هي نجمة زمن الفن الجميل، استطاعت أن تخلّد اسمها في تاريخ الفن المصري، أسماها الجمهور “السندريلا”، فسعاد حسني_ هي رمز الأنوثة الصارخة، وفي الوقت نفسه روحها ظلت تحتفظ بالطفولة، وعلى الرغم من محاولات كثير من الفنانات تقليدها، إلا أن البصمة التي تركتها لم تحققها أية فنانة منهن، فهي حالة استثنائية.
كان الشاعر عبد الرحمن الخميسي مدعواً إلى منزل والدتها وزوجها عبد المنعم حافظ، وفوجئ بـسعاد حسني فتاة صغيرة نحيفة وخجولة للغاية، فقال بعد أن رآها “هذه البنت نجمة” ورشحها لتقدّم فيلم “حسن ونعيمة” أمام محرم فؤاد، وقد تخوف منتج الفيلم الفنان محمد عبد الوهاب من أن يفشل الفيلم تجارياً لوجود أسماء جديدة، ولكن استطاعت سعاد وقتها أن تحقق نجاحاً، وتلفت نظر الجمهور من أول إطلالة لها.
استطاعت سعاد حسني بأعمالها أن تنافس _فاتن حمامة_ وشادية على لقب نجمة القرن العشرين، وبعد أن نجحت كنجمة صاعدة في فيلم “حسن ونعيمة”، وقدّمت بعدها العديد من الأدوار بدأتها بالفتاة الشقية خفيفة الظل في أفلام، مثل “إشاعة حب” و”مال ونساء” و”ثلاثة رجال وامرأة” و”السفيرة عزيزة” و”السبع بنات”، إلا أنها انتقلت لتقديم الشخصيات المركبة بداية من دورها في فيلم “القاهرة 30”.
وفي السبعينيات بدأت مرحلة جديدة أيضاً، وقدّمت سعاد حسني أعمالاً مهمة مثل “خلي بالك من زوزو” مع حسين فهمي و”الاختيار” مع المخرج يوسف شاهين، و”أين عقلي” و”أميرة حبي أنا” و”مين يقدر على عزيزة”.
ورشحت _أحمد زكي_ ليشاركها بطولة فيلم “شفيقة ومتولي”، لتعويضه عن رفض المنتج أن يشاركها بطولة فيلم “الكرنك”، لتجمع بينهما صداقة وطيدة. وفي الثمانينيات قدّمت مع _عادل إمام_ بطولة “المشبوه” و”حب في الزنزانة”، ومع _نور الشريف_ “غريب في بيتي”، وعلى الرغم من مرور سنوات طويلة إلا أن نجومية سعاد حسني ظلت حتى آخر أفلامها “الراعي والنساء”، والذي جمعها بأحمد زكي ويسرا في عام 1991.
وقدمت للتلفزيون أيضاً مسلسل “هو وهي” مع أحمد زكي، والذي ضم مقاطع غنائية لها، ومجموعة من الاستعراضات التي ميّزت سعاد حسني أيضاً في أعمالها السينمائية.
وسبقت نادية لطفي بعام واحد فنياً سعاد حسني، ولكن جمع بينهما أكثر من عمل منها “السبع بنات” و”للرجال فقط” وغيرهما، وتوطدت صداقة قوية بينهن، إلا أن الخلاف بدأ بعد أن تعاقدت سعاد حسني على بطولة فيلم “الخطايا” أمام عبد الحليم حافظ ليذهب الدور في النهاية لنادية لطفي، وذلك بعد أن وجد عبد الحليم أن الشائعات ربطت بينه وبين سعاد حسني والحديث عن اقتراب زواجهما، مما أزعجه كثيراً فقرر تكذيب الأمر بترشيح نادية لطفي للبطولة، وهو ما وتر العلاقة بين سعاد ونادية لسنوات، قبل أن يتم الصلح.
وارتدت سعاد حسني فستان الزفاف في أعمالها، ولكن على الرغم من زواجها أربع مرات، إلا أنها لم ترتد فستان الزفاف في أي من زيجاتها.
الزيجة الأولى كانت من عبد الحليم حافظ، وهي الزيجة التي أكدها الإعلامي_ مفيد فوزي_، حتى أعلنت شقيقتها جانجاه هذه الزيجة بعد وفاة حسني، والتي كانت عرفياً وغير مثبتة، وظلت لمدة ست سنوات ليتم الانفصال في عام 1965.
وفي عام 1966 تزوّجت سعاد حسني من المصور والمخرج صلاح كريم، وعاشا لمدة عامين، قبل أن تقرر الطلاق أيضاً، أما الزيجة التي استمرت لـ11 عاماً فكانت من _علي بدرخان_ ابن المخرج أحمد بدرخان، ولكنهما انفصلا في عام 1981، وبعدها تزوجت من الممثل _زكي فطين عبد الوهاب_ ابن الممثلة _ليلى مراد، والذي كان وقتها طالباً في معهد السينما وتم الطلاق بعد أشهر، وقيل بأن ليلى مراد هي التي رفضت هذه الزيجة، لفارق السن بين ابنها وبين سعاد حسني.
وفي عام 1987 تزوّجت سعاد حسني من السيناريست ماهر عواد، والذي ظلت على ذمته حتى توفيت. ولم تحظ حسني بأبناء على الرغم من حملها أكثر من مرة، لكنها كانت تتعرض للإجهاض.
جوائز وألقاب
خلال مشوارها الفني، حصلت سعاد حسني على العديد من التكريمات، منها المركز الثاني كأفضل ممثلة في القرن العشرين، كما أن النقاد اختاروا 8 أفلام من أعمالها ضمن قائمة أفضل فيلم مصري، لتصبح الممثلة صاحبة الرقم القياسي مثل فاتن حمامة، كما حصلت على أفضل ممثلة من وزارة الإعلام المصرية عن مسلسل “هو وهي”، وحصلت على لقب السندريلا.
المرض وزيادة وزنها وحياتها في لندن
عاشت سعاد حسني في الفترة الأخيرة من حياتها في لندن، وعانت من زيادة كبيرة في الوزن، مما تسبب في اكتئابها وابتعادها عن الظهور، وحدث ذلك بعد أن عانت في الثمانينيات من تآكل في فقرات الظهر وقد تحاملت على نفسها من أجل تصوير فيلم “الراعي والنساء”. كما عانت سعاد أيضاً من شلل فيروسي مؤقت في العصب السابع المغذي لنصف الوجه الأيمن، وكانت من ضمن النسبة القليلة التي لا تشفى من هذا المرض، مما أثر على نفسيتها كثيراً.
وفاتها أثارت الجدل
توفيت سعاد حسني بعد سقوطها من شرفة شقتها في لندن من الطابق السادس، وذلك في يوم 21 جوان عام 2001، واليوم الذي توفيت فيه يتزامن مع عيد ميلاد عبد الحليم حافظ، وقد اهتمت الدولة المصرية وقتها بوفاتها وعودة الجثمان لمصر، وكان في استقبالها وفد من وزارة الثقافة والإعلام والداخلية والخارجية، وممثل عن رئاسة الجمهورية، والعديد من النجوم.
خبر وفاتها أثار حالة من الجدل بين إن كان واقعة انتحار أم قتل، ولم تتم معرفة الأمر حتى الآن، ولكن أسرتها ترجح قتلها. كما أثارت عائلة سعاد حسني الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد وفاة رئيس مجلس الشورى الأسبق صفوت الشريف.
ونقلت إحدى الصحف عن جانجاه، التي تعتقد أن الشريف كان سبباً في وفاة شقيقتها، قولها: “مَن يريد تقديم العزاء في المرحومة فأهلاً وسهلاً، لكني شخصياً أريد الحصول على حقها أولاً.. قضية سندريلا الشاشة العربية لم تنته”.
وأضافت: “كنت أتمنى أن يعيش صفوت الشريف أكثر من ذلك، لكي أحصل على حكم قضائي ضده في حياته”.
قد يهمك ايضا:
عزت العلايلي يؤكّد أنّ سعاد حسني تعرضت للظلم كثيرًا
سميرة أحمد تؤكّد أنها رشحت سعاد حسني للسفيرة عزيزة بسبب حسن الإمام
أرسل تعليقك