اعلن قائد ولاعب وسط برشلونة بطل الدوري الاسباني لكرة القدم تشافي هرنانديز اليوم الخميس رحيله رسميا عن الفريق الكاتالوني في نهاية الموسم للانضمام الى نادي السد القطري، مؤكدا ان هدفه هو "العودة الى البيت" في برشلونة.
وقال تشافي (35 عاما) في مؤتمر صحافي وعيناه تدمعان: "يجب أن أرحل، أعتقد أنها أفضل لحظة للرحيل" مشيرا الى انه وقع عقدا لمدة عامين مع النادي القطري مع إمكانية التمديد لعام ثالث.
وأكد تشافي "ان قرار الرحيل كان صعبا"، مضيفا "هدفي هو العودة الى هنا الى برشلونة" كمدرب او مدير رياضي".
واوضح تشافي ان انتقاله الى السد "لن يمكنني فقط من مواصلة اللعب ولكن بإمكاني تكوين نفسي كمدرب او مدير رياضي".
وجدد تشافي انه على الرغم من انه اتخذ قرار الرحيل منذ أشهر عدة فان "ذلك لم يكن سهلا"، وقال "في الاسابيع الاخيرة، تقدم برشلونة لي بعرض لتجديد عقدي جعلني أتردد كثيرا" مشيرا الى انه كان بامكانه البقاء مع النادي حتى عام 2018.
وبانتقاله الى السد، سيطوي تشافي صفحة 17 موسما مع برشلونة حيث احرز صانع الالعاب الاسطوري جميع الالقاب الممكنة.
ومنذ بداياته الرائعة مع برشلونة عام 1998 خاض تشافي حتى الان 764 مباراة رسمية (85 هدفا) مع برشلونة (رقم قياسي).
وفاز تشافي للتو مع برشلونة بالدوري الاسباني للمرة الثامنة رافعا رافعا رصيده الى 23 لقبا في مختلف المسابقات مع الفريق الكاتالوني ليصبح بالتالي اكثر اللاعبين احرازا للالقاب في تاريخه.
ويستطيع تشافي رفع رصيده من الالقاب الى 25 لقبا في حال تمكن فريقه من احراز كأس اسبانيا نهاية الشهر الحالي ودوري ابطال اوروبا في 6 حزيران/يونيو المقبل.
من جهته، اكد السد رسميا انضمام تشافي الى صفوفه اعتبارا من الموسم القادم مشيرا في موقعه الرسمي انه سيتم الاعلان عن تفاصيل التعاقد في مؤتمر صحافي يعقد في وقت لاحق.
وبات تشافي اللاعب الاسباني الثاني الذي ينضم الى صفوف السد بعد راوول غوانزاليز الذي لعب معه عامي 2013 و2014 وحقق معه لقبي الدوري وكاس الامير.
وكان نادي السد اعلن انضمام تشافي الى صفوفه اواخر اذار/مارس الماضي قبل ان يعود وينفي ذلك.
وكان خواكيم هرنانديز والد تشافي اعلن اول من امس الثلاثاء ان نجله سينتقل الى نادي السد في نهاية الموسم الحالي.
وقال والد تشافي لاذاعة "كوبي" "حان الوقت لكي يقول تشافي وداعا".
واضاف "لقد فكر مليا قبل اتخاذ قراره. لقد تلقى عرضا مدهشا يسمح له بمواصلة ممارسة كرة القدم، وبالاستعداد لكي يصبح مدربا في المستقبل وان يرتاح بعض الشيء".
وكان عقد تشافي الذي امضى معظم الموسم الحالي على مقاعد البدلاء، سينتهي العام المقبل لكن النادي الكاتالوني كان واضحا في موقفه حيال لاعب وسطه الدولي السابق حين اكد بانه لن يقف في وجهه في حال قرر الرحيل.
"لقد استحق تشافي حق تقرير مستقبله"، هذا ما قاله رئيس برشلونة جوسيب ماريا بارتوميو في اذار/مارس الماضي عندما سئل عن التقارير التي تحدثت عن موافقة لاعب الوسط المخضرم على الانتقال الى الدوري القطري.
وجاء الاعلان عن توجه تشافي نحو الدوري القطري بعد تتويج برشلونة بلقب الدوري الاحد الماضي وقبل مرحلة على ختام الموسم بتغلبه على بطل الموسم الماضي اتلتيكو مدريد 1-صفر في معقله "فيسنتي كالديرون"، في ما يعتبر نهاية حقبة رائعة لتشافي الذي حصد لقبه الثامن في الدوري والثالث والعشرين خلال مسيرته الاسطورية مع النادي الكاتالوني والتي بدأت عام 1997 مع الفئات العمرية و1998 مع الفريق الاول الذي لعب معه الاحد مباراته رقم 505 في الدوري بعد دخوله في الدقائق الثماني الاخيرة بدل رفيق الدرب اندريس انييستا.
وكان دخول تشافي اعترافا من المدرب لويس انريكي الذي كان زميل الدرب في وسط النادي الكاتالوني خلال مسيرته كلاعب (1996-2004)، بحجم مساهمة هذا اللاعب في النجاح الذي حققه الفريق خلال الاعوام العشرة الاخيرة التي شهدت تتويجه بلقب دوري ابطال اوروبا 3 مرات.
ومن المؤكد ان تشافي الذي ساهم في جعل الفريق الحالي يتفوق على فريق الاحلام الذي قاد النادي الكاتالوني الى لقب الدوري 4 مرات متتالية بين 1990 و1994، يمني النفس بتوديع فريقه الازلي بلقب رابع له مع الفريق في دوري الابطال، وباحراز الثلاثية للمرة الثانية معه بعد موسم 2008-2009 بعد ان بلغ معه نهائي المسابقة القارية والكأس المحلية حيث يتواجه مع يوفنتوس الايطالي واتلتيك بلباو على التوالي.
وسيخوض تشافي الذي التحق ببرشلونة عام 1991 حين كان في الحادية عشرة من عمره، الاحد المقبل ضد ديبورتيفو لاكورونيا مباراته الاخيرة في "كامب نو" ليسدل في غضون اقل من عام الستار على مشوارين تاريخيين في مسيرته على صعيد الاندية والمنتخب الوطني الذي خاض معه الصيف الماضي مشاركته الاخيرة في مونديال البرازيل 2014.
ومن المؤكد ان تشافي لم يدون اسمه في تاريخ فريقه الازلي برشلونة وحسب، بل سيبقى عالقا في اذهان الجمهور الاسباني بأكمله بفضل تفانيه في المباريات الـ133 التي خاضها مع المنتخب من 2000 حتى 2014 ورغم خيبة مونديال الصيف الماضي في البرازيل.
لكن مستواه في الموسم الماضي مع فريقه برشلونة الذي خرج خالي الوفاض تماما على الصعيدين المحلي والقاري، ثم في المباراة الاولى من نهائيات البرازيل ضد هولندا (1-5) واقصائه عن تشكيلة المباراة الثانية ضد تشيلي (صفر-2)، كل ذلك اعطى مؤشرا على افول نجم لاعب الوسط بعد ان عجز عن الارتقاء الى مستوى المسؤولية التي اعتاد عليها، ما دفعه الى اعتزال اللعب عقب تنازل المنتخب عن اللقب العالمي بخروجه من الدور الاول.
وكان مونديال 2014 نهاية ملحمة رائعة فرض فيها ابن تيراسا الكاتالونية نفسه كأحد اعظم لاعبي الوسط في العالم بفضل الالقاب التي توج بها على صعيدي الاندية والمنتخب الوطني (بطولة العالم للشباب عام 1999 وكأس العالم عام 2010 وكأس اوروبا عامي 2008 و2010).
وما يتمناه تشافي الان ان يضع خلفه ما حصل الصيف الماضي من اجل توديع برشلونة بطريقة افضل من تلك التي ودع بها المنتخب وذلك من خلال رفع كأس دوري الابطال للمرة الرابعة في مسيرته بعد 2006 و2009 و2011 والكأس المحلية للمرة الثالثة بعد عامي 2009 و2011، قبل ان يلتحق بلاعبين كبيرين اخرين ودعا "كامب نو" هذا الموسم وهما قلب الدفاع كارليس بويول الذي اعتزل اللعب والحارس فيكتور فالديز المنتقل الى مانشستر يونايتد الانكليزي.
أرسل تعليقك