بيروت – جورج شاهين
تركز نشاط رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في السرايا الخميس على ملف النازحين السوريين إلى لبنان تحضيرًا لجلسة مجلس الوزراء الخاصة بالموضوع والتي ستعقد بعد ظهر الخميس في القصر الجمهوري . وفي هذا الإطار استقبل الرئيس ميقاتي سفيرة ألمانيا لدى لبنان بريجيتا سيفكر ايبرلي في حضور ممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان نينت كيلي وممثلة منظمة اليونيسف في لبنان آنا ماريا لوريني .
وقالت السفيرة الألمانية في تصريح بعد اللقاء: اجتمعنا مع دولة رئيس مجلس الوزراء وناقشنا مسألة النازحين السوريين الحساسة جداً. كما تعلمون وتتذكرون لقد أطلقت الحكومة اللبنانية في الثالث من شهر كانون الأول/يناير من العام الفائت نداءً إلى المجتمع الدولي وهناك حاجة لمبلغ 179 مليون دولار أميركي على الأقل للنصف الأول من عام 2013 لمساعدة لبنان على التعامل مع التحدي الكبير الذي يطرح نزوحا متوقعا لمئة وخمسين الف سوري في اتجاه لبنان عند نهاية العام الحالي ، وفي الواقع ان عددهم سيفوق هذا الرقم بأشواط. أطلعنا اليوم أنا وزملائي من المفوضية العليا للاجئين ومن اليونيسيف دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي على مساهماتنا في هذا الاطار. وتجاوباً مع خطة الاستجابة التي وضعتها الحكومة اللبنانية، تعهدت ألمانيا بتغطية حصة تفوق نسبة عشرة في المئة من المبلغ الذي تم تحديده بموجب هذه الخطة، أي بالأرقام14 مليون و730 الف يورو،أو ما يعادل 19 مليون و200 ألف دولار أميركي.
الهدف من هذه المساهمة هو مساعدة الحكومة اللبنانية على تطبيق خطة الاستجابة التي أطلقتها في 3 كانون الأول/ ديسمبر . وسيتم التطبيق عبر اليونيسيف والمفوضية العليا للاجئين وصندوق الأمم المتحدة للسكان بالتعاون الوثيق مع السلطات اللبنانية.
يتوقع أن يستفيد النازحون السوريون من التدابير التي سيتم تمويلها بموجب هذا المبلغ ،إضافةً الى العائلات اللبنانية المستضيفة، والبنية التحتية.
وأضافت :إن التعهد الجديد بمبلغ 19 مليون و200 ألف دولار أميركي يأتي إضافةً لمبلغ 15 مليون دولار أميركي كان سبق للحكومة الألمانية أن قدمته كمساهمة لدعم النازحين السوريين في لبنان، يتركز محور مساهمتنا على الفئات الأكثر تأثراً بأزمة إنسانية مماثلة، أي الأولاد والنساء. كما نريد من خلال عمل وكالات الأمم المتحدة دعم العائلات والمجتمعات المحلية التي توفر الملجأ لهذه المجموعة من النازحين، كما ندعم عملية تأمين المياه النظيفة والصرف الصحي. وبمساعدة اليونيسف ووزارتي الشؤون الاجتماعية والتربية، سيتم تخصيص مبلغ كبير لقطاع التربية وحماية الأطفال.
أما نينت كيلي فقالت: نحن مسرورون جدًا لهذه المساهمة الأخيرة، كما تعلمون أن حاجاتنا هائلة جدًا للاستجابة لأزمة النازحين إلى لبنان، وكلنا نعتمد على المساهمات الطوعية، وكوننا نستطيع أن نبدأ هذا العام بهذا المبلغ المهم يحمل معنى كبير، وله معنى على الصعيد الشخصي كذلك الأمر، فاذا ألقينا نظرة، نرى أن مجموع 75في المئة من أعداد النازحين هم من النساء والأطفال، سيساعد هذا المبلغ الأولاد على ارتياد المدارس والمعالجة من الصدمة الناتجة عن نزوحهم وأن ينخرطوا في المناهج الدراسية الأمر الأساسي بالنسبة لنموهم وتطورهم كما سيساعد النساء خاصة ربات البيوت من دون معيل على مواجهة التحديات الملحة التي يواجهنها هنا في لبنان إضافة للمتضررين نفسيًا بما عاشوه أو شهدوه والتغلب عليه والتمكن من المساهمة تجاه عائلاتهم ومجتماعاتهم، كما سيساعد بشكل أساسي هذه المجتمعات نفسها لأن هذه المساعدات تهدف بشكل أساسي تحسين عملية توفير المياه والصرف الصحي في المناطق التي لجأ اليها النازحون..إنها مبادرة مهمة ونحن نقدرها كثيراً ونتطلع للعمل مع الحكومة على استخدام هذه المبالغ.
وإستقبل الرئيس ميقاتي سفير رومانيا لدى لبنان دانيال تاناس الذي قال بعد اللقاء: زرت دولة الرئيس نجيب ميقاتي وقدمت إليه التهاني لمناسبة الأعياد المجيدة، وكانت مناسبة تحدثنا في خلالها عن تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ولمسنا وجود مجال من أجل توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية بين لبنان ورومانيا، وهناك خلفية صلبة قائمة لهذه الغاية منذ فترة، وقد وصل التبادل التجاري بين البلدين الى أكثر من مئتي مليون دولار، لكن الوقت حان لدرس الإمكانات المتاحة للقيام بإستثمارات جديدة في كلا البلدين، ونحن على إستعداد للبحث في مشاريع جديدة في هذا السياق .
أضاف: عبرت لدولة الرئيس عن دعم الحكومة الرومانية للسياسة التي تعتمدها الحكومة والتي تشمل أيضًا خطة رئيس مجلس الوزراء بشأن اللاجئين السوريين في لبنان، ورومانيا هي من الدول المساهمة لتطبيق هذه الخطة من خلال قنوات الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية، ونحن ندرس إمكانية تقديم مساهمة أخرى في العام 2013...تحدثنا أيضًا عن الوضع في لبنان وعبرت لدولته عن دعم الحكومة الرومانية لاستقرار لبنان وللسياسة التي تعتمدها الحكومة في ما خص النأي بالنفس عن الصراع الدائر في سورية، وأعربت عن أملي في أن يتم التوافق على قانون جديد للانتخابات، وأن تجري الانتخابات النيابية في موعدها وفق ما هو محدد لها في شهر حزيران/ يونيو المقبل والحكومة الرومانية تدعم الاتفاق حول قانون جديد للانتخابات والذي على أساسه سيتم إجراء هذه الانتخابات.
أرسل تعليقك