحاء البلاد بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، ملتقطة صورًا لنجمات بوليوود، ولمراهقات يعشين في الأحياء الفقيرة في مومباي ولحفل زفاف مسيحي في غوا، في مشروع دام لأكثر من شهرين في نهاية عام 2015، سافرت فيه في جميع أنحاء الهند، مؤكّدة : "تواجه العديد من النساء اللواتي يعشن في الهند تحديات عظيمة بسبب التمييز ولكنهن مثال استثنائي للجمال والقوة."
والتقطت نوروك في مومباي صورة لواحدة من أكبر النجوم في بولويود وهي سونام كابور البالغة من العمر 30 عامًا وواحدة من أعلى النساء أجرًا، مشيرة إلى أنها "لا تعتبر نجمة كبيرة في الهند فقط ولكنها رمز للجمال والنجاح بالنسبة للكثيرات لذلك رغبت أن تعلم المرأة الهندية أن جميعهن نجوم بالنسبة لي."
وتظهر الصور الديانات المختلفة في الهند مع صور لحاج هندسي يقدم قربانا على نهر الجانج في فاراناسي وامرأة من السيخ في المعبد الذهبي في أمريتسار، وتابعت المصورة : "خلال رحلتي عبر الهند التقيت العشرات من النساء وأتيحت لي فرصة الاستماع الى العديد من مشاكلهن واحلامهن، ولمست كم هن طيبات القلب وقويات في ذات الوقت عند التعامل مع نضالاتهن اليومية."
وأخذت القطارات الهندية حصتها من صور نوروك فهي تحمل حوالي سبعة مليارات راكب في جميع أنحاء البلاد كل عام.
ورصدت العدسة شرطية نظامية في بوشكار وهي بلدة بولاية راجاستان وطالبة جامعية تتلقى الدروس وترتدي ساري زهري كامل، ووصفت نوروك التناقضات في المجتمع الهندي حيث مازال ينظر للنساء باعتبارهن تابعات للرجال ولكن يسمح لهن بأن يصبح شخصيات بارزة، مشيرة إلى "الشائع للغاية بالنسبة للمرأة الهندية ان تعاني من العنف المنزلي وزواج الأطفال والاغتصاب، وتواجه الكثير من النساء التمييز بسبب لون البشرة أو الخلفية الاجتماعية ، وعلى الرغم من ذلك فالهند واحدة من الدول التي لديها عدد أكبر من النساء اللواتي يعمل في السياسة."
وأضافت نوروك : "لقد شغلت النساء مهام رئيسية بما في ذلك رئيسة الدولة ورئيسة الوزراء، ومن الشائع رؤية الشرطيات وسماع قصص عن النساء الناشطات في المجتمع، وهناك عدد لا يحصى من النساء الهنديات العاديات اللواتي يعتبرن رموز للقوة والتفاني داخل أسرهن ومجتمعاتهن الصغيرة، ومن خلال هذه الصور أريد أن أظهر خصوصية المرأة الهندية بغض النظر عن البيئة المحيطة بهن أو عرقهن."
وكانت أغلب النساء في الصور شابات ولكن في مومباي التقطت العدسة صورة امرأة عجوز ستبلغ من العمر 100 عام في هذا العام، فيما كانت الصفة الأساسية لكل الصور الملابس الملونة والبسيطة التي توضح الاختلافات المناطقية بين سكان المدن وسكان الأحياء الفقيرة.
وتشير ميهايلا "يرتدي الرجال في الهند الملابس الحديثة مثل جميع الرجال في أنحاء العالم، ولكن المرأة الهندسة تحتفظ باللباس التقليدي والاكسسورات التقليدية وزخارف الحناء اللافتة للنظر حتى في المناطق الريفية."
وجابت المصورة الرومانية صحراء ثار في ولاية راجاستنا وشوارع المستعمرات في مومباي ونهر الغانج المقدس وشوارع دلهي الحديثة، وأظهرت في احدى صورها مصممة أزياء من تشيناي، وصور أخرى لنساء الفرس الذين هاجروا قبل أكثر من 1000 عام وحافظوا على تقالديهم، واختتمت : "امل أن تمنح هذه الصور المزيد من الثقة للنساء لمواجهة التحديات اليومية، فهن معا أكثر من 600 مليون جميلة، فهن جزء من ثقافة قديمة رائعة، وكل واحدة منهن تستحق الاحترام والتقدير."
أرسل تعليقك