بيروت ـ جورج شاهين
استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في القصر الجمهوري في بعبدا بعد ظهر السبت، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي واستعرض معه التطورات الراهنة سياسيًا وأمنيًا، وبحث معه في جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء التي تنعقد الثلاثاء المقبل في قصر بعبدا.
على صعيد آخر يشارك رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في مؤتمر المانحين الذي تنظمه الأمم المتحدة لمعالجة قضية النازحين السوريين، الأربعاء المقبل 30 كانون الثاني / يناير الجاري في الكويت التي تستعدّ لاستضافة المؤتمر تلبية لدعوة أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، خلال اجتماعات قمة مجلس التعاون الخليجي الأخير فى البحرين، بهدف تنسيق الجهود العربية والدولية لمساعدة الشعب السوري النازح إلى الدول المجاورة لبلاده.
ويترأس الأمين العام للأمم المتحدة، المؤتمر، الذي وجّه الدعوات إلى 60 دولة و20 منظمة دولية للمشاركة في المؤتمر والتبرّع لتمويل هذه القضية الإنسانية.
من جهته أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي قبل عودته الى لبنان أن "لبنان معني بملف النازحين السوريين ببعديه الإنساني والأخلاقي، وبالتالي سنواصل الإهتمام بهذا الملف رعائيًا وإغاثيا واقتصاديًا ضمن الإمكانات المتاحة، بالتعاون مع الهيئات والمنظمات الدولية".
وكان ميقاتي يتحدث خلال طاولة حوارية عن "التحولات في الشرق الوسط"، عقدت ضمن "منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس" وشارك فيها رؤساء حكومات كل من ليبيا، المغرب، فلسطين ومصر.
وقال ميقاتي ردًا على سؤال عن الوضع في سورية: "نحن نشعر بالحزن العميق من المآسي التي تحصد حياة مئات الأبرياء يوميا في سورية، وإن لبنان يؤكد على سياسة النأي بالنفس التي يعتمدها حيال الوضعين الأمني والسياسي في سورية بهدف الحفاظ على استقراره الداخلي وتجنب تداعيات الأزمة السورية ومخاطرها. لكن لبنان لا يستطيع أن ينأى بنفسه عن تقديم المساعدة الإنسانية للاجئين السوريين إليه والتخفيف من معاناتهم".
وأضاف: "حكومتنا ملتزمة بدعم العائلات السورية النازحة حتى عودتها إلى بلادها، ضمن الإمكانات المتاحة، خصوصا تقديم الخدمات الاجتماعية لها، وهي لم تميز بين معارض للنظام السوري وموال له، وتعاطت مع الملف من منطلق إنساني بحت، وبما تمليه الأصول والأعراف الإنسانية، لكن هذه الإمكانات قد وصلت إلى حدودها القصوى وبات من الضروري أن يحصل لبنان على مساعدات عاجلة، حتى يتمكن من القيام بالأعباء المترتبة على استضافة النازحين السوريين الذين يتزايد عددهم باستمرار، وهذا العدد مرشح للزيادة مع تصاعد وتيرة العنف. وقد وصل عدد المسجلين رسميا حتى منتصف الشهر الحالي إلى 206 آلاف شخص، ووصل الوضع إلى مستويات خطيرة لا يستطيع لبنان التعامل معها بمفرده، لذلك وضعت حكومتنا خطة طوارئ لتأمين المأوى والغذاء والخدمات الأساسية بالإضافة الى الصحة والتعليم للنازحين السوريين، كما أن من شأن هذه الخطة ان تتيح للمجتمعات اللبنانية الحاضنة للاجئين السوريين الحفاظ على تماسكها الاجتماعي وتضامنها ومنع أسباب التوتر والصراعات. لكن دعم المجتمع الدولي ضروري وملح حتى نتمكن من تطبيق هذه الخطة بنجاح، بما يضمن الاستمرار في مساعدة النازحين السوريين والحفاظ على السلم الأهلي والاستقرار الداخلي. من هنا نحن نعول على نتائج المؤتمر الذي سيعقد نهاية الشهر الحالي في الكويت والمخصص لدرس ملف النازحين وإتخاذ قرار بدعم جهود الحكومة البنانية لاغاثة النازحين".
ومساء اليوم قال وزير الشؤون الإجتماعية وائل ابو فاعور الذي يرافق الرئيس سليمان إلى المؤتمر لـ"العرب اليوم" عن تحضيرات لبنان إلى المؤتمر: سنرفع الخطة التي اقترحناها في مؤتمر وزراء الخارجية العرب، وسنطرحها في أعمال مؤتمر الكويت والتي على أساسها سيصار الى المطالبة بدعم لبنان لمساعدة النازحين السوريين إلى أراضيه، خصوصاً أن عددهم في اتجاه تصاعدي.
وعما إذا كان يعلق آمالاً على هذا المؤتمر، قال: بالطبع، لو لم نكن كذلك لما قرّرنا المشاركة.
وأكد الوزير ابو فاعور رداً على سؤال، أن "عملية نزوح السوريين إلى لبنان مستمرة، لكن في غضون ذلك ننتظر مؤتمر الكويت الذي تم قطع الوعود بأنه ستقدَّم خلاله مبالغ كبيرة لمساعدة جميع النازحين من سوريا بشكل عام، إلى المنطقة ولبنان جزء منها"، وقال "نحن في انتظار عقد المؤتمر، لنحدّد كيفية المضي في الخطة الموضوعة من الدولة اللبنانية".
وبعد ظهر اليوم التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقره في عين التينة السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي بحضور الوزير علي حسن خليل. وقال السفير السوري: اللقاء مع الرئيس بري يشمل العلاقة الاخوية بين البلدين، والاوضاع في داخل سورية، وأوضاع النازحين في لبنان، وما تحاول جهات في الداخل اللبناني أو من خارج لبنان العبث بهذه القضية الحساسة والدقيقة. وطمأنت الرئيس بري إلى أن سورية بحكومتها ومؤسساتها وبكل فاعلياتها السياسية والشعبية، جادة وتعمل ليل نهار لتفويت كل الفرص على المتربصين بسورية لتفجير هذه الأزمة المركبة، وبالتالي إيجاد حلول للأوضاع الإجتماعية والسكنية للسوريين في داخل سورية والذين نزحوا نتيجة الأعمال الإجرامية التي يقوم بها مسلحون من جنسيات مختلفة يتم إدخالها بتواطؤ دولي وبتمويل وبتسليح ورعاية لم تعد خافية عليكم، تتصدّرها بكل أسف دول شقيقة وبعض الدول الإقليمية إضافة إلى الإدارة الأميركية ودول أوروبية، هذا الدمار المحموم لتدمير سورية وإضعافها وإخراجها من دورها، سوريا كانت منذ بداية هذه الأزمة صاحية ومشخصة للقوى الضالعة فيه، لذلك المبادرة والحل والرؤية الانقاذية التي طرحها الرئيس الأسد وتعمل الحكومة السورية على تحويلها الى فاعلية على الأرض وصولا الى حوار سوري – سوري شامل يشارك فيه كل السوريين بكل أطيافهم وبالتالي إيجاد مخارج لكل حالات النزوح التي تمت بفعل هذه الأعمال الإجرامية التي قام بها مسلحون من دون اي قيم انسانية ولا دينية ولا أخلاقية. لذلك أدعو كل السوريين في هذا البلد الشقيق العزيز كما في البلدان الأخرى الى التعاون في ما بينهم ومع سفارتهم وحكومتهم ومع هذه الدولة الشقيقة وكل القوى الغيورة على أمن سوريا وأمن لبنان بعيداً عن التأثيرات والتحريضات التي يسعى إليها من يتربصون بأمن سوريا وأمن لبنان، لذلك النازحون الذين يعودون الى سوريا يدركون ان وطنهم هو الاكثر امانا لهم رغم كل ما يخطط ضد سوريا وكل ما يفعله المسلحون والمجرمون من اعمال متفرقة هنا وهناك.
أضاف: فالمساحات التي تتحقق فيها عناصر الاستقرار والأمن كبيرة في كل المناطق السورية، ويدرك السوريون الآن يوما بعد يوم أن الحاضن الآمن لهم هو وطنهم ويوفر لهم كرامتهم أكثر من أي مكان آخر، لأن ما يتعرضون له من اتجار وابتزاز أمر مؤسف وما نرجوه هو تعاون كل الغيورين في لبنان مع أشقائهم في سورية وخصوصا أن الجميع يدرك أن سورية في كل الأزمات التي عانت منها الدول الشقيقة، كانت ملاذا أمنا وفيها اخوة كاملة، يعني مليونا عراقيا واكثر من خمسمئة الف لبناني والفلسطينيون هم شهود دائما. كانت سوريا هي البيت الذي يشعر به كل عربي انه في بيته. هذا ما نرجوه وبعيدا عن منطق الابتزاز او التسييس او العبث بهذه القضية الحساسة وسوريا تخرج بخير ان شاء الله من هذه الازمة المركبة والحل السياسي الذي اقتنع كل الذين حاولوا احراق سوريا واضعافها ادركوا ان سوريا منيعة بحمد الله وهي تخرج ان شاء الله من هذه المحنة بتماسك بنيتها الداخلية وبقوة جيشها وبالروئة القيادية الانقاذية الغيورة على دور سوريا وموقعها. وهذا ما نرجوه للبنان ايضا ان يبقى معافى بعيدا عن كل الفتن التي يخطط أن تدخل إليه كما إلى المنطقة لذلك نرجو أن يكون هناك مخارج منطقية تشل فيها كل الفاعلية للمخططات الخارجية لزرع الفتنة في المنطقة.
أرسل تعليقك