اتخذت يوم الاثنين وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة في ثاني يوم من زيارتها لولاية باتنة قرارات استعجالية لفائدة الموقعين الأثريين لامبيز (تازولت) و تيمقاد.وقالت بن دودة بأن أول قرار هو "استحداث متحف بمدينة تازولت يليق باللقى الأثرية الموجودة بهذه المنطقة الهامة" مضيفة بأن القرار الثاني يتمثل في "الشروع فورا في عملية جرد اللقى الأثرية بموقع تيمقاد حيث سيلتحق فريق عمل خاص بهذا الموقع للمساهمة في العملية".
وأوضحت السيدة بن دودة في هذا الصدد بأن "عدم وجود جرد للقى بهذا الموقع يصعب في حال ضياع أي قطعة مهمة, معرفة تاريخ دخولها و مسارها فيما بعد بل و حتى معرفة وجودها أصلا من عدمه".
وقالت الوزيرة بأن أول قرار خاص بحماية هذا الموقع, الذي يعد حسب الشروح المقدمة لها, أكبر موقع أثري في الجزائر, باعتباره يمتد على مساحة تفوق 87 هكتارا, هو "القيام بجرد حقيقي لكل اللقى و الممتلكات الثقافية الموجودة فيه".
وتطرقت المتحدثة إلى تثمين الموقع الأثري بمدينة تيمقاد بما فيه المتحف المخصص للفسيفساء من خلال مبادرة بعض المؤسسات الناشئة بالتنسيق مع الديوان الوطني لاستغلال الممتلكات الثقافية المحمية, الذين قدموا بعين المكان, تطبيقا لزيارات افتراضية للمواقع الأثرية عبر الهاتف النقال, يسمح بتقديم معلومات إرشادية عنها للزائر الذي يقدم مقابلا عن هذه الخدمة.
وأوضحت الوزيرة أن ذلك يندرج في إطار "استغلال التراث الأثري للمحافظة عليه من خلال استغلال هذه المداخيل لجعله يحمي نفسه بنفسه بالاعتماد على مداخيله الخاصة فلا يشكل بذلك عبئا على الدولة".
وثمنت وزيرة الثقافة و الفنون بالمناسبة قرار الوزير الأول, عبد العزيز, جراد المتعلق برفع التجميد على مخطط حماية و تثمين موقع تيمقاد و تمكينه من مبلغ مالي يسمح بوضع الإنارة المناسبة له و استكمال تسييجه و كذا ترميم متحف الموقع بعد ظهور تشققات فيه.
وأضافت أن مركزا للتفسير سيتم استحداثه بمدخل الموقع بالإضافة إلى محلات صغيرة لفائدة حرفيي المنطقة لبيع أشياء تذكارية تحاكي بعض آثار المنطقة للسياح الزائرين للموقع.
كما ستعاد تهيئة ساحة هذا الموقع حتى تكون, كما قالت, "في مستوى يليق بالطبيعة و الجمالية الهندسية للمنطقة الأثرية ذات الصيت العالمي".
وقامت الوزيرة رفقة والي باتنة, توفيق مزهود, بزيارة و معاينة متحف لامبيز بتازولت الذي استغل منذ الفترة الرومانية كمكان لحفظ اللقى الأثرية و تلقت شروحات مطولة حول محتوياته, سواء في الساحة أو قاعة العرض التي توجد بها قطع من الفسيفساء النادرة في العالم و منها "حورية ربة الماء" النادرة و النفيسة, إذ تتشكل قطعها الفسيفسائية من عجينة الزجاج و الرخام.
كما عاينت السيدة بن دودة متحف الفسيفساء بتيمقاد و موقعها الأثري.
وستواصل الوزيرة زيارتها للولاية بمعاينة وضعية الضريح النوميدي الملكي مدغاسن ببومية, علاوة على تفقد عدد من المؤسسات الثقافية بمدينة باتنة و تسميتها مع عقد لقاء مع فنانين و ناشطين في جمعيات ثقافية و ذلك بالمسرح الجهوي لباتنة.
قد يهمك ايضا:
وزيرة الثقافة الجزائرية توضح أنّ كلمتها أُخرجت عن سياقها واستخدمت في غير محلّها
أرسل تعليقك