قال الرئيس السوداني عمر البشير اليوم (الخميس) إن منطقة أبيي المتنازع عليها مع دولة جنوب السودان سودانية وستظل كذلك.
وأضاف البشير، خلال مخاطبته حشدا جماهيريا بمدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان، والتى تتبع لها منطقة ابيى اداريا " ان ابيى سودانية وستظل سودانية، ولا تراجع عن ذلك".
ووعد البشير بربط المنطقة قريباً بشبكة الطرق القومية والتنمية والخدمات، وتعهد بإنهاء التمرد وتحقيق السلام في كردفان وإكمال النهضة.
وهاجم البشير متمردي الحركة الشعبية ، قطاع الشمال، الذين يقاتلون حكومة الخرطوم فى منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ، ووصفهم بأنهم "مأجورون" ويحاربون من أجل قضية ليست قضيتهم.
وأوضح البشير " رسالة واحدة نرسلها من هنا من الفولة للشباب المخدوعين الذين ما يزالون يحملون السلاح عليهم أن ينظروا للبرنامج الذي تطرحه الحركة الشعبية تحت مسمى السودان الجديد، عليهم ان يتعظوا بما حدث في جنوب السودان، لا نريد الخراب الذي حدث فى الجنوب أن ينتقل إلى هنا".
وتعهد البشير بالقضاء على التمرد فى كل مناطق كردفان ، والذى يحازى جنوب السودان، وحث قبائل المنطقة بوقف الاقتتال بينها، وتوفير طاقتها وتوجيهها ضد من اسماهم أعداء السودان.
وكان من المقرر ان يزور البشير منطقة ابيى خلال زيارته لولاية غرب كردفان، وذلك ضمن تطوافه على مدن السودان فى إطار حملته الانتخابية مرشحا لرئاسة الجمهورية عن حزب المؤتمر الوطني الحاكم، ولكن الزيارة ارجئت إلى وقت لاحق.
وتقع منطقة ابيى فى ولاية غرب كردفان السودانية، بين خطي عرض 30.4 - 11.5 غربا، وخطي طول 27.10 - 30 شرقا، في مساحة تقدر بـ 25 ألف كم مربع.
وتتبع منطقة أبيي إداريا لغرب كردفان، وتنتشر فيها ثلثا حقول النفط بالسودان والذي يبدأ شرقا بحقلي "شارف وأبو جابرة"، منتهيا بحقول "هجليج وبليلة".
وتبعد منطقة ابيي التماسية نحو 50 كم عن بحر العرب (نهر صغير بين الشمال والجنوب)، وهي منطقة يعيش فيها خليط من القبائل الأفريقية والعربية ومعظمها رعوية، وكل طرف يدعي سيادته التاريخية على المنطقة ويصف الآخرين "بالغرباء".
وترى الحركة الشعبية الحاكمة فى جنوب السودان ان ابيي كانت تابعة للجنوب لمديرية بحر الغزال قبل 1905، ولكنها ضمت من قبل الحاكم العام البريطاني لمديرية كردفان بشمال السودان بقرار إداري، وتطالب بإعادتها إلى الجنوب بقرار مماثل.
ولكن الحكومة السودانية ترى ان منطقة ابيي منطقة تمازج بين المسيرية والدينكا، على مدى حقب طويلة تتجاوز القرن السابق.
وتستند الحكومة إلى مذكرات وتقارير اعدتها الإدارة الاستعمارية البريطانية بأن قبيلة الدينكا نقوك المقيمة هناك ظلت على حرصها ومثابرتها بأن تكون إلى جانب المسيرية في شمال السودان.
وكان من المفترض اجراء استفتاء حول تبعية منطقة ابيى بالتزامن مع استفتاء جنوب السودان فى التاسع من يناير من العام 2011، الا ان الخلاف بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية حول تعريف الناخب الذى يحق له التصويت حال دون قيام الاستفتاء.
وأكثر نقاط الحساسية في تناول قضية ابيي، ان عددا مقدرا من أبناء المنطقة هم قيادات في الحركة الشعبية فى جنوب السودان ويتفاوضون باسمها، وفي المقابل تعتبر القبائل العربية (المسيرية والرزيقات) القاطنة في تلك المنطقة حلفاء إستراتيجيين لكل الحكومات التي تعاقبت على السودان، حيث كانت تلك القبائل تمثل حائط صد قوى في وجه حركات التمرد الجنوبية المسلحة، كما أن هناك عددا مقدرا من قيادات الجيش السوداني ينتمون إلى تلك القبائل.
شينخوا
أرسل تعليقك