بيروت ـ فادي سماحة
سلَطت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، الضوء على مأساة اللاجئين السوريين في لبنان، والذين يُجبرون على العمل في وظائف شاقَة في سن صغير، كما تضطر الفتيات منهن إلى الزواج في سن صغير للغاية من أكثر من شخص.
وأوضحت الصحيفة أن بعض هذه الزيجات قد لا تدوم أكثر من يوم واحد، وهو الوسيلة التي يلجأ إليها الرجال إلى التمتَع بهؤلاء الصغيرات، إذ يدفعوا لأهاليهن مبلغًا من المال ويتركوا الصبايا بعد يوم واحد من إتمام الزواج، وهو ما لا تستطع المحاكم اللبنانية منعه لأنه حلال شرعًا.
وتعمل فتيات أخرى في الدعارة، فيما يصفه عمال الإغاثة بـ "الجنس من أجل البقاء"، حتى يتمكن من إعالة أسرهن، وبعضهن لا يتخطى سنهن 12 عامًا. حيث تواجه الفتيات العديد من الكوارث في رحلة البحث عن سبل العيش، فإحداهن تركت بعد 72 ساعة زواج، وأخرى ضربها زوجها بوحشية مرارًا وتكرارًا.
ويشتكي الآباء السوريين أن الشرطة اللبنانية غير قادرة على مساعدتهم وأنها لا تملك سلطة على اللاجئين السوريين. حيث أعلنت بعض الفتيات أنهن تفضلن العودة إلى سورية والعيش مع القنابل، على أن يعيشن في لبنان ويجبرن على الزواج.
ويعتبر "الجنس من أجل البقاء على قيد الحياة" هو أحد أبعاد أزمة استغلال الأطفال التي شهدتها وكالات المعونة الدولية، والتي تعطي لمعالجة موضوع عمالة الأطفال الذي يزيد زيادة مروعة بين أسر اللاجئين السوريين، الأولوية في عام 2016.
وتضطر العائلات مع بدء فصل الشتاء البارد في لبنان، إلى إرسال أطفالهم للعمل مقابل أجر زهيد في الوظائف التي تتراوح بين قطف البطاطا والتبغ في ظروف مروعة، وبعض الأطفال يعملون في الميكانيكا، إلى جمع البلاستيك من القمامة وحفر الخنادق.
وتلجأ الأسر السورية إلى كل السبل لتوفير أدنى مستويات المعيشة في لبنان، حتى وإن جاء ذلك على حساب بناتهن، اللاتي يتركن مدمرات تماما ظنا منهن أن هذا زواج حقيقي، وبعضهن يخرجن من هذا الزواج بحمل.
وتواجه الفتيات خطر التحرش الجنسي والعنف، حيث يلجأ الآباء إلى تزويجهن بحجة حمايتهن من المضايقات من قبل الرجال في المخيمات أو الأحياء الحضرية. حيث يقول مسؤولون في الامم المتحدة، أن النساء والفتيات يجبرن على الهرب إلى أوروبا للعمل في الجنس.
وتذكر الشرطة في لبنان أن عدد من الاعتقالات للمرأة السورية إثر عملهن في الدعارة هذا العام أكثر من 500 مقارنة مع 200 قبل عامين. كما أن معظمهن لديهن أطفال، ويقولون إن ذلك من أجل البقاء وإطعام أطفالهن.
أرسل تعليقك