القاهرة - محمد عرفة
أكَّد الحكم الدولي السابق، والإداري السابق في فريق الداخلية، الكابتن أحمد جمال، في حديث خاص إلى "العرب اليوم"، أن "التدريب المصري في الخارج لا يصلح، وأن الجماهير المصرية تبحث عن أي نجاح".
وبشأن فترة تواجده في فريق الداخلية، أكَّد أحمد جمال، أن "طموح الفريق بالصعود إلى الدوري الممتاز كان واضحًا ومؤكدًا منذ إنشاء الفريق"، موضحًا أنه "أثناء وجوده مع فريق الناشئين تحت17 سنة، حصل مع الفريق على بطولة الدوري".
أما بخصوص مسألة دمج النادي مع فريق اتحاد الشرطة، فأوضح أن "الأمر وارد، وأيضًا ممكن ألا يحدث، حيث إن الاسم الحقيقي للفريق هو نادي العاملين المدنيين في وزارة الداخلية، حيث من الممكن أن يعتبر الشرطة فريق ميري، والداخلية للمدنيين".
وبشأن خطاب "الفيفا"، الذي أرسل للاتحاد المصري، فأشار أحمد جمال، إلى أن "هذا الأمر يدفع الأندية إلى الدمج، ويؤدي إلى إلغائها، نظرًا إلى أن إدارات تلك الأندية لا تأتي إلا بالتعيين".
وأوضح جمال، أن "غياب أندية الشرطة والجيش والبترول يدمر الكرة في مصر، فقد أثروا الكرة المصرية باللاعبين والمدربين والأداء الجيد والمتميز".
وعن رؤيته للدوري المصري في الفترة الحالية، فأوضح جمال، أنه "ليس جيدًا على الإطلاق، وأن غياب الجماهير عن المباريات أفقده متعته، ويعتقد أن الدور الثاني من الدوري سيكون أحلى وأمتع مع بداية صراع الهبوط، وصراع الصعود إلى المربع الذهبي".
وتمنَّى أحمد جمال، أن "يكون هناك حالات احترافية مختلفة ومتعددة، مثل حالة النجم الصاعد محمد صلاح، الذي أثنى كثيرًا على مستواه الفني والأخلاقي"، موضحًا أن "الأندية الصغيرة غالبًا ما تقوم بعملية تصدير اللاعبين، وأن مشكلة اللاعب المصري تكمن في الطموح".
وأوضح أحمد جمال، أنه "عندما كان حكمًا أدار مباراة لفريق مغاغة، وأعجب بشدة بالنجم أحمد حسن، الذي كان يلعب ضمن صفوف الفريق آنذاك، وصارحه بذلك بعد المباراة"، مؤكدًا أنه "سيكون لاعبًا في إحدى الأندية الكبيرة في يوم ما".
وعن رأيه في الكابتن طاهر أبوزيد، أكَّد أنه "من الأشخاص الذين يعشقون العمل، وكان من الممكن أن يقوم بأعمال رائعة إذا استمر في الوزارة"، موضحًا أنه "شخص نقي وطيب، ومن الممكن أن يتأثر بمن حوله، كما أنه أعطى ثقته لأشخاص أغرقوه بدلًا من أن يساعدوه".
وأضاف، أنه "عندما كان حكمًا طلب من الكابتن طاهر وبعض اللاعبين حضور افتتاح المحل الخاص به، وبالفعل حضر الكابتن طاهر ولم يتأخر"، موضحًا أن "طريقة الكابتن طاهر الجافة وأسلوب كلامه في بعض الأحيان، مثل رده على رئيس الوزراء خوفًا من إلغاء النشاط الرياضي، أحد الأخطاء التي ارتكبها".
أما بخصوص رأيه في تعيين الكابتن شوقي غريب، فأكَّد أنه "اكتفى بسبب الخبرات العديدة من عملة لفترة طويلة مع الكابتن حسن شحاتة، وطالب بإعطائه الفرصة فهو كل الأحوال أفضل حسن شحاتة من المدرب الأجنبي".
وأوضح أن "الكابتن حسن شحاتة يعتبر مثال رائع لنجاح المدرب المصري"، مشيرًا إلى أن "الكابتن شوقي غريب معذورًا، فلا يوجد كرة في مصر منذ ثلاث سنوات، ولولا الأهلي والزمالك لماتت الكرة المصرية ماديًّا وفعليًّا".
وأوضح أحمد جمال، أن "النادي الأهلي فاز بالبطولات الأفريقية بدعاء الوالدين، وبدعاء الجماهير، فما حدث كان معجزة في ظل ظروف الكرة المصرية".
وكشف أحمد جمال إلى "العرب اليوم"، أنه "حدث معه موقف طريف حيث إنه كانت هناك مباراة أفريقية للنادي الأهلي مع فريق من جنوب أفريقيا، ولم يحضر الحكم الرابع وكادت المباراة أن تلغى، وتصادف أنه أتى إلى الإستاد لمشاهدة المباراة، فرآه المراقب وكان من السودان، وتعرف عليه، وطلب منه أن يقوم بدور الحكم الرابع، ولم يكن معه ملابس جاهزة للمباراة، فحصل على طاقم من أحد اللاعبين الاحتياطيين في فريق النادي الأهلي، ولعب المباراة، وحصل بعدها على 100جنيه مكافأة المباراة، وقال له رئيس لجنة الحكام وقتها، الكابتن البطران، أنه كان يجب أن تحصل على 100 دولار".
وأكَّد أنه "بعد تلك المباراة بأيام عدة تعرض لحادث سيارة أمام نادي المقاولون العرب، وتم نقله إلى مستشفى المقاولون العرب، وظل لمدة ستة أشهر راقدًا على ظهره، ولا يستطيع الحركة، وكانت تلك الحادثة سبب اعتزاله التحكيم".
وأكَّد أحمد جمال، أن "الحُكَّام الصغار المتواجدين حاليًا سيظهر مستواهم الحقيقي عقب عودة الجماهير إلى المدرجات؛ لأن ذلك سيظهر الشخصية الحقيقة للحكم، حيث إن الجماهير والأندية الكبيرة تؤدي إلى اهتزاز الحكم".
وأكَّد أحمد جمال، أن "قلة النجوم في الدوري تساعد الحكام على الأداء الجيد، حيث كان يعرف قديمًا أن الكابتن فاروق جعفر يستطيع خداع الحكام للحصول على ركلات الجزاء، فالحكم كان يتعاطف مع اللاعبين الكبار، ولكن الأمر يتوقف على شخصية الحكم وجرأته، وينصح الحكام بأنه يجب عليه أن يهتم بالفريقين المتواجدين في الملعب دون النظر إلى أسماء اللاعبين".
وأكَّد أحمد جمال، أن "النواحي المادية الآن أفضل كثيرًا للحكام عن السابق، حيث كان الحكم الدولي يحصل على 100 جنيه في مباراة الدوري، إلا أنها ما زالت أقل كثيرًا من الأموال التي يحصل عليها اللاعبون".
وأوضح أحمد جمال، أن "معظم اللاعبين يفضلون الابتعاد عن التحكيم والاتجاه للتدريب، بسبب النواحي المادية"، موضحًا أن "اللاعب الوحيد الذي اجتاز اختبارات الحكام، ونجح فيها، وهو ما زال لاعبًا، الكابتن وائل القباني، حيث اتخذ تلك الخطوة حتى يحصل على الشارة الدولية بعد الاعتزال، ولكنه بمجرد الاعتزال اتجه إلى التدريب، وترك التحكيم، بسبب النواحي المادية".
وأعلن أحمد جمال، أنه "لم يحصل على شيء من التحكيم، وأنه عالج نفسه على نفقته بعد الحادث الذي تعرض له، ولكن التحكيم وممارسته يتوقف على حب الحكم لهذه المهمة الثقيلة".
وأوضح الكابتن أحمد جمال، أنه "يستبشر خيرًا أن يكون هناك حُكَّامًا عالميين ومتواجدين في كأس العالم، حيث أن أداءه وبنيانهم الجسدي جيد، ويؤهلهم للعالمية، واستكمال مشوار جمال الغندور، وعصام عبدالفتاح".
وأوضح الكابتن أحمد جمال، أن التحكيم الآن أصعب من الماضي حيث الجماهير تضغط على الحكام بالسباب والألفاظ البذيئة، حيث إن ذلك كان أقل بكثير في الماضي، والآن زادت الضغوط والشتائم وأحيانًا التعدي الجسدي".
وأكَّد أن "الإستوديوهات التحليلية كانت مُؤثِّرة على الحكام، وكانت تقوم بتشتيت ذهن الحكم، وتجعله خارج المباراة"، مؤكدًا أنه "عندما كان صغيرًا، وكان يعلم أن هناك مراقبًا لأدائه كان كل ما يشغل باله ماذا سيكتب عنه المراقب، وهو ما كان يُؤثِّر على مستواه، أما عندما ينسى المراقب، فيؤدي بشكل أفضل، وبالتالي يجب على الحكم أن يركز في المباراة التي يديرها وينسى الأستوديو، وخوفه مما سيقال عنه".
أرسل تعليقك