مدريد ـ أ.ش.أ
في العصر الحديث أصبحت حسابات التسويق وأموال شركات الدعاية والرعاة من أهم عوامل كرة القدم وهو ما أفسد جماليتها إلى حد ما ، فمن يمتلك الأموال يمتلك أفضلية في سوق الانتقالات ، إضافة إلى آلة إعلامية جبارة تصنع منه بطلا ، ولكنها دائما ما تفشل في شراء التاريخ والألقاب .
بالطبع لا تنطبق حسبة التاريخ هذه على النادي الملكي ريال مدريد الأكثر تتويجا في دوري الأبطال والذي ارتدى قميصه أساطير الكرة العالمية على مر التاريخ، ولكن تغيرت أولويات إدارته الآن في سوق الانتقالات ، حيث أصبح العامل الأساسي في اختيار النجوم هو مدى قيمته التسويقية والدعائية بغض النظر عن ما يقدمونه من أداء فني على أرض الملعب وتناسب عطائهم مع المبالغ المصروفة من أجل جلبهم .
ويرى موقع "يوروسبورت" أن نموذج فلورنتينو بيريز هو الأبرز في الساحة العالمية والمثال الأوضح في تفضيل التسويق على القيمة الفنية ، فمن ينفق 100 مليون يورو من أجل التعاقد مع لاعب بقيمة جاريث بيل بغض النظر عن دراسة ما سوف يقدمه ويضيفه من قيمة فنية لتشكيلة الفريق فهو رجل لا يلقي بالا للحسابات الفنية .
ولم يكتف بيريز بذلك .. ولكنه فاجئ الجميع بإنفاق 80 مليون يورو في صيف العام الماضي من أجل التعاقد مع جيمس رودريجيز هداف كأس العالم الأخير ، وهو المبلغ الذي لا يتناسب على الإطلاق مع قدرات اللاعب ، رغم الاعتراف بأدائه الرائع .
ويضاف إلى خطايا بيريز أنه قرر الاستغناء عن الجناح الأرجنتيني المتألق أنخيل دي ماريا رغم تألقه اللافت في مونديال البرازيل مع منتخب بلاده وقيادته لراقصي التانجو حتى التأهل إلى النهائي بمعاونة ليو ميسي ، إضافة إلى دوره البارز في إحراز لقب دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي ، ولكن كانت حسابات التسويق هي الشاغل الأكبر لبيريز .
لم يكن الاستغناء عن دي ماريا هو الخطيئة الأولى لرجل الأعمال المدريدي ، ولكن سبق أن فعلها مع صانع الألعاب الألماني مسعود أوزيل في صيف 2013 ، وتركه يغادر النادي الملكي متجها نحو العاصمة الانجليزية لندن من أجل تعويض ما أنفقه في صفقة بيل التي لم تؤتي بالثمار المطلوبة حتى يومنا هذا .
الحسبة الدعائية أدت إلى المحصلة الصفرية هذا الموسم بامتياز.. فلم يفكر بيريز في جلب رأس حربة يعاون الفرنسي بنزيمة حتى اضطر إلى التعاقد مع بديل مانشستر يونايتد تشيشاريتو في صفقة هي الأكثر غرابة في الميركاتو الصيفي .
وكانت النتيجة أن خرج الريال خالي الوفاض بعد أن خرج من كأس أسبانيا ومن المربع الذهبي لدوري الأبطال واقترب من خسارة الليجا بعد أن اتسع الفارق مع برشلونة المتصدر إلى أربع نقاط قبل جولتين من نهاية المشوار .
أرسل تعليقك