واشنطن - يوسف مكي
كشف وزير الخارجية الأميركية جون كيري، عن تفاؤله بشأن الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في سورية ومحاربة تنظيم "داعش"، موضحًا أن وقف إطلاق النار بين الرئيس الأسد والمتمردين الذين يقاتلون للإطاحة به ربما يحدث خلال أسابيع.
وبيّن كيري للصحافيين في باريس السبت، أن اتفاقية فيينا لوقف إطلاق النار والمحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة من شأنها دفع الحملة الدولية ضد "داعش" عقب هجمات باريس.
وأضاف: "هذه خطوة عملاقة، إذا استطعنا فعل هذا فإننا نكون على بعد أسابيع من حدوث نقلة كبيرة في سورية، ولا أعتقد أن الكثير من الناس يدركون أهمية هذا، ولكن هذه هي الحقيقة".
وتسعى الولايات المتحدة إلى دفع اتفاقية فيينا والتي وقعت فيها 19 دولة بينها إيران والمملكة العربية السعودية على بيان الأمم المتحدة لدعم الموعد النهائي لبدء المحادثات بين الأسد والمتمردين في 1 كانون الثاني / يناير المقبل، مع الموافقة بوقف إطلاق النار في 14 أيار / مايو 2016 وإجراء انتخابات حرة بعد عام، ولم يتم دعوة السوريين للمشاركة في هذا الحدث بحيث تقدم الأطراف الدولية رسالة موحدة.
وعلى الرغم من عدم وجود أية علامات على الاتفاق بشأن مستقبل تواجد الأسد في سورية، إلا أن الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من الدول الغربية أشارت إلى أن الأسد يمكن أن يظل حتى الفترة الانتقالية لكنه يجب أن يرحل بعدها، وأصرت روسيا على ضرورة أن يشارك الشعب السوري في اتخاذ القرار، في حين ترى إيران بأن الأسد يجب أن يشارك في الانتخابات المقبلة.
وأوضح البيان، تكليف الأردن بعمل قائمة للجماعات المناهضة للأسد والتي يمكن أن تشارك في المفاوضات مع استبعاد "داعش" و"جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة" التي تم حظرها بواسطة الأمم المتحدة، ويمكن الهجوم على الجماعتين عند حدوث وقف إطلاق النار.
ويتوقع بأن تستضيف المملكة العربية السعودية اجتماعًا لشخصيات المعارضة السورية بحلول منتصف كانون الأول / ديسمبر من الذين وافقوا على إرسال وفد منهم إلى المحادثات مع ممثلين عن حكومة الأسد، وحالما تبدأ المحادثات يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، إلا أن التيار الرئيسي والمعارضة المدعومة من الغرب والائتلاف الوطني السوري لن يرغبوا في المشاركة دون ضمانات بأن الأسد سوف يذهب.
وذكرت مصادر من المعارضة، أنهم يخشون استبعاد غالية الجماعات المتمردة المسلحة ومنها الجماعات الإسلامية غير الجهادية مثل جماعة "أحرار الشام" من خلال عملية التدقيق التي تتولاها الأردن ويصب هذا في مصلحة الأسد، وترتبط جماعات متمردة عدة بتركيا والمملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى وتعاونت مسبقا مع "جبهة النصرة"، وليس من المرجح بأن تنقلب ضدها، كما أن تمثيل الجماعات الكردية يشكل صعوبة محتملة أخرى.
وعقب هجمات باريس الجمعة، أوضحت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أنها تريد تسريع نهج المسار المزدوج في سورية مع تكثيف الجهود الدبلوماسية وتصعيد العمل العسكري ضد "داعش".
ونجحت القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في السيطرة الأسبوع الماضي على بلدة سنجار العراقية، ويعد ذلك نموذجًا للعمليات المستقبلية.
وأردف كيري: "يعقب الحدث المأساوي في باريس مزيدًا من اليقظة والتعاون في بعض الأماكن التي يحتمل ضربها ولو بشكل قليل في أجزاء معينة من العالم، وأعتقد أن الجميع يدرك أنه في ظل هجمات لبنان وما حدث في مصر وتركيا وهجمات باريس علينا أن نضاعف جهودنا لضربهم في عقر دارهم حيث يخططون لهذه العمليات الإجرامية، فضلًا عن بذل المزيد من الجهد على الحدود في إطار حركة الناس".
أرسل تعليقك