الجزائر- الجزائر اليوم
بدأت فرقة «أمزيك» المتكونة من توأم وصديق لهما في أنفاق ميترو باريس، ومع مرور الأيام كسبت الاهتمام من طرف أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا. فرقة كان وقود غنائها الحب والمهجر، وتحتفظ باريس بقصة التوأم «كريم وعبد النور بلقاضي» اللذان يسيران تدريجيا نحو تحقيق مسيرة مثالية بالحفاظ على إرث السابقين والاحتكاك بالموسيقى العصرية في قوالب تمنح لألحان وأشعار أعمدة الفن القبائلي بعدا أخر.
انتقل كريم وعبد النور المعروف بـ»نونور» للعيش في باريس رفقة والدهما، في 2003 مغادران قرية إفرحونان بولاية تيزي وزو، إلى عاصمة الأضواء، في رحلة للبحث عن حياة أفضل.
هناك نشأ الشقيقان على سماع أغاني سليمان عازم، إيدير ومعطوب الوناس، وكان من المنطقي أن يتأثرا بأغاني قامات الفن الأمازيغي، مثلهم مثل باقي المهاجرين الجزائريين، حيث نجد لكل جيل من المهاجرين فنانًا محبوبًا، وكان سليمان عازم يطرب الجيل الأول في ساعات ما بعد الدوام داخل المقاهي والحانات الباريسية، كما كان معطوب الوناس يملأ أكبر قاعات فرنسا في حفلاته، فهل تكون أغاني «أمزيك» صدى الجيل الجديد من المهاجرين، وهمزة الوصل بينهم وبين الوطن؟
يؤكد عبد النور أن الفرقة اختارت اسم «أمزيك» لأن الأغاني القديمة التي تعود الناس على سماعها في المنزل، هي المصدر الأول للإلهام، فبمجرد سماع نغم لعازم أو معطوب أو أي فنان من الزمن الجميل، تدخل في رحلة نحو تلال منطقة القبائل وأزقتها الضيقة، تسمع صدى الجبال وتتذكر أيام الطفولة، لهذا تأثر الثنائي كثيرًا بما كان يغنيه هؤلاء.
لا يتوقف الأمر عند إعادة التوأم غناء أغان الجيل الذهبي للأغنية الأمازيغية الجزائرية، وإنما تجاوز الأمر بإضافة اللمسة الخاصة قدر المستطاع، «لمسة الشباب وبصمة الحداثة؛ حيث يوظف كل من عبد النور وكريم معارفهما ليفتحا للفن القبائلي نافذة على العالم، خاصة من حيث الموسيقى، مع المحافظة على نفس الروح التي تركها الآباء والأجداد. لا يضفي الثنائي صبغة أخرى على الأغاني. بل يتعامل معها كما يتعامل عالم آثار مع منحوتة قيّمة.
الشعبي يُدخل التوأم عالم الشهرة
كان لقاء التوأم «كريم ونونور» مع عازف الموندول « خيرالدين كاتي» بداية قصة فرقة «أمزيك». كان خيرالدين في الـ25 من عمره، طالبًا جامعيًا قادمًا من مدينة بجاية شرق الجزائر، لمواصلة دراسته الجامعية في علم الأحياء بإحدى جامعات باريس.
تحاول فرقة أمزيك أن تخلق لأغانيها بيئة خاصة، ممزوجة بين النغم القديم والمناخات الموسيقية الجديدة، فأعضاؤها يحملون نفس الفكر، الرسالة والنظرة للموسيقى القبائلية، يحاول الجميع نقل الفن القبائلي من المحيط الضيق للقرية والمنطقة، إلى الفضاء الواسع وهو العالم والإنسانية أجمع. ورغم هذا الاحتكاك بالعالمية، تسعى الفرقة جاهدة لوضع بصمة جزائرية خالصة على أعمالها، حيث تتجلى بوضوح في سلطة آلتي البانجو والمندولين، كما أنها تولي أهمية كبيرة لانتقاء الكلمات التي تعتبر الميزة الأساسية للأغاني القبائلية التي يعتبر أغلب مغنييها شعراء.
يعمل مع الفرقة موسيقيون أوروبيون، انسجموا مع النغم الجزائري، ليحاول الجميع أن يقدم نفسه فريقا متجانسا. كل واحد ببصمته الخاصة، ففي المجموعة عازفا نمساويًا يُدعى مارتان. كما أن عازف البيانو الخاص هو ديميتري فونسيكا من سيريلانكا، وهنام هوغو وساشا من فرنسا، ومن الجزائر إضافة للثلاثي مؤسس الفرقة، هناك: رابح خالفة، أحد أشهر عازفي الدربوكة في الجزائر، مالك كروش وعمر شاوي.
قد يهمك ايضاارتفاع نسبة مشاركة الجالية الجزائرية بالخارج في الانتخابات الرئاسية
غلق مؤقت لمكتب الاقتراع بفرنسا في انتظار تأمين عملية الانتخاب
أرسل تعليقك