وقفت جمعيات خيرية ومنظمات المجتمع المدني صفا واحدا لدعم المجهود الوطني التضامني للتصدي لجائحة كورونا طيلة الفترة الصحية الاستثنائية التي شهدتها البلاد جراء تفشي الوباء، بالقيام بدور توعوي و تقديم اعانات، مقترحة ضرورة انشاء ألية وطنية لتنظيم العمل الخيري.
وانخرطت جمعيات خيرية ومنظمات المجتمع المدني في الهبة التضامنية الى جانب المؤسسات والقطاعات لمد يد العون، كل حسب مجال نشاطه، بتقديم الإعانات وتوزيع المواد الغذائية واتخاذ مبادرات تضامنية لفائدة الفئات الهشة، وتقديم مساعدات عينية من مواد تنظيف وتعقيم، مواد صحية، كمامات طبية، الى جانب مواد غذائية لفائدة المواطنين، وكذا تنظيم قوافل تحسيسية جابت مختلف ولايات الوطن وشاركت في الارشادات والنصائح.
وأوقفت بعض الجمعيات نشاطاتها الأساسية "استثنائيا ومؤقتا" و ركزت طاقاتها على أعمال تطوعية والتفرغ للعمل الخيري والحملات التوعوية في هذا الظرف الصحي، وذلك قصد المساهمة الفعالة في دعم المجهود الوطني التضامني الرامي الى التصدي لوباء كورونا.
ومن جهتها، اتخذت الكشافة الاسلامية الجزائرية عدة تدابير حيث تحولت مقراتها من أماكن للنشاط الكشفي إلى مراكز للخدمة العامة تستقبل فيها مختلف الاعانات الغذائية والمعقمات والكمامات لإعادة توزيعها، علاوة على القيام بحملات تحسيسية في اطار الاجراءات الوقائية.
وفي اطار التنسيق مع مختلف فعاليات المجتمع المدني للتصدي لوباء كورونا، خصصت الكشافة الاسلامية الجزائرية مقرات الافواج الكشفية كمراكز للخدمة العامة تستقبل فيها مساعدات الفاعلين في عمليات التطوعية، لقيت استحسانا من طرف عديد الجمعيات خاصة منها تلك التي تفتقر لمقرات. و وصفت المبادرة الكشفية ك "خطوة لتوحيد الجهود وتعزيز التعاون" في سبيل القضاء على الوباء.
ومن جهته، لعب الهلال الأحمر الجزائري دورا فعالا طيلة الفترة الصحية الاستثنائية للتصدي لجائحة كورونا، حيث وضع مخطط نشاط استعجالي يستجيب للوضعية الوبائية وانعكاساتها، وأطلق حملات تعقيم عبر كافة التراب الوطني وفتح ورشات لخياطة وتوزيع الكمامات. كما نظم قوافل تضامنية لتوزيع مواد غذائية ومواد نظافة وتطهير وقام بتوزيع معدات طبية لفائدة عديد المستشفيات.
وبدورها، أصرت جمعية اتحاد الشباب للتطوع (جمعية وطنية ذات طابع شبابي-تطوعي) على الوقوف في الصفوف الاولى للحد من انتشار فيروس كورونا، بالمساهمة ببرامج تضامنية وتوفير وسائل الوقاية عبر مكاتبها الولائية المنتشرة في الجهات الاربعة للوطن.
ضرورة انشاء هيئة وطنية لتنظيم العمل الخيري
وبغرض تأطير العمليات الخيرية، دعت جمعيات الى إيجاد رؤية تسمح بوضع آلية لتنظم العمل الخيري والمبادرات التطوعية التي يقوم بها المجتمع المدني، حيث اقترح رئيس جمعية الوفاء للتضامن الوطني، نوار زدام، في تصريح لوأج، إنشاء "هيئة حكومية وطنية لتنظيم العمل الخيري في الجزائر"، بغرض "تنمية وتشجيع ودعم الأعمال الخيرية وتطويرها للوصول بها إلى مستويات عالية من الكفاءة والشفافية".
وقال نفس المسؤول بأن انشاء هذه الهيئة يهدف الى "وضع المعايير"، "نشر ثقافة العمل الخيري" وكذا "وضع قنوات تعاون" بين الفاعلين في هذا المجال لتنسيق الجهود.
وتعد جمعية الوفاء للتضامن الوطني من بين الجمعيات الوطنية التي ساهمت منذ بدابة الوباء بتنظيم ما يفوق 50 خرجة تحسيسية للحث على احترام الإجراءات الوقائية والقيام بحملات تعقيم وانتاج وتوزيع حوالي 90 الف كمامة،علاوة على توزيع اعانات على مستوى مناطق الظل بالدرجة الأولى.
وبدورها، انضمت الجمعية الخيرية "كافل اليتيم" الى الهبة التضامنية من خلال تسخير إمكانياتها البشرية والمادية ووقفت مع الفاعلين في الصفوف الأولى لمواجهة وباء كوفيد-19 . و وفرت في هذا الاطار حوالي 800 ألف كمامة اضافة الى معقمات ووسائل الوقاية والقيام بعدة حملات للتحسيس والتعقيم.
وعلى نفس المنوال، بادر الاتحاد الوطني للمعوقين الجزائريين الذي يضم 1.350 منخرطا عبر 25 مكاتب ولائية، بعدة عمليات خيرية في اطار المجهود الوطني الرامي الى التصدي لجائحة كورونا، بتعبئة الشباب المنخرط في الاتحاد للقيام بخرجات تحسيسية وتوزيع 1.000 قفة للمواد الغذائية منذ بداية الحجر الصحي مست أرباب العائلات من ذوي الاعاقة خاصة على مستوى مناطق الظل.
أما مؤسسة "ناس الخير"، فقد قامت بتنصيب خلية استعجالية مكيفة سميت ب"ناس الخير استعجالات"، وذلك تماشيا مع الوضع الصحي الاستثنائي الذي تمر به البلاد حيث نظمت عدة نشاطات وقائية وخيرية خاصة بالمناطق النائية.
ولتوحيد الجهود في المجال الخيري، دعت مؤسسة "ناس الخير" الى استحداث منصة رقمية خاصة بالمجتمع المدني واستحداث دليل لتسيير الجمعيات يتضن اجراءات موحدة، و تخصيص مراكز تكوين جمعيات و منظمات المجتمع المدني.
قد يهمك ايضا:
الجزائر تستلم هبة أولى من جمعية التجار الصينيين بالجزائر
توقيع إتفاقية شراكة بين الهلال الأحمر الجزائري ونظيره الليبي
أرسل تعليقك