واشنطن - الجزائر اليوم
بينما ستجعل التغيرات المناخية تربية الماشية أقل استدامة، بما يهدد المصادر التقليدية للحصول على البروتين الغذائي، يطرح علماء من جامعة كاليفورنيا الأميركية، السمكة التي تعرف باسم «سيبدتشسيز فيوليسيس «Cebidichthys violaceus»، كمصدر مستقبلي دائم للحوم البيضاء.
ويأخذ جسم هذه السمكة شكل ثعبان ووجهها وجه قرد، ولديها جهاز هضمي مماثل للإنسان، وهي من الأسماك النباتية التي تمثل نسبتها خمسة في المائة فقط من بين 30 ألف نوع من الأسماك، وتتغذى فقط على الطحالب في منطقة برك المد والجزر، حيث تعيش.
وهذه البرك، والتي تعرف أيضا باسم برك الصخور، هي عبارة عن برك ضحلة من مياه البحر تتشكل في بعض الشواطئ، ولفت انتباه العلماء منذ فترة قدرة هذه السمكة على التكيف مع هذا المكان، مكتفية فقط بالطحالب كمصدر غذائي.
وخلال دراسة نشرت أول من أمس في دورية «العلوم البيولوجية» أراد الباحثون معرفة كيف تعيش هذه السمكة على مصدر غذائي واحد يحتوي على مستوى منخفض من الدهون الضرورية لجميع الكائنات الحية، فقاموا بعمل تسلسل وتجميع لجينوم السمكة، ليكتشفوا السر وراء ذلك، بما دفعهم إلى القول أن هذه السمكة قد تكون هي مصدر الغذاء المستقبلي مع تناقص المصادر التقليدية للحوم.
ويقول د. دونوفان جيرمان، أستاذ مشارك في علم البيئة والبيولوجيا التطورية بجامعة كاليفورنيا، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره موقع الجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: «لقد وجدنا أن الجهاز الهضمي لهذه الأسماك لديه كفاءة عالية في تحطيم النشا، وهو ما توقعناه، لكننا اكتشفنا أيضاً أنها تكيفت لتكون فعالة جداً في تحطيم الدهون، رغم أنها لا تشكل سوى خمسة في المائة من تكوين الطحالب».
ويضيف: «هذا الاكتشاف يحمل وعداً بتطوير مصادر جديدة من البروتين للاستهلاك البشري، عبر الاستزراع المائي، وهو بديل ممكن مع تغير المناخ الذي يجعل تربية المواشي أقل استدامة».
وإذا كانت هذه الدراسة تتعلق بتلك السمكة على وجه التحديد، فإن د. جوزيف هيراس، الباحث المشارك بالدراسة، يشير إلى فائدة أخرى تتعلق بالبحث عن أسماك أخرى لديها الجينات التي تمكنها من هضم المواد النباتية.
ويقول: «إذا قمنا بمسح جينومات الأسماك الإضافية، فقد نجد أسماكاً آكلة اللحوم ولديها جينات مناسبة تشبه سمكة (سيبدتشسيز فيوليسيس) بما يمكن أن يجعلها مرشحة للاستخدام في التربية المستدامة للأحياء المائية».
يذكر أن سمكة (سيبدتشسيز فيوليسيس) تنمو إلى طول يصل إلى ثلاثة أقدام ووزن ستة أرطال، ويمكن أن تعيش على الأرض لمدة تصل إلى 37 ساعة متتالية، وذلك بفضل القدرة على التنفس فوق الماء وكذلك تحت الماء، وفي العقد الماضي، أصبحت طعاما شهياً، حيث ظهرت على أطباق عدد من المطاعم الراقية، إذ يكذب طعمها اللذيذ مظهرها المرعب.
قد يهمك أيضا :
بداية عمليات فرز النفايات المنزلية في بلدية مسرغين الجزائرية
"أم الأشجار" الهندية غرست أكثر من 8400 شتلة خلال 68 عامًا
أرسل تعليقك