برزت قضايا تحكيم دولي ضد الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك، بعد فترة هدوء نسبي استمرت لنحو 3 سنوات، إحداها لمجمع “أو.أل.أل-OHL” الإسباني الذي يقاضي الجزائر دوليا لثالث مرة.
وفي السياق، باشرت شركة “بيتروسيلتيك البريطانية” المملوكة من طرف “ساني هيل” إجراءات رفع قضية تحكيم دولي ضد سوناطراك، وعلى الأرجح ستكون في الغرفة الدولية للتجارة بباريس، على علاقة بفسخ عقد تطوير محيط “إيزاران” الغازي بمنطقة عين تسيلة بولاية ايليزي.
وأعلنت سوناطراك قبل أسابيع فسخ عقد شركة بيتروسيلتيك البريطانية في مشروع تطوير حقل غاز بمحيط إيزاران (عين تسيلة) بولاية إليزي، مشيرة إلى أن هذه الخطوة جاءت كممارسة لحق سوناطراك في فسخ العقد بعد أن طلبت دون جدوى من الشركة البريطانية الامتثال لالتزاماتها التعاقدية، من منطلق أن الإنتاج في الحقل كان مبرمجا في سنة 2017 لكن ذلك لم يحدث.
وألمحت سوناطراك في بيان سابق لها إلى أن عملية فسخ العقد تمت باحترام تام لمضمونه لا سيما البنود التي تعترف بهذا الحق، أي الحق في فسخ العقد، وهو إشارة واضحة لاستعداد الشركة لخوض معترك تحكيم دولي بكل ثقة.
وحسب وسائل إعلام بريطانية فإن أنجيلو موسكوف، وهو رجل اعمال بلغاري مالك شركة بيتروسلتيك لدولية المملوكة لمجمع “ساني هيل”، يعتقد أن ما قامت به سوناطراك غير قانوني وقد باشر إجراءات رفع قضية تحكيم دولي وهو بصدد استشارة عدد من مكاتب المحاماة المرموقة لتقييم ومباشرة إجراءات التقاضي ضد الشركة الوطنية.
ووفق المصدر ذاتها، فإن هذه الخطوة لن تكون سهلة بالنظر للإخلال الواضح لشركة بيتروسلتيك في الالتزام بالبنود التعاقدية للمشروع الذي يعاني من تأخر مفضوح سببه الشركة المسؤولة عن تطويره.
ثالث تحكيم دولي ضد الجزائر من مجمع “أو.أش.أل-OHL” الإسباني
من جهة أخرى، اختار مجمع “أو.أش.أل” الإسباني قبل أيام اللجوء إلى الغرفة الجدولية للتجارة بباريس المتخصصة في قضايا التحكيم الدولي، ضد الشركة الوطنية للمحروقات، في قضية شركة “فيرتيال” للأسمدة بولاية عنابة، التي يحوز 49 بالمائة منها، بينما تستحوذ سوناطراك عبر فرعها أسميدال على 34 بالمائة، و17 بالمائة لرجل الأعمال علي حداد المسجون بقضايا فساد.
ووفق ما تسرب من محيط مالك مجمع “أو.أش.أل-OHL” الإسباني، خوان ميغال فيار مير، ونقلته وسائل إعلام إسبانية قبل أسبوعين، فإن الخطوة تهدف إلى مطالبة سوناطراك بالامتثال لاتفاقية شراء 49 بالمائة من حصة شركة “فيرتيال” للأسمدة التي يحوزها الطرف الإسباني، بموجب ما قال إنه اتفاق تم التوصل إليه في مارس 2019.
وكان مجمع “أو.أش.أل-OHL” قد توصل في مارس 2019 إلى اتفاق مع شركة سوناطراك يقضي بشراء الشركة الوطنية للمحروقات لحصة الطرف الاسباني المقدرة بـ 34 بالمائة، إضافة لحصة رجل الأعمال المسجون علي حداد المقدرة بـ 17 بالمائة، وهذا لصالح شركة “أسميدال” المملوكة لسوناطراك.
وجاء هذا الاتفاق في أعقاب صفقة سبقته بأيام قليلة أبرمت بين المجمع الإسباني – الإسباني ورجل الأعمال علي حداد، نصت على شراء علي حداد لحصة الطرف الإسباني المقدرة بـ 49 بالمائة، ليصبح هو صاحب الأغلبية في الشركة المتخصصة في إنتاج الأسمدة (الأمونياك) بـ 66 بالمائة، بالنظر لحصته بالمقدرة بـ 17 بالمائة.
ويتحدث المجمع الإسباني عن 129 مليون أورو، هي قيمة حصته المقدرة بـ 49 بالمائة في شركة أسميدال، إضافة إلى 20 مليون أورو ينتظرها المجمع كأرباح سنوية.
وسبق لمجمع “أو.أش.أل-OHL” الإسباني أن رفع قضيتي تحكيم دولي ضد الجزائر، الأولى تتعلق بإنجاز المركز الدولي للاتفاقيات بولاية وهران، وكانت ضد شركة سوناطراك حين طالبها بنحو ربع مليار دولار كتعويضات، والثاني ضد الوكالة الوطنية للطرق السريعة بخصوص مشروع الطريق السيار الاجتنابي الثاني للعاصمة الرابط بين بودواو وزرالدة.
قد يهمك ايضاً
سوناطراك تتمدد في ايطاليا على حساب شمال أوروبا وليبيا
المدير العام لسوناطراك الجزائري يستقبل الرئيس التنفيدي لمؤسسة النفط الليبية
أرسل تعليقك