الجزائر - الجزائر اليوم
تعود الذكرى 13 لرحيل محمود درويش لتجد أسطورته لا تزال حية في الوجدان، وتكذب الشاعر الذي قال يوما: “أسطورتي لن تعيش طويلاً ولا صورتي في مخيلة الناس”، فهو ما زال حيا في وجدان القراء وأصحاب القضايا الكبيرة.
علاقة درويش بالجزائر ليست فقط متميزة، لكنها علاقة يصعب كثيرا فهمها بعيدا عن ارتباط الجزائر بالثورة الفلسطينية، فأول خروج لـ “سيد الكلام” بعد حصار بيروت وطرد المقاومة منها كان إلى الجزائر بجواز سفر جزائري، كما أنه الشاعر الذي تمنى أن يكون ماسح أحذية في الجزائر.. ورغم عزة النفس والأنفة التي عرف بها درويش إلا أنه لم يكن أبدا يرفض أي دعوة تأتيه من الجزائر، التي زارها أكثر من مرة وسجل بها مواقف تاريخية.
زار درويش الجزائر في فترات متعددة ومتباعدة أبرزها زيارته في 1988 التي رافقت إعلان دولة فلسطين، وزيارته التي لعب فيها دور الوسيط في مفاوضات اتحاد الكتاب الفلسطينيين، وآخرها كانت في 2005 بدعوة رسمية من التلفزيون الجزائري. ومن بين كل الزيارات التي قادت درويش إلى الجزائر تبقى زيارته التاريخية في 1988 محطة مشعة في سجل تاريخه النضالي، حيث كتب وقرأ وثيقة إعلان دولة فلسطين بالجزائر.
وبعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت كان درويش يستقبل الدعوات التي تأتيه من الجزائر بفرح ويلبيها دائما، وكان يستمد علاقته بالجزائر من العلاقة الروحية التي تربط الشعبين الفلسطيني والجزائري، فدرويش كان يعتبر دائما الثورة الجزائرية مدرسة يستلهم منها الفلسطينيون نموذج النضال الوطني وفي زيارته الأخيرة إلى الجزائر عام 2005 كان جد مؤمنا أن “هذا الشعب الذي قام بثورة لردع أعتى قوة استعمارية يستحيل أن يستقيل من الحياة”، وقد ربطته علاقات صداقة مع كثير من المثقفين في الجزائر وكانت أمسياته تستقطب رجال السياسة أيضا.
الجزائر في وجدان درويش لا تشبه الكثير من الأمكنة ولا المدن التي مر بها، فهو القائل “ليتني بائع خبز في الجزائر لأغني.
محمود درويش زار الجزائر أيضا ليكون وسيطا ومفاوضا في أزمة اتحاد الكتاب الفلسطينيين، يوم حدث انشقاق فيه بين جماعة دمشق الرافضة لمسار المفاوضات وجماعة ياسر عرفات.
وكانت آخر زيارة قادت محمود درويش إلى الجزائر في 2005 قبل رحيله، حيث جاء درويش إلى الجزائر يومها بدعوة رسمية من التلفزيون الجزائري ومكث في البلد أزيد من أسبوع ونشط أمسية في قاعة ابن خلدون كانت تاريخية بكل المقاييس، أغلقت يومها الشوارع الرئيسية بالعاصمة.
كان درويش أحد الذين كسروا الحصار على الجزائر في زمن الدم والدموع، فردد أجمل قصائده “على هذه الأرض ما يستحق الحياة” و”مديح الظل العالي” التي صارت بطاقة تعريف لدرويش على أرض الجزائر. وبقي إلى آخر حياته تربطه علاقات صداقة قوية مع المثقفين والمسؤولين الجزائريين”.
قد يهمك ايضاً
عبد الرحمان بن بوزيد يعلن تفاصيل خاصة بسلالة "كورونا" المتحورة
عبد الرحمان بن بوزيد يطرح مشروع انطلاق في حملة التلقيح ضد كورونا سيكون خلال جانفي الجاري
أرسل تعليقك