الجزائر - الجزائر اليوم
صدر للأستاذ المبدع، علاوة كوسة، من جامعة ميلة، كتابات جديدان صادران عن دار القلم للنشر والتوزيع بتونس، ويتضمن الكتاب الأول عملا تجميعيا للمتن القصصي القصير جدا في العالم العربي كعمل موسوعي، جاء تحت عنوان “الموسوعة العربية في القصة القصيرة جدا”. أما الكتاب الثاني المعنون بـ”سحر الرواية”، فيتناول فيه علامات في الرواية العربية الجديدة، وبعضا مما قد يلقيه الروائيون حسب قوله من سحر الحكي وزخرف القول.
يؤكد الباحث الأكاديمي المبدع، علاوة كوسة، لـ”الشروق”، أن كتابه الجديد “الموسوعة العربية في القصة القصيرة جدا”، قد عمد فيه إلى الخوض في تجربة تجميعية للمتن القصصي القصير جدا في العالم العربي كعمل موسوعي، وذلك قبل الاشتغال على هذا المتن نقديا كمرحلة ثانية، فجاء هذا العمل حسب محدثنا كمنتج ريادي يقدم للساحة الأدبية العربية أول موسوعة عربية في هذا الجنس، بهذا الكم الكبير من المتون القصصية، وبهذا الحضور اللافت للأسماء العربية التي تشتغل على هذا الفن، وبهذا التوزيع المدروس على جغرافيا القصة القصيرة جدا عربيا، ومن أجيال مختلفة وبلدان عربية كثيرة، وهو ما من شأنه أن يساعد القارئ العربي عموما والمتخصص في القصة القصيرة جدا، على الاطلاع على المنتج العربي في هذا المجال، مستعرضا مختلف التجارب العربية، والتقديم لهذه النصوص القصصية بسير ذاتية لكتاب القصة، منوها بكل الذين ساعدوه في إنجاز هذا العمل، تجميعا واتصالا، مضيفا أن هذه الموسوعة ليست سوى خطوة أولى في مسيرة التجميع والتأريخ لسلسلة أجناس أدبية أخرى تثري المكتبة العربية وتسهل مهمة الباحثين والأكاديميين والقراء.
من جانب آخر، ناقش الدكتور علاوة كوسة في كتابه الثاني “سحر الرواية” عديد القضايا، من خلال تحسس تجليات التاريخ في الرواية العربية الجديدة، من خلال الإجابة عن عديد التساؤلات التي تصب في خانة الرّواية التّاريخية ورواية التّاريخ، حدود التداخل بين التاريخ والسرد؟ الدّوافع إلى توظيفِ التّاريخ واستحضارِ تفاصيله في الرّواية العربيّة المعاصرة، ما استراتيجياتُ استحضارِ التاريخ تخييليّا من خلال فنّ الرواية خصوصا والسّردِ على وجه العموم، حدودُ التّعامل مع المادّة التّاريخية في المتون الرّوائية ِالعربيّة، وغيرها من التساؤلات التي فرضت نفسها في هذا الكتاب، حيث أكد الدكتور علاوة كوسة لـ”الشروق” أنه لا يمكن الحديث عن سحر الرواية العربية ما لم ننتشِ بفتنة الجسد في الرواية العربية وأماراته الأمّارة بالأقاويل والتآويل من خلال نماذج روائية عربية جديدة، متسائلا عن مدى استحضارِ النصِّ السّرديِّ للجسد بوصفه موضوعا ذا مقولاتٍ عميقة، وبوصفه فضاءً ذا رموزٍ حمّالةِ دلالات؟ وكيف يستند جسدُ النّصِّ السّرديِّ على نصِّ الجسد البشريِّ، بجغرافيته الفيزيولوجية، وتاريخه الهوياتي، المعنوي والأهوائي في “مبادلاتٍ رمزيةٍ ودلاليةٍ” بين الجسدين؟ وما آليات استحضارِ الجسدِ سرديّا، واستنطاقِه رمزيّا، وما حدودُ الاختلافِ والائتلافِ والحوارِ بيْن الجسدِ الأنثويِّ والذّكوريّ في الرواية؟
وقد توقف الدكتور علاوة كوسة في كتابه عند نقاط أخرى منها: أدب الجسد، الجسد والجنس في التراث الإنساني، استكتاب الجسد وتجسيد الكتابة/جدل الممنوح والممنوع، الكتابة النسوية والجسد/الكتابة بالجسد، الجنس في الرواية النسوية العربية/بين الحضور الجمالي والمحظور القرائي، الجسد والفن/الإبداع بالجسد… كما وقف على عتبات وتقنيات السّردِ في الرواية النسوية العربية متسائلا عن حدود مصطلح “السرد النسوي” في زمن “الفحولة “السردية الذكورية؟ وما مدى استئثار هذا النوعِ من السرد في مشهدنا النقدي العربي المعاصر؟ ما خصوصيات السرد النسوي العربي؟ وما حدود الاختلاف والائتلاف بين سرد نسوي/ نسوي، وسردٍ نسوي/غير نسوي؟ وما التقنيات السردية التي اتخذت منها الروائيةُ العربيةُ سبيلا في تسريد ذاكرتها وأحلامها وواقعها المعيش؟ كما تضمّن الكتاب “سحر الرواية” تفاصيلَ منها: الرواية والمكان، الرواية والمدينة، المدينة في الرواية العربية/وشم المرجع وسحر الرمز، الرمز الأسطوري/أسطرة المدينة، الوجود والسرد/فلسفة الحكاية وغيرها.
قد يهمك ايضا
هكذا خطف التاريخ شيخ المؤرخين سعد الله من سماء الشعر والأدب
الشاعر "داودي الطاهر" من أم الشقاق يفتك المرتبة الثانية في المسابقة الوطنية
أرسل تعليقك