أنقرة - العرب اليوم
أعلنت أنقرة وطهران أمس الخميس، اتفاقاً لتعزيز تعاونهما العسكري والأمني. يأتي ذلك بعد يوم على اختتام رئيس الأركان الإيراني الجنرال محمد باقري زيارة نادرة إلى تركيا دامت يومين، هي الأولى لقائد الجيش الإيراني منذ الثورة عام 1979.
وتمت زيارة باقري تلبية لدعوة من نظيره التركي الجنرال خلوصي أكار، التقى خلالها الأخير والرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الدفاع نور الدين جانيكلي. كما تزامنت مع توتر إيراني– أميركي، إثر تشديد واشنطن عقوبات على طهران بعد اختبارات صاروخية، واضطراب تركي– أميركي على خلفية حساسية أنقرة في شأن ملف أكراد سورية، علماً أنها تأتي قبل أيام من زيارة وزير الدفاع الأميركي الجنرال جيمس ماتيس تركيا، كما قال إبراهيم كالين، الناطق باسم أردوغان.
ووصف كالين زيارة باقري بالمثمرة والناجحة، مضيفاً أن محادثاته ركّزت على مكافحة الإرهاب وقتال تنظيم "داعش" وبذل تركيا وإيران وروسيا جهداً مشتركاً لوقف القتال في أجزاء من سورية. وأشار إلى اتفاق لإجراء مزيد من الزيارات الرفيعة المستوى، ولتنفيذ نشاطات تعزّز التعاون العسكري بين أنقرة وطهران.
وكان باقري أعلن أن زيارته تمّت بموافقة المرشد علي خامنئي، مؤكداً أنها كانت ناجحة جداً، إذ أسّست لملفات مهمة كثيرة، لا سيّما عسكرياً ودفاعياً وأمنياً بين البلدين المهمين في المنطقة. وشدّد على أن هذا التعاون سيستمر أكثر فأكثر مستقبلاً، مشيراً إلى انه وجّه دعوة إلى خلوصي أكار لزيارة طهران لمتابعة التعاون، ومعلناً أن أردوغان سيزور طهران قريباً.
وذكر أنه ناقش أيضاً مع المسؤولين الأتراك ملف مكافحة الإرهاب بكل أنواعه، وتبادل المعلومات والتعاون العملياتي- التدريبي وتبادل الخبرات، معتبراً أن ذلك سيساهم في استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة.وقال باقري: اتفقنا في شأن ملفات عسكرية وتنفيذ تدريبات مشتركة وتبادل زمالات دراسية، وزيارات القطع البحرية للبلد الآخر وإيفاد مراقبين من البلدين لمناورات مشتركة واتخاذ إجراءات لازمة لتعاون عسكري. وأشار إلى أنه ناقش مع المسؤولين السياسيين والعسكريين في تركيا أمن المناطق الحدودية المشتركة والتدابير التي تتخذها طهران في هذا الصدد، معتبراً أن الحدود الإيرانية- التركية تنعم بأمن تام، علماً أن أنقرة تشيّد جداراً عليها.
ونقلت صحيفة "زمان" التركية عن الأمين العام السابق لمجلس الأمن القومي التركي، تونجار كيلينتش، قوله أن زيارة باقري تشكّل نقطة تحوّل مهمة وتاريخية بالنسبة إلى السياسة الداخلية التركية والديبلوماسية الإيرانية في المنطقة، وزاد: إذا تحرّكت تركيا وإيران معاً، فسيشهد التاريخ فتح صفحة جديدة في المنطقة.
أرسل تعليقك