الجزائر ـ الجزائر اليوم
تشهد مرتفعات حي كوكا بوهران، ظاهرة شبكات يقودها المهاجرون الأفارقة، بالتزامن مع الانشغال بملف الوضع الوبائي لفيروس كورونا ومخلفاته على مدار الشهور الماضية، غزوا غير مسبوق للبنايات الفوضوية التي تعدّت رقعتها المساحات الغابية المنبسطة والأراضي الفلاحية بالحي، لتعلق بتضاريسه الوعرة وتقيم هناك أوتادها ودعاماتها على سفوح الجبال، ومنها ما تكاد تلامس فيها القمم، وهذا في تعد صارخ للقانون والتعليمات المشددة على وقف هذا الزحف الإسمنتي الذي تحوّل في بعض المواقع إلى مستعمرات إفريقية بامتياز..!
وبحسب تصريحات مواطنين يقطنون بذات الحي، وغير بعيدين عن مجمعات الصفيح التي باتت تتربع على مساحات شاسعة جدا تقدر بالهكتارات، فإن صفقات تجارية لعمليات بيع وشراء هذا النوع من العقارات بمنطقة كوكا، قد باتت تعقد بشكل يومي بين سماسرة معروفين من أبناء الحي وحتى من خارجه، وجلهم يمتلكون وكالات عقارية إلكترونية على الفايسبوك يستغلونها في اصطياد الزبائن وإنعاش تجارتهم على الواجهات الافتراضية.
ويبقى اللافت للنظر بالنسبة لمن يلج الحي للمرة الأولى وجود محتشدات مستقلة لا يقطنها سوى المهاجرون الأفارقة، حيث يشير محدثونا إلى أن هؤلاء هم أكثر الزبائن تعاملا مع سماسرة العقار بالحي، أين يتراوح سعر بناية من هذا النوع وبحجم أستوديو سكني يستوعب غرفة مع مطبخ ودورة مياه تقليدية ما بين 50 مليون إلى 55 مليون سنتيم، بينما قد يصل إلى 120 مليون سنتيم في حال تعلق الأمر ببناية منجزة بالقرميد والإسمنت أو حوش سكني تساوي مساحته 200 متر مربع أو تزيد على أراض منبطحة أو قليلة الانحدار.
فيما يسجل اجتياح بسرعة نمو الفطريات لأعداد كبيرة من السكنات الفوضوية على المساحات الغابية، أين تعرضت العديد من أشجار الصنوبر للقطع والحرق، لتشيد في مكانها بيوتا من الصفيح.
وكشف مواطنون أن غابة كوكا تعرف إقامة ما معدله 10 مساكن فوضوية في الأسبوع الواحد على الأقل، وكذلك يمتد هذا الزحف نحو المناطق الجبلية التي يتميز بها حي كوكا، وهذا بعد أن استنفد هذا الاكتساح الأراضي المستوية، والتهم كل الجيوب العقارية التي كانت قبل وقت ليس ببعيد عذراء لم يمسسها فأس ولا معول، والغريب أن جميع هذه السكنات تتمتع بإمدادات الطاقة من خلال وصلها عشوائيا بكوابل الكهرباء انطلاقا من أعمدة الإنارة العمومية، ليتحوّل الوضع هناك إلى ما يشبه قرى كاملة تؤكد مصادرنا على أن تعميرها تم في وقت قياسي، ودونما تسجيل أدنى تدخل ردعي من طرف المصالح العمومية المختصة، ما ساعد هؤلاء الطفيليين على العمل بكل أريحية وهدوء.
في المقابل، أوضحت محافظة الغابات لولايات وهران في تصريح إعلامي، أن تحرك مصالحها في إطار برنامج محاربة البنايات غير الشرعية داخل الأملاك الغابية الوطنية يتم بالتنسيق مع المصالح البلدية، وبناء على تبليغات رسمية تكون مدعمة بأدلة وإثباتات، عن حالات التعدي على المساحات الغابية من طرف شهود عيان، مشيرة في هذا الصدد إلى تدخلها الخميس الفارط في عملية هدم مبنى فوضوي، شيّد على مساحة غابية بمنطقة الروشي ببلدية مسرغين.
قد يهمك ايضا:
إيران تعلن البدء في اختبار لقاحين ضد فيروس كورونا
توقيف 35 شخصاً لصلتهم المباشرة وغير المباشرة في حرائق الصيف
أرسل تعليقك