أكد النائب عن كتلة "فتح" البرلمانية أحمد أبوهولي أنَّ تأليف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحكومة اليمين المتطرفة، التي ترفع شعار مزيد من الاستيطان والتهويد في الضفة الغربية وحصار قطاع غزة، بالإضافة إلى أنَّها لا تعرف من عملية السلام سوى شعارات تُردد دون عملية حقيقية على الأرض تستوجب وقفة تقييم حقيقية من المستويات الفلسطينية كافة.
ولفت أبوهولي في حديثه مع "العرب اليوم " إلى أنَّ المباركة الأميركية لهذه الحكومة المتطرفة، وما صرحت به الإدارة الأميركية بأنَّ "عملية السلام تساوي صفر" هو بمثابة ناقوس خطر للنظام الفلسطيني والفصائل الفلسطينية للتأمل في المتغيرات المتسارعة في الداخل الفلسطيني بالإضافة للمتغيرات الإقليمية والعالمية لأنَّ هذه المتغيرات لم تشهدها القضية الفلسطينية من قبل.
وأضاف: يوجد انسداد حقيقي في الأفق السياسي الفلسطيني، وحكومة يمينية إسرائيلية متطرفة لن تعطينا شيء، وحديث عالمي يشير إلى أنَّ عملية السلام أصبحت ميتة، يُحتم علينا كشعب وقيادة وفصائل فلسطينية من مراجعة أمورنا الداخلية، هل يبقى الانقسام الفلسطيني هدية مجانية للذين لا يريدون عملية سلام حقيقية ولا يريدون أن يعطونا حقوقنا الفلسطينية.
وشدد أبوهولي على ضرورة تحديد المسار الفلسطيني في هذه الفترة بالذات، التي من هدفها تقوية صمود المواطن الفلسطيني الذي يحتاج منا أن نقول له نحن في الاتجاه الصحيح وأن نقول له فعلا لدينا رؤية حقيقية.
وأشار أبوهولي إلى أنَّ الرئيس محمود عباس "أبومازن" والقيادة الفلسطينية لن ترضخ للموقف الإسرائيلي بمزيد من الاستيطان ومزيد من الحواجز ومزيد من الحصار على قطاع غزة، مشيرًا إلى أنَّ الرئيس الفلسطيني أكد أنَّ الرؤية الفلسطينية لن تتغير إن أرادوا أن يجلسوا على طاولة المفاوضات فعليهم وقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى وتحديد جدول زمني لإنهاء الاحتلال.
وشدد أبوهولي على أنه لا يجوز أن تقف عجلة التاريخ على حكومة يمينية متطرفة، منوهًا بأنَّ الدبلوماسية الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس عباس ستكون أكثر قوة من خلال معركتها الخارجية، ومعركة اكتساب مزيد من النقاط لصالح الدولة الفلسطينية الواعدة.
وتابع: هذه الحكومة تعلن صباحا ومساء أنها لن تعطينا شيء ولن تعطي الشعب الفلسطيني حقوقه ولا تريد السلام، وعلى العالم أن يقف أمام مسؤولياته كما كسب الرئيس نقاط في الأوقات السابقة. وبيَّن أنَّ إحياء الذكرى الـ67 للنكبه يؤكد أنَّ الشعب الفلسطيني لازال حيًا ولا زال قويًا.
وبشأن المصالحة، أوضح أبوهولي أنَّ المواطن الفلسطيني أصبح لا يثق بأي شيء يتعلق بالمصالحة وأنَّه من الواضح أنَّ الوحدة الفلسطينية أصبحت تحتاج إلى خطوات عملية حقيقية، لافتًا إلى أنَّ ملف المصالحة مازال عالقًا مكانه دون أي تقدم.
ودعا أبوهولي لتمكين حكومة التوافق الفلسطينية في المحافظات الجنوبية لأنَّها هي الخطوة الأولى لتنفيذ اتفاق المصالحة بناءً على تفاهمات القاهرة واتفاق الشاطئ، مضيفًا: إذا تمكنت الحكومة من ممارسة دورها وحصر الموظفين وأن يكون هناك لجنة إدارية وقانونية نستطيع أن نقول فعلًا يوجد خطوات حقيقية للمصالحة.
واعتبر أنَّ استمرار الوضع على ما هو عليه سيجعل المواطن الفلسطيني يعاني من أزمة ثقة واغتراب سياسي، مشددًا على أهمية أن تقوم القيادة الفلسطينية وحركة "حماس" بالتوجه بشكل حقيقي لتنفيذ المصالحة وما تم الاتفاق عليه مسبقًا.
ولفت أبوهولي إلى أنَّ المواطن والقضية الفلسطينية ليسوا بحاجة للقاءات جديدة، فالمواطن الفلسطيني حفظ عن ظهر غيب بنود اتفاق القاهرة وقطر ومكة وتفاهمات الشاطئ، وكل يوم يتابع التصريحات التي تتحدث عن مصالحة، مؤكدًا أنَّ المواطن الفلسطيني يحتاج إلى خطوات عملية.
وبشأن اندلاع انتفاضة ثالثة، نوه أبوهولي إلى أنَّ هذا الأمر له مؤشرات، إذ أنَّ الشعب الفلسطيني اعتاد دائمًا أنَّه عندما يقول كلمته لا يتراجع، وأنَّ كل ما هو موجود الآن من تراكمات سلبية ليست في صالح المواطن، وأنَّ المواطن الفلسطيني عندما يريد أن يقول كلمته لن يشاور أحد.
وأضاف: أنا من أوائل الناس الذين تم اعتقالهم في الانتفاضة الأولى، والناس كانوا آنذاك بمستوى اقتصادي أفضل من الآن، إلا أنَّ الشعب الفلسطيني انتفض بكامل أطيافه للمطالبة بحقوقه وأهمها العيش بكرامة وحرية بكثير، إذ استطاع الشعب الفلسطيني بصموده أن يُدخل مصطلح الانتفاضة لجميع لغات العالم.
ولفت أبوهولي إلى أنَّ انسداد الأفق والحصار الموجود والحواجز ومصادرة الأراضي الفلسطينية ومزيد من الاستيطان ومزيد من تهويد القدس كل هذه النقاط والمؤشرات تبشر بأنَّ الشعب الفلسطيني ستكون له ردة فعل مفصلية على كافة الجوانب.
وطالب أبوهولي المجتمع الدولي للعمل على إيجاد ورعاية عملية سلام حقيقية تتضمن للشعب الفلسطيني حقوقه وتكبح الجبروت والتغطرس الإسرائيلي، وأن يقف مع المظلوم وليس الظالم، داعيًا لتنفيذ المصالحة باتفاق حقيقي يضمن للشعب رفع الحصار وإعادة الإعمار بالإضافة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وناشد أبوهولي الدول العربية والإسلامية الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني لأنَّه الصراع الحقيقي الذي سيكفل الهدوء للمنطقة في حال التوصل لحل عادل، مشددًا على أهمية الدعم العربي والإسلامي وأنَّه سيكفل وجود عمق عربي وإسلامي.
أرسل تعليقك