سوريات ينتظرن الفرصة السانحة للهروب من القوانين والتقاليد الظالمة
آخر تحديث GMT07:13:02
 الجزائر اليوم -
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

استفدن من الحرب وتيقن أنه "رب ضارة نافعة"

سوريات ينتظرن الفرصة السانحة للهروب من القوانين والتقاليد الظالمة

 الجزائر اليوم -

 الجزائر اليوم - سوريات ينتظرن الفرصة السانحة للهروب من القوانين والتقاليد الظالمة

النساء في سورية
دمشق - العرب اليوم

تعيش النساء أحيانًا في بلد دخل الألفية الثالثة، ولا تزال أغلب قوانينه وتشريعاته المعمول بها جامدة ومجمّدة عند قرن مضى وانقضى بقيمه ومفاهيمه وعلاقاته، وحين تقبع النساء تحت سطوة قانون للأحوال الشخصية تعود أحكامه للقرن التاسع عشر في أكثر العلاقات الاجتماعية حساسية، وعندما لم تزل المرأة تُحشر داخل "حرملك قدري باشا وأسوار أحكامه"، على رغم بلوغها مكانة ومرتبة علمية واجتماعية لم تعرفها تلك الأحكام، حينها، لا بدّ لها إمّا أن تتعايش مع واقعها بخنوع تقليدي صرف، أو أن تبحث لها عن ملاذٍ ينتشلها من واقعها الموجع بكل حيثياته وتفاصيله، لا سيما أن الحركات النسوية السورية حتى اليوم لم تصل لما تصبو إليه في تعديل مواد تمييزية عدة تعجُّ بها القوانين السورية، وكذلك تعديل قانون الأحوال الشخصية الذي يحتاج صراحة للتبديل بدل التعديل لما يكتنفه من تناقض صارخ مع واقع ليس المرأة وحسب، وإنما الأسرة السورية كلها.

وحين نشبت الحرب في سورية، وبدأت معها موجات الهجرة والنزوح واللجوء سواءً داخل البلاد أو خارجها، وجدت فتيات ونساء عديدات في الأمر متنفسًا وخلاصًا شبه حقيقي مما يُعانينه داخل مجتمعاتهن الضيقة، فكثيرات من اللواتي كّنَّ قبل الحرب في بيئات ريفية مُتشددة، ونزحن إلى المدن الكبيرة والمنفتحة إلى حدٍّ ما حاولن كسر بعض قيودهن التقليدية المتعلّقة بالخروج من البيت سواءً للعمل أو الدراسة أو التنزّه مع أصدقاء حتى من الجنس الآخر، أو التخلّي عن زيّ تقليدي اعتُبر منتهى الحرية بالنسبة لبعضهن، إضافة إلى أن عددًا منهن بات يرفض العودة إلى مناطقه إن انتهت الحرب.

أمّا بالنسبة للواتي هربن خارجًا، فما إن حطّت بهن المقام في عدد من بلدان الغرب التي قصدنها، والتي وجدن فيها ملاذًا آمنًا من عسف المجتمع وظلمه، وإنصافًا لحقوق أهدرتها القيم الاجتماعية والدينية وحتى القانونية القائمة على التمييز ضدّ النساء، حتى بادرن إلى طلب الطلاق كخطوة يُردن من ورائها السير في دروب حقوقهن وحياتهن بعيدًا من الظلم والقهر والعنف بتلويناته وأشكاله، وأولها تعنّت الزوج ورفض المجتمع لمسألة الطلاق التي أباحها الشرع، واعتبار المطلّقة إنسانة لا تحظى بالتقدير الاجتماعي، بل هي دائمًا مثار شكوك واتهامات حتى من أقرب المقرّبين.

 وكثيرات ممن كنّ يُعانين من ضرب مبرح يلوّن خريطة الجسد وهنّ صامتات، حين هاجرن لجأن إلى الشرطة والقانون عندما مارس الزوج ساديته المعتادة في الوقت الذي كُنّ يمتنعن عن إبلاغ الشرطة في بلدهن خشية المحيط الاجتماعي.

سناء فتاة لم تبلغ بعد من العمر عشرينه، قالت والـ آه تخنق ما تبقى من روحها: "كل ما أريده أن أهاجر مع زوجي إلى أوروبا كي أحاكمه وأوجّه له دعوى اغتصابي، كما أريد أن أوجّه إلى أبي تهمة بيعي وتزويجي من دون موافقتي وفق شرع الله، فهل أستطيع؟".

لا شكّ أن تلك الصرخة هي تعبير صريح عن صرخات كثيرة أخرى مكتومة ومكبوتة في نفوس كثيرات ممن لم يتمكّنَّ من إطلاقها، في حين أنها لاقت صداها لدى عديدات ممن عرفنا بهن أو سمعنا عنهن.

و"نهى" الفتاة الجامعية والأم لطفل لم يتجاوز من العمر سنتين، هجرت الجامعة بسبب زواج عاثر انتهى بوفاة الزوج أثناء مشاجرة في الحي، لتجد نفسها محاصرة ما بين أمومة يريد أهل الزوج اغتصابها منها، وما بين قيود أسرية فرضت عليها الحدّ وعدم العودة إلى الجامعة فقط لأنها أرملة وصغيرة، فما كان منها إلاّ أن لاذت بالفرار إلى إحدى البلدان الغربية علّها تجد هناك ما تصبو إليه من إكمال تعليمها أو القدرة على احتضان ابنها مجددًا.

أمّا نوال الصحافية والإعلامية التي كانت تضجُّ بالحيوية والثقافة والنشاط، فقد أوقعتها خيبتها في الاقتران من رجل يكبرها بأعوام كانت كفيلة بإفشال هذا الزواج، وسحق كل آمالها وتطلعاتها المهنية، ذلك أن مفردة الطلاق غير موجودة في قاموس عائلتها، لا سيما أن لها طفلًا عليها رعايته في كنف أبيه مهما كانت النتائج، فهو خيارها وعليها الصبر والقبول بنصيبها هذا، لكنها وبحجة اللحاق بزوجها الذي هاجر مع بدء الحرب، تمكنت من الخروج من شرنقة أحكام العائلة، والحصول على الطلاق بعيدًا من أعين المجتمع الذي كان يُرعب أهلها على الدوام، و"أميمة" أم لثلاثة أطفال، وزوجة لرجل لا سبيل عنده لحل أي خلاف مهما كبر أم صغر إلاّ عضلاته سلاحًا وحيدًا وأوحد في مواجهة أيّ تحرّك لا يرضي مزاجيته من زوجته أو أبنائه، أميمة كانت دائمًا ترفض اللجوء إلى الشرطة لوضع حد لعنف زوجها، مثلما كانت ترفض رفع دعوى قـــضائية ضدّه خشية النبذ الاجتماعي من المقرّبين قبل سواهم، فما كان منها بعد أن غـــادرت البلاد إلى إحدى بلدان الغرب إلاّ الاستنجاد بالشرطة حين واظب زوجها على عاداته القديمة والمقيتة، وعندما لم تُجدِ الحالة معه نفعًا طلبت الطلاق منه.

وهذه هي حال عديدات من نساء مجتمع يقيم عليهن حدودًا متعددة تنتقص من إنسانيتهن قبل أن تنتقص من حقوقهن، فلا ريب أنهن سيتطلّعن إلى منفذ يعينهن في الحفاظ على بقايا إنسانية غالبًا ما تجعلهن في عداد الأحياء فقط من أجل القيام بمهام ملقاة على عاتقهن كالإنجاب والتربية، بينما هنّ في الحقيقة أشباه نساء على هامش الحياة برمتها على رغم أهمية مهامهن وعظمتها التي يُلقيها عليهن المجتمع، وهنا سرّ تخلفه إذ لا يرى في تربية الأجيال مهمة عظيمة تحتاج إلى فكر حرّ واستقلالية وجرأة يمنعها عن نسائه، فهل للهجرة أن تكون مجالًا لمحاولة تعديل نمطية التفكير الشـــرقية في تعــاطيها مع المرأة والمجتمع والقــــانون، مثلما هي ملاذ للنساء من دوامة العنف والتمييز والاضطهاد.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريات ينتظرن الفرصة السانحة للهروب من القوانين والتقاليد الظالمة سوريات ينتظرن الفرصة السانحة للهروب من القوانين والتقاليد الظالمة



GMT 22:37 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأحد 1 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 00:41 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

أماني كمال تُعرب عن سعادتها بدخولها في استفتاء الجماهير

GMT 20:10 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تطوير فرع سيمون ارزت في بورسعيد باستثمارات 65 مليون جنيه

GMT 02:14 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

«بوينغ» و«إيرباص» تبديان قلقاً من حرب التجارة

GMT 23:06 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

محمد شاكر يتألق بأحدث أعماله الغنائية "جرعة جرأة"

GMT 06:54 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

أودي A4 2016 انسيابية الأداء وروعة الشكل الخارجي

GMT 07:27 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الخشت يعلن مشاركة "جامعة القاهرة" في أسبوع الشباب

GMT 04:21 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

صور لأفضل قطع ملابس مصنوعة من القماشة القطيفة لجميع الأعمار

GMT 21:50 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

طرح كليب أغنية "مبروك علينا" للمطرب رامي صبري

GMT 03:04 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

نباتات وزهورعطرية تناسب التوقيت الشتوي وترفع روحك المعنوية

GMT 08:45 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الفقي يؤكّد أن العلاقات بين مصر والصين ستشهد طفرة كبيرة

GMT 03:07 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أشهر معالم السياحة في مدينة لوكا الإيطالية

GMT 03:20 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

ميلانيا ترامب تنطلق في جولة فردية إلى أفريقيا

GMT 00:48 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

كاديلاك إسكاليد 2020 الجديدة ستمتلك تصميم مدهش
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria