بانغي ـ أ.ف.ب
هدد متمردو ائتلاف سيليكا الاثنين، مجددا بدخول عاصمة افريقيا الوسطى التي حذر وزير في حكومتها من خطر اندلاع "ثورة في القصر" الجمهوري اذا مورست الضغوط الدولية على الرئيس فرنسوا بوزيزيه لوحده دون المتمردين.
واتهم ايريك ماسي الناطق باسم سيليكا في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس السلطات بارتكاب تجاوزات ضد المدنيين والقريبين من حركة التمرد، مهددا بدخول العاصمة.
وقال "ندعو القوات الافريقية لحفظ السلام الى التدخل فورا في العاصمة لوقف الممارسات وقتل المعتقلين او الا تمنعنا من القيام بذلك".
ويشير ماسي بذلك الى القوات التابعة لدول غرب افريقيا المنتشرة في افريقيا الوسطى لاحلال الاستقرار في هذا البلد الذي يشهد اضطرابات متكررة.
ويتهم الائتلاف المتمرد السلطات خصوصا بالاعداد لهجوم "لمهاجمة مواقعنا انطلاقا من باتانفاغو" المدينة الواقعة في الشمال وسيطر عليها المتمردون منذ بداية هجومهم قبل ثلاثة اسابيع.
واضاف "لا شك ان جدية وعود فرنسوا بوزيزيه ليست حقيقية".
وكان الرئيس الدوري للاتحاد الافريقي رئيس بنين توماس بوني يايي اكد اثر لقائه في بانغي بوزيزيه ان الاخير ابلغه بانه "مستعد للذهاب الى ليبرفيل اليوم" اذا ما طلب منه ذلك ومستعد للدخول في حوار مع المتمردين "يقود الى حكومة وحدة وطنية".
كما وعد بوزيزيه بعدم الترشح في 2016 لدى انتهاء ولايته الرئاسية.
واكد ماسي انه تحادث مساء الاحد مع يايي ليتدخل من اجل حماية مؤيدي سيليكا في بانغي. وقال "اجريت محادثة طويلة معه مساء امس (...) قلت له انه علينا ان نشير الى نجاح مهمته بما ان بوزيزيه مد يده للشعب وقدم مقترحات سياسية".
واضاف "لكن كان علي ابلاغه بالوضع الانساني البالغ الخطورة في بانغي"، موضحا ان بوزيزيه "وزع صباح امس سواطير ورشاشات جديدة على افراد ميليشيا الدفاع الذاتي التابعة له".
وشكك المعارض الرئيسي في افريقيا الوسطى مارتن زيغيلي الاثنين في وعود بوزيزيه. وقال المرشح الذي هزم امام بوزيزيه في انتخابات 2005 و2011 ان "المشكلة هي وعود بوزيزيه. انه يقطع وعودا ولا يفي بها".
واضاف ان بوزيزيه اكد بعد استيلائه على السلطة "في 2003 انه لم يأت ليبقى وترشح (للرئاسة) في 2005 وخلال الحوار السياسي الشامل في 2008 (بين المتمردين والمعارضة والسلطة) قطع وعودا لم يف بها. هناك مشكلة مصداقية".
وكانت المعارضة انتقدت رئيس افريقيا الوسطى مؤخرا بعدما اشتبهت بانه يريد تعديل الدستور ليتمكن من الترشح لولاية رئاسية ثالثة.
الا ان زيغيلي الذي كان رئيسا للحكومة في عهد الرئيس انج فيليكس باتاسي عندما استولى بوزيزيه على السلطة في 2003، انه يؤيد اجراء حوار سياسي، مؤكدا انه "لا حل عسكريا للازمة الحالية".
من جهته، حذر وزير ادارة الاراضي جوزي بنوا اليوم الاثنين في تصريح لفرانس برس من ان "الرئيس قدم تنازلات واعطى كافة الضمانات لكن يجب الا تكون الضغوط احادية. المتمردون ينهبون ويقتلون ويطالبون".
واضاف ان "الضغوط الاحادية تخلق +تصلبا+ في النظام وهذا قد يؤدي الى ثورة في القصر" الجمهوري.
وبدأ ائتلاف سيليكا تمرده في 10 كانون الاول/ديسمبر للمطالبة "باحترام" اتفاقات السلام المبرمة في 2007 و2011 والتي قال ان السلطات لم تتقيد بها.
وسيطر المتمردون خلال اسبوعين على عدة مدن استراتيجية اولها بريا (الغنية بمناجم الالماس في وسط البلاد) وبمباري (الغنية بمناجم الذهب في جنوب الوسط) ثم كاغا بندورو (شمال الوسط) واقتربوا بشكل خطير من بانغي من الشمال والشرق.
ولم يبد الجيش النظامي في افريقيا الوسطى وهو يفتقر الى التجهيزات والتنظيم ومعنوياته محبطة، الا قليلا من المقاومة وهو يحاول عبثا وقف زحف حركة التمرد.
واخيرا، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاحد "كل اطراف" النزاع في افريقيا الوسطى الى "وقف الاعمال العدائية"، مجددا مطالبته السلطات في هذا البلد باخذ "كل الاجراءات" لضمان سلامة الرعايا الاجانب الموجودين على اراضيها.
ولم يأت البيان الرئاسي الفرنسي على ذكر الطلب العلني الذي وجهه الرئيس بوزيزيه الى هولاند الاحد للقائه "من اجل البحث في مسائل جوهرية تهم جمهورية افريقيا الوسطى".
أرسل تعليقك