الجزائر - الجزائر اليوم
تنتظر الرئيس عبد المجيد تبون، جولات ماراتونية سيزور خلالها العديد من الدول، تلبية للدعوات التي تلقاها من رؤساء وملوك وأمراء، رغبة منهم في بعث علاقاتهم مع الجزائر، بعد ما كانت وعلى مدار أزيد من عشرية من الزمن، معزولة عن العالم بسبب سقوط الدولة رهينة بين مخالب “قوى غير دستورية”.
وخلال أسابيع قليلة من توليه رئاسة الجمهورية، تلقى الرئيس تبون، العديد من الدعوات الرسمية لزيارة بلدان شقيقة وصديقة، وعلى رأس هذه الدول، تركيا التي كان زعيمها رجب طيب أردوغان، أول رئيس يحل ضيفا على الوافد الجديد إلى قصر المرادية، بعد ما كان وزير خارجيته مولود جاوييش أوغلو قد مهد له الطريق، خلال زيارته إلى الجزائر.
آخر دعوة تسلمها الرئيس تبون بهذا الخصوص، هي تلك التي حملها وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، الذي حل أول أمس الخميس بالجزائر، وهي الدعوة التي سبقتها دعوة جارتها الإمارات العربية المتحدة، عبر وزير خارجيتها عبد الله بن زايد آل نهيان قبل أزيد من أسبوع.
الرئيس تبون منتظر منه أيضا، زيارة يؤديها إلى روسيا الاتحادية التي كان رئيسها فلاديمير بوتين قد وجه له الدعوة لزيارتها، وكذلك مصر التي كان رئيسها عبد الفتاح السيسي قد حمّل وزيره للخارجية، سامح شكري، الدعوة خلال زيارته الأخيرة للجزائر.
الجارة الشرقية تونس، ستكون محطة أخرى تنتظر الرئيس تبون، وقد تكون على رأس أجندته المستقبلية بحكم خصوصية العلاقات الثنائية، فضلا عن الزيارة التي قادت رئيسها قيس سعيّد إلى الجزائر بحر الأسبوع المنصرم.
واللافت في كل الدول التي سبقت الإشارة إليها، أنها معنية بطريقة أو بأخرى بالأزمة الليبية، التي تحاول الجزائر منذ وصول تبون إلى رئاسة الجمهورية، تفكيك ألغامها، وفي هذا الصدد، أشارت مصادر إلى أن زيارة رئيس الدبلوماسية السعودية إلى الجزائر، حملت ردا من الرياض على المساعي الجزائرية بخصوص الأزمة الليبية، علما أن الرياض تعتبر من الداعمين للطرف الثاني في الأزمة، الجنرال المتقاعد خليفة حفتر.
ومعلوم أن وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقادوم، لم يلتق نظيره السعودي خلال زيارته للجزائر بسبب تنقل بوقادوم إلى ليبيا لتقريب وجهات النظر بين الإخوة الأعداء هناك، تحسبا لمؤتمر حوار ينتظر أن يجمع الفرقاء الليبيين بالجزائر في قادم الأيام.
ويتضح من خلال المساعي التي تبذلها الجزائر، أنها أنفقت الكثير من الجهد والوقت من أجل الوصول بالأزمة الليبية إلى مخرج نجدة، يعيد إلى الدبلوماسية الجزائرية مجدها الضائع، مثلما كان الحال في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين ومن بعده الشاذلي بن جديد، وهذا ليس بغريب، فقد تمكنت الدبلوماسية الجزائرية في حل واحدة من أكبر الأزمات الدبلوماسية في النصف الثاني من القرن العشرين، وهي أزمة الرهائن الأمريكيين في إيران في العام 1979، وقبلها إنهاء أزمة الحدود بين العراق وإيران في العام 1975.
قد يهمك ايضا:
الرئيس تبون يأمر بإنشاء مستشفى لمكافحة السرطان بالجلفة قبل نهاية السن
رئيس الجمهورية يتلقى دعوة من خادم الحرمين الشريفين لزيارة السعودية
أرسل تعليقك