أسست قناة "ناشونال جيوغرافيك" منزلًا يشبه كوخ الإسكيمو، كأول منزل للبشر على سطح المريخ، في إطار أبحاثها لمسلسل جديد عن الكوكب الأحمر، وتم بناء الكوخ حاليًا في لندن باستخدام مواد أقرب إلى تلك الموجودة على المريخ.
ويُعرض الكوخ في افتتاح مرصد غرينتش الملكي من 10-16 نوفمبر/ تشرين الثاني، واستند على مشاورات واسعة مع علماء الفلك في المرصد، وستيفن بيترانيك مؤلف كتاب "كيف نعيش على المريخ"، وهو مستشار أيضا في المسلسل الجديد. وشُيد المنزل على مدى عدة أشهر من قبّل شركة Wild Creations، ويأتي الكوخ على شكل قبة مبنية من تربة المريخ مع أجزاء من مركبة فضائية مُعاد تدويرها بما في ذلك مدخل مُغلق مزدوج للهواء، وصُمم المنزل لحماية المستوطنين المبكرين على المريخ من الغلاف الجوي ودرجات الحرارة التي تصل إلى التجمد، ويشمل الإطار الخارجي للمنزل على جزء شفاف، للرؤية وأجنحة كبيرة للإرسال والاستقرار.
وصُمم المنزل ليوضع في أودية البحارة الواسعة، الممتدة على طول خط الاستواء في المريخ، وتأتي الجدران بسُمك 10 أقدام للحماية من البيئة المريخية القاسية، والتي تشمل درجات حرارة منخفضة تصل إلى "-70 درجة مئوية"، فضلًا عن الإشعاع الكوني والغلاف الجوي الرقيق، ويكشف المسلسل أن الطاقم طور مستعمرة المريخ الأولى باسم "أوليمبوس تاون"، والتي ستقع على سفوح جبل أوليمبوس مونس أعلى جبل على كوكب المريخ، وتوفر أنابيب الحمم الموجودة تحت الأرض مأوى وحماية من الإشعاع الكوني، ويشير نص المسلسل إلى أن المستوطنين الأوائل يمكنهم تأسيس موائل أنبوبية تحت الأرض، وبمرور الوقت يمكن للبعثات المستقبلية تقديم مواد إضافية وبالتالي تتوسع المستعمرة.
واستوحى التصميم من قباب الجيوديسية لكمنستر فولر، بحيث تكون خفيفة الوزن ويضم هيكلها وحدات قابلة للنفخ، حتى يمكن توصيلها بما يشبه الممرات المرنة، وفي الوقت الحاضر تحدث الكثير من الخبراء من إيلون ماسك عما نستغرقه للوصول إلى الكوكب الأحمر، وينطوي حدث باسم "المسلسل العالمي" على مقابلات مع الخبراء مع عناصر السيناريو وعرضها على طاقم العمل، ويسافر رواد الفضاء الستة في المسلسل إلى وطنهم الجديد في صاروخ يطلق عليه "ديدالوس".
وأضاف المنتج التنفيذي للمسلسل "جوستين ويلكس"، قائلًا "هذه هي التكنولوجيا التي ربما يتم اختبارها في الأعوام الخمس المقبلة"، ويبدو شكل الصاروخ مماثلة إلى المركبة التي صممتها شركة سبيس اكس، فيما يعد إيلون ماسك الرئيس التنفيذي للشركة أحد خبراء المسلسل، وتوضح مصممة الإنتاج صوفي بيشر "الأفلام الأخرى ربما تقول دعنا نجعله جيد المظهر، لكننا نعني بوظيفة المركبة". وأردف مهندس النظم الفضائية روبرت براون "ديدالوس ليس لديه أجنحة، لكنه يعتمد على ديناميكية الهواء، إنه يشبه المكوك الفضائي".
وأخبر رون هوارد المنتج المنفذ للبرنامج الصحافيين، قائلًا "نهدف إلى العثور على مغامرة حقيقية للحياة ودراما التجربة الإنسانية، وفقًا لسيناريو مكتوب، ويتخلل الدراما لقطات وثائقية لتقديم تجربة قوية للجماهير، وأتمنى أن نحفز خيالهم، لإقناعهم بأن استكشاف الفضاء أمر هام وحتمي للتجربة الإنسانية".
وشملت مواقع إطلاق المركبة المجر والمغرب والقارة القطبية الجنوبية والولايات المتحدة، ويُخرج المسلسل إيفراردو جوت، ومن بين الخبراء الذين ظهروا في اللقطات الوثائقية إيلون ماسك ونيل تايسون والمؤلف أندي وير، وأوضح هوارد "أنها فرصة هائلة بالنسبة لنا نكرس لها كل طاقتنا على أمل المساعدة في تقديم عرض إبداعي وديناميكي للتليفزيون".
وأضاف المؤلف أندي وير "نريد أن نكون قادرين على الخروج من الأرض بشكل أفضل، قبل أن ننظر إلى المريخ". وأشار إيلون ماسك إلى أن "الأهم هو القدرة على إرسال عدد كبير من الناس، وملايين الأطنان من البضائع، ويسير مستقبل البشرية في اتجاهين إما أن نكون كائنات متعددة الكواكب، وترتاد الفضاء أن نظل عالقين على كوكب واحد حتى يحدث انقراض في نهاية المطاف، وبالنسبة لي ليكون المستقبل أكثر إثارة أفضل الخيار الأول".
وبذل فريق إنتاج المسلسل جهودًا مضنية لتأسيس السرد المكتوب ليتناسب مع العلوم في العالم الحقيقي، وعمل فريق كتابة السلسلة مع خبراء من القطاعين العام والخاص، لمعرفة كيف يمكن للعلم أن يخدم القصة، ومن حيث تصميم السلسلة اتجهت مصممة الإناج صوفي بيشر إلى وكالة ناسا وشركة سبيس اكس، لمساعدتها في تصميم سفينة الفضاء ديدالوس وأوليمبوس تاون أول مستعمرة بشرية على سطح المريخ، وبحثت المصممة دانيلا تشانسيو عن الأقمشة المستخدمة، لإنشاء بذلات فضائية أخف وزنا وأكثر قوة ومرونة ومقاومة للإشعاع لحماية رواد فضاء الغد.
ولم يقتنع نيل تايسون بأنه يجب إرسال البشر إلى المريخ، ويراهن على أن الأمر يحتاج جهد ومال أقل لمعرفة كيفية البقاء على قيد الحياة في ظل التهديدات التي تواجه الأرض، بدلًا من استعمار كوكب آخر للحفاظ على الأنواع المختلفة، مضيفًا "أعتقد أنه يجب علينا زيارة الكواكب كما تزور أي مكان لم تزره من قبل، لكننا تطورنا على الأرض لنعيش عليها"، وأوضح روبرت زوبرين رائد الفضاء ورئيس جمعية المريخ "إذا أعلن الرئيس المقبل عن التزامه بإرسال البشر إلى المريخ في ربيع 2017 فربما نصل هناك في نهاية فترة ولايته الثانية".
وأشارت ناشونال جيوغرافيك إلى أن " فيلم المريخ يمزج بين كونه فيلم روائي طويل، بجانب مقابلات وثائقية مع ألمع العقول في العلم الحديث والابتكار مع تسليط الضوء على فكرة أن البحث والتطوير، يخلق تكنولوجيا الفضاء التي من شأنها تمكين محاولتنا الأولى في مهمة إلى المريخ"، وفي عام 2033 من المتوقع أن تصبح البعثات الإنسانية للمريخ حقيقة واقعة.
أرسل تعليقك