الجزائر - الجزائر اليوم
انطلقت عملية تلقيح المواطنين ضد فيروس كورونا، الأحد، خارج المؤسسات الصحية الجوارية، على عكس ماجرت عليه العادة منذ انطلاق عملية التلقيح نهاية جانفي 2021 حين كانت تتم داخل مؤسسات صحية جوارية محدودة.
وعرفت العملية إقبالا من طرف المواطنين في أول يوم من انطلاقتها بساحة كيتاني باب الواد، حيث توافد عشرات الأشخاص الذين كانوا بالقرب من المكان أو ممن سمعوا عن العملية في وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي.
“الشروق” انتقلت إلى ساحة الكيتاني ووقفت على سير العملية ورصدت آراء المواطنين الذين أجمعوا على استحسانهم للمبادرة وتقريب اللقاح من المواطن، مما جعل كثيرين منهم يتخلون عن ترددهم ويسارعون بالتلقيح.
مواطنون يثمّنون التلقيح في الفضاءات الخارجية
أعرب المواطنون الذين تحدثنا إليهم في ساحة كيتاني عن استحسانهم لأجواء سير عملية التلقيح بعيدا عن المرافق الصحية، مما جعلهم أكثر أريحية وينتظرون في فضاء مفتوح.
وأكد هؤلاء أنهم سمعوا عن العملية مساء السبت في وسائل الإعلام وفي مواقع التواصل الاجتماعي وتنقلوا صباحا للتأكد من صحة المعلومات.
وقالت ليلى. م كما أرادت أن يرمز لاسمها أنها أستاذة متقاعدة تعاني أمراضا مزمنة تابعت الخبر عبر الفايسبوك فتنقلت مباشرة بحكم تواجدها بالقرب من المكان.
وبعد استيفاء كامل المسار والبروتوكول وكذا الأسئلة من قبل الفريق الطبي توجهت المعنية إلى جناح التلقيح وتلقت جرعتها، داعية الله أن يحفظ الجزائريين جميعا من كمل بلاء ووباء.
بدورها أفادت حورية. س موظفة في الثلاثينات من العمر أنّها مترددة نوعا وخائفة غير أن تطمينات أختها وأهلها بضرورة التلقيح جعلها تقدم على الآمر، خاصة في ظل كافة التسهيلات المتوفرة والاستقبال الجيد الذي حظيت به أثناء استفسارها عن الأمر.
ومن جانبه عبر مواطن كان مارا بالمكان عن عميق سروره بالانطلاقة القوية للتلقيح مشيرا إلى أنه مسجل في الأرضية منذ عدة أشهر وفي كل مرة يتردد على المؤسسة الجوارية يخبره العاملون أنه دوره لم يحن بعد، وقال: “الحمد لله أخيرا سأتلقى التلقيح غدا بحول الله سأحضر صباحا وأستفيد من جرعتي”.
شاب آخر وجدناه في عين المكان أثناء الفحص الطبي بدا مطّلعا على نوعية اللقاحات، حيث طلب من الأطباء تلقيحه بلقاح “استرازينيكا” بدل بقية اللقاحات مبررا ذلك بأنه اللقاح المعترف به في الدول الأوروبية الذي يغنيه عن الخضوع للحجر الصحي في حال سافر خارج البلاد.
المساءلة والفحوص الثلاثة.. أهم الخطوات قبل التلقيح
أكّدت عليلاش مريم، طبيبة تحدثنا إليها في فضاء كيتاني، أن أول ما تبادر إليه الفرق الطبية قبل تلقيح أي شخص هو نقل معلوماته الشخصية جيدا “الاسم واللقب والعنوان ورقم الهاتف” وفق ما تظهره البطاقة الوطنية الشخصية ووفق ما يدلي به من تصريحات، تليها المساءلة الخاصة بطبيعة الأمراض التي يعاني منها وما إذا أصيب بفيروس كورونا ومنذ متى وغيرها من الأسئلة الروتينية المتعلقة بنوعية الأدوية التي يتناولها ليتم الانتقال بعدها إلى 3 فحوص أساسية هي قياس درجة الحمى في الجسم وقياس الضغط الدموي لديه وكذا قياس نسبة التشبع بالأوكسجين التي يجب أن تتراوح بين 92 -97 .
ويتلقى الأشخاص الملقحون الجرعة الثانية من اللقاح الصيني بعد مرور 21 يوما فيما تكون الجرعة الثانية للقاح البريطاني “استرازينيكا” بعد 8 أسابيع.
وأجمع الأطباء المتواجدون في هذا الفضاء أن لقاح استرازينيكا يقدم للفئات التي يزيد عمرها عن 55 عاما فيما يقدم اللقاح الصيني “سينوفارم” للشباب الذين يقل عمرهم عن ذلك وفق ما تشير إليه توصيات الأمم المتحدة والجهات الوصية في الجزائر.
بن عمارة: فضاءات التلقيح مفتوحة من الثامنة صباحا إلى السادسة مساء
أكّد بن عمارة خالد المدير العام للمؤسسة الصحية الجوارية باب الواد التي تضم 21 وحدة صحية عبر 5 بلديات تابعة للمقاطعة الإدارية باب الوادي تعزيز عملية التلقيح ضد كورونا بشكل قوي جدا في إطار الحملة التحسيسية التي تقوم بها مؤسسته إلى جانب السلطات الوصية عن القطاع من خلال توسيع رقعة الحملة لتشمل مختلف البلديات ومختلف الفئات والأعمار، مشيرا إلى تسجيل تجاوب كبير من قبل المواطنين الذين حضروا إلى عين المكان دون تسجيل وعبروا عن رغبتهم في تلقي اللقاح.
وأوضح بن عمارة خالد أنّ أبواب فضاء التلقيح في كيتاني مفتوحة من الثامنة صباحا إلى غاية السادسة مساء، من أجل تسهيل إمكانية التلقيح لجميع المواطنين بما فيهم العاملين سواء أثناء استراحة الغذاء أو مساء بعد نهاية الدوام.
وكشف المدير العام للمؤسسة الصحية الجوارية باب الواد عن تلقيح 4 آلاف شخص على مستوى الدائرة الإدارية، فيما بلغ عدد الملقحين يوم أمس إلى غاية منتصف النهار حوالي 60 شخصا.
وعن اختيار كيتاني بالتحديد كفضاء للتلقيح أفاد بن عمارة خالد أنّ الأمر مدروس وراجع إلى طبيعة الحي الشعبي لباب الوادي وكثافته السكانية وكذا الإقبال الشديد عليه من مختلف مناطق الوطن، كما أنّ كيتاني تعد واجهة بحرية يزداد الإقبال عليها في الصيف بما يزيد ويسهل عملية التلقيح من قبل جميع المارين من المكان، فليس شرطا أن يكون الملقح من باب الوادي.
وأضاف بن عمارة أنّ المريض يخضع لبروتوكول خاص حيث يمر على الفحص الطبي من اجل الوقوف عن قرب على حالته الصحية والأمراض التي يعاني منها وبعدها يسجل في الأرضية الرقمية وبعدها يمر للتلقيح وينتظر مدة 30 دقيقة إلى حين التأكد من عدم وجود أية أعراض جانبية.
فورار: فضاءات جوارية للتلقيح عبر 20 ولاية
وبدوره أكد جمال الدين فورار الناطق الرسمي للجنة رصد وتفشي فيروس كورونا خلال إشرافه على انطلاق عملية التلقيح في الفضاءات الجوارية بساحة كيتاني يوم أمس أن العملية ستتبع في الأيام المقبلة بفضاءات مماثلة عبر 20 ولاية.
وبرّر فورار لجوء السلطات الصحية إلى هذا البديل من المرافق بالنظر إلى قربه من المواطنين بغية تسريع وتيرة التلقيح وتقريبه من المواطن، حتى بالنسبة لغير المسجلين في الأرضية الرقمية وأن الحصول على اللقاح في هذه الفضاءات لا يشترط الإقامة في المنطقة أو التسجيل المسبق في الأرضية الرقمية.
وكشف فورار عن استقبال الجزائر كميات معتبرة من اللقاح نهاية الشهر الجاري وخلال شهري جويلية وأوت المقبلين، حيث استفادت الجزائر إلى غاية الآن من مليوني جرعة لقاح على أن تتعزز قريبا جدا بحوالي 3 ملايين جرعة ليصل العدد الإجمالي إلى 5 ملايين جرعة.
قد يهمك ايضاً
المعدل اليومي للإصابات لفيروس كورونا في الجزائر اليوم الأثنين 31 مايو / أيار 2021
المعدل اليومي للإصابات لفيروس كورونا في الجزائر اليوم السبت 29 مايو / أيار 2021
أرسل تعليقك