لندن ـ كاتيا حداد
يرغب الكثير من الناس في تناول "البيتزا" أو الكعك أو "البرغر" بدون الشعور بالذنب. واستطاعت شركة "بروجكت نورشد" أن تكتشف السبل التي تسمح للأشخاص القلقين بسبب السعرات الحرارية أو يعانون من مشاكل صحية بتناول وجبات الطعام دون القيود.
وتأتي هذه السبل على شكل سماعة أذن الواقع الافتراضي التي تعطي للمستخدم فرصة الدخول في عالم أخر، حيث يستطيع شم رائحة الطعام وتذوقه بدون أن يأكله بالفعل. وقد صُممت هذه التجربة المستقبلية الراقية في مختبر "كوكيري" في لوس أنجلوس واستوحت من مشهد فليم "هوك" عام 1991، التي يظهر فيه الممثل "بيتر بان" يتعلم استخدام مخيلته لرؤية الطعام على الطاولة الفارغة أمامه.
ويعتقد مؤسس مختبر "كوكيري" جينسو آن، أن المشروع يمكن أن يكون طريقة رائدة جديدة في تناول الطعام، وقال: " لقد اُصبت بخيبة أمل من حقيقة أن طريقتنا في الأكل لم تتغير كثيرًا منذ بداية الزمن، اذ كنت أرغب في أن يدرك الناس أنه ليس فرضًا عليهم أن يتبعوا أجدادهم في طرق التغذية، وأريد أيضا أن أوضح أنني لا أريد لهذه التقنية أن تحلَّ محل الطريقة التي نتناول فيها الطعام، ولكنها مجرد بديل اخر."
ولا تعطي التقنية الجديدة الى مستخدمها فرصة تخيل الشوك والسكاكين والمناديل والطعام فقط، ولكنها تصل الى اطلاق رائحة للطعام وتشكل الاواني بطريقة ثلاثية الأبعاد. وسيكون على المستخدم وضع السماعة التي تبدو مثل القطعة الفنية على عينيه كي ينغمس في الاحساس بتناول طعام لذيذ.
ويربط حول عظام الرقبة محوِّل لمحاكاة المضغ، ويرسل صوت المضغ من الفم الى طبلة الاذن باستخدام الانسجة والعظام، وتبدأ بعدها روائح الطعام بالظهور باستخدام الموجات فوق الصوتية والحرارة.
وتحتوي التقنية أيضا على اناء مع اجهزة استشعار تتعقب حركة الانسان حتى تترجمها في العالم الافتراضي. ومع الأكل هناك محاكاة للشرب أيضا، وتتضمن حزمة الطعام مكعبًا صغيرًا من الطعام ثلاثي الابعاد الذي يُعتبر بمثابة وسيلة للتعبير عن الطعم والملمس والثبات.
ولا يساعد هذا المفهوم الجديد على انقاص الوزن فقط أو الأشخاص الذين لديهم حاسية، ولكنه مفيد للمرضى الذين يتعافون من اضطرابات الاكل وكبار السن، وهو مفيد أيضا لمساعدة الأطفال على تعليم كيفية تناول الطعام الصحي، ويسمح لرواد الفضاء بالاستمتاع بالأطعمة المفضلة لديهم في مهماتهم في الفضاء.
وتفسر الشركة ذلك بأن "لدينا تصوُّر بأن الوجبة تعتمد على المدخلات الحسية المختلفة المستمدة من مرئيات ونكهات وروائح وقوام واتساق والتغذية الراجعة السمعية لما نأكله، ومن خلال عزل مختلف المركبات واعادة تكوين ملامحها نستطيع تحويلها الى الواقع الافتراضي وننشر الروائح والإحساس السمعي لمحاكاة مدهشة للتجربة."
ويتطلب المشروع وحدات ورقية وتحميل قرصًا لفيديو 360 درجة مقابل 59.8 دولارًا أميركيًا تقريبا، على الهاتف الذكي الخاص بالمستخدم للاستمتاع بتجربة تناول الطعام في الواقع الافتراضي، وستكون الاجهزة التي تحاكي احساس الاكل متاحة في وقت لاحق من هذا العام.
أرسل تعليقك