صنعاء ـ علي ربيع
أكدت السلطات اليمنية، الجمعة، أن عناصر من تنظيم"القاعدة" شاركت في أحداث العنف التي شهدتها عدن(كبرى مدن الجنوب) الخميس، والتي قتل فيها نحو 8 أشخاص وجرح العشرات، إثر مواجهات بين قوات الشرطة من جهة، وعناصر من الحراك الجنوبي الانفصالي حاولوا اقتحام احتفال حاشد حضره الآلاف من مؤيدي الوحدة اليمنية بالتزامن مع الذكرى الأولى لانتخاب عبدربه منصور هادي، رئيساً لليمن، فيما لقيت أحداث الخميس الدامية، انتقادات من قبل القوى السياسية والناشطين الحقوقيين محملين الحكومة المسؤولية الكاملة عن تفاقم الأوضاع.
في السياق ذاته، كشفت وزارة الدفاع اليمنية، الجمعة، عبر موقعها على الانترنت عن معلومات، قالت "إنها مؤكدة" تفيد اشتراك عناصر من تنظيم"القاعدة" في "أعمال الشغب والقتل" التي حدثت في عدن ، الخميس، إلى جانب عناصر مسلحة أخرى، تابعة، بحسب قولها، لنائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض، المطالب بانفصال الجنوب عن شمال اليمن، والمقيم حالياً خارج البلاد.
هذا وقالت مصادر الدفاع اليمنية "إن العناصر الإرهابية أقدمت مساء (الخميس) على مهاجمة أحد الأطقم العسكرية التي تقوم بمهمة الحراسة أمام مبنى إدارة الأمن في حي المنصورة(في عدن)، مؤكدةً أن عنصرين من تنظيم "القاعدة" لقيا مصرعهما في الحادث، الأول يدعى وجدي عبده محمد الصبيحي وهو المسؤول الإعلامي للتنظيم(في عدن) والآخر يدعى داوود علي صالح"، فيما قتل أحد أعضاء التنظيم ويدعى عبدالله حسن العمودي وهو مطلوب للأجهزة الأمنية، في حادث آخر، أثناء مهاجمته لقوات الأمن في حي كريتر في مدينة عدن، وفقاً لرواية وزارة الدفاع اليمنية.
إلى ذلك، لقيت أحداث الخميس العنيفة في عدن، انتقادات واسعة، على الصعيد السياسي والحقوقي، وطالب علي سالم البيض المتزعم للتيار المتشدد في المعارضة اليمنية الجنوبية، المجتمع الدولي للتدخل لحماية أبناء الجنوب، مشدداً في تصريحات صحفية من مقر إقامته في بيروت، على تمسكه بمطلب الانفصال واستعادة دولة الجنوب اليمني التي كانت قائمة قبل العام 1990.
من جهته، رفض الحزب "الاشتراكي اليمني" أعمال العنف التي شهدتها عدن(كبرى مدن الجنوب)، وقال في بيان صادر عن أمانته العامة، وتلقى "العرب اليوم"نسخة منه" إنه يدين بشدة أعمال القتل والعنف المطلق الذي ووجهت به فعاليات الحراك السلمي في محافظة عدن وما أسفر عنه من ضحايا بالعشرات بين قتلى وجرحى". داعياً " إلى الوقف الفوري لهذه الأعمال التي وصفها بـ" غير المسئولة"، وإجراء تحقيق علني وشفاف مع المتورطين في أعمال القتل والعنف أيا كانوا وإحالتهم إلى القضاء."
في حين يتهم ناشطون جنوبيون عناصر حزب الإصلاح (الإسلامي) بالتسبب في أحداث العنف في عدن، أضاف الاشتراكي اليمني في بيانه، أنه يؤكد "على الحق المشروع للحراك السلمي(الجنوبي) وأي طرف سياسي كان في التعبير عن رأيه بحرية، وحقه في التظاهر السلمي الحضاري"، كما يؤكد على ضرورة قيام الأجهزة الرسمية للدولة بحماية هذا الحق وتيسيره بحيادية تامة".
من ناحية أخرى، أكد مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن، جمال بنعمر أنه أوضح لقيادات الحراك الجنوبي في اليمن أنه ليست هناك أي طريقة أخرى لإيجاد حل عادل للقضية الجنوبية إلا من خلال الحوار البناء والمباشر بين الأطراف الأطراف اليمنية، في الوقت الذي ترفض فيه فصائل متشددة في المعارضة الجنوبية، المشاركة في الحوار الوطني الشامل المرتقب في اليمن، وتدعو إلى "فك الارتباط" عن الشمال.
وقال المبعوث الأممي، الموجود حالياً في نيويورك، خلال تصريحات صحفية، "إن مؤتمر الحوار الوطني في اليمن سيكون الفرصة الذهبية والوحيدة لإخراج اليمن من أزمته المزمنة" مشيراً إلى أن "الكرة الآن في ملعب اليمنيين لنقل اليمن إلى مرحلة البناء والتطوير وفق رؤيتهم وتطلعاتهم، ليصبح بلداً يتسع للجميع وتسوده قيم المواطنة والديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان".
أرسل تعليقك