نبطيّ يوسف زيدان رؤية خاصَّة لمرحلة سقطت من كتب التاريخ
آخر تحديث GMT07:13:02
 الجزائر اليوم -
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

(نبطيّ) يوسف زيدان رؤية خاصَّة لمرحلة سقطت من كتب التاريخ

 الجزائر اليوم -

 الجزائر اليوم - (نبطيّ) يوسف زيدان رؤية خاصَّة لمرحلة سقطت من كتب التاريخ

بيروت ـ غيث حمّور

يدخل الكاتب المصري الجدلي يوسف زيدان في روايته الثالثة عالم الأنباط، ليقدم وجه نظر خاصة عن علاقتهم مع العرب والبيزنطيين الروم والفرس، وعن الفتح العربي لمصر، وكما أثارت روايته (عزازيل) الكثير من الجدل في الأوساط الثقافية والاجتماعية والدينية، عبر تطرقها إلى خلاف المذهب المسيحي بشأن ألوهية المسيح، تثير روايته الجديدة (النبطي) الجدل بشأن حقيقة الوثيقة التاريخية التي اعتمدها زيدان في بناء حبكته الروائية. ويقسم (زيدان) روايته إلى ثلاثة حيوات (الحيوةُ الأولى شهر الأفراح، الحيوةُ الثانية صدمة الصحراء، الحيوةُ الثالثة أم البنين)، تعيشها بطلة الرواية (مارية) المسيحية المصرية بداية من شرق الدلتا، وصولاً إلى الجزيرة العربية، بعد زواجها من أحد العرب الأنباط. (مارية) التي تجاوزت سن الثامنة عشرة ولم تتزوج، تقبل من دون تردد بالزوج العربي النبطي الذي يأتي لخطبتها، بعد أن حولتها الحياة من فتاة مرحة إلى فتاة مسلوبة الروح. عندما يأتي الخطاب العرب تقع عينا (مارية) على شاب وسيم، يغض البصر، تفوح من رائحة العطر يسمى (النبطي) وتتمنى أن يكون خاطبها، ولكنها تتفاجأ بأن أخوه الأكبر (سلامة) ذو الحول الطفيف هو خاطبها، لتضطر مرغمة إلى القبول به. ويبدأ شهر الأفراح بمغادرة العرب الديار المصرية لتكملة تجارتهم على أن يعودوا بعد شهر لأخذ العروس، لتتوارد الأخبار عن عزم الفرس الخروج من البلاد، وأنهم سيمرون في كل كَفر وقرية ليخربوها قبل خروجهم، ليدخل (هرقل) وجنوده ليحلوا محلهم، فيسود الخوف في (الكَفر) ويتحول شهر الأفراح إلى شهر الترقب والخوف. ويعود العرب قبل موعدهم لأخذ العروس، ويؤكدون لأهل الكَفر أن هرقل اتفق مع ملك الفرس (كسرى) على الخروج من البلاد بسلام، ليضمن الروم لأنفسهم الضرائب من الأكفار والبلدات المصرية. وتقطع خلالها (مارية) الصحراء من الدلتا إلى الجزيرة العربية (جنوب البتراء) وتتعرف عبر هذه الرحلة على أخو زوجها (الهودي) الذي اختار اليهودية ديناً له، ولكن اليهود لم يقبلوه في دينهم تماما لأن أمه (أم البنين) ليست يهودية، وعلى (النبطي) الذي يدعي أن الوحي يأتيه ولكن يا ينشره بين الناس، وزوجها (سلامة) المسيحي، إضافة إلى (عميرو) ابن الهودي الذي يؤنسها خلال الرحلة ويتحدث معها. وتبدأ شخصية (النبطي) في الاتضاح بعد أن تسمع (مارية) كلامه مع (عميرو) وهو يتحدث عن الأنباط (أول من عرف الشعر والبلاغة، أول من اتخذوا الجبال بيوتًا)، كما يتحدث (سلامة) عن أخوه (النبطي) بأنه كان مدللاً، وأن والده كان يعلمه من دون باقي أولاده وناديه (النبطي)، وعندما كبر أصبح يعتلي جبال سيناء ليرى الآله على حد قوله. ولكن (النبطي) يشرح لـ(مارية) عن اللات التي جاءت بـ(ايل) من دون زوج، فيما يعرف لها (الهودي) عن الأنباط بقوله: الأنباط هم جماعة من العرب قديمة جدًا سموا بذلك لأنهم تفننوا في استخراج الماء وإنباطه من الأرض الجرداء، ومهروا في تخزين النازل منه في السيول، كانت لهم في الماضي مملكة كبيرة وملوك كثيرون، وكانوا يسكنون البادية التي بين الشام والجزيرة، عاصمة مملكتهم وقصبة بلادهم، هي الموضع التي نسكن اليوم فيه وفيه سوف تسكنين. وتبدأ بوصول (مارية) إلى ديار زوجها، لتغير (أم البنين) اسمها من (مارية) إلى (ماوية)، لنرى حياة (الأنباط) بداية من تراحلهم وتجارتهم، مروراً بطريقة معاملتهم الخاصة للمرأة التي تمثلها (أم النيني) التي يحترمها الجميع، ويعرج على الاستقلالية المالية لها، وانتهاءً بالقصص والأحداث التي تجري معهم. ومع انتشار الإسلام يدخل العديد من الأنباط في دين الإسلام منهم (سلامة) فيما يبقى (الهودي) على دينه، والنبطي على أفكاره، ويزور عمر بن العاص وزوجته (رانطة) ديار الأنباط يتفق معهم على الارتحال إلى مصر في جماعات صغيرة كي لا يلفتوا الأنظار لمساعدة المسلمين عند غزوهم لمصر في وقت لاحق. (ماوية) وزوجها (سلامة) آخر المغادرين للديار النبطية، ولكنها تحزن كثيراً لأن (النبطي) يرفض الارتحال معهم ويفضل البقاء، ويبرز ذلك الحزن في قولها: كان النبطي مُبتغاي من المبتدأ وحُلمي الذي لم يكتمل إلى المنتهى.. ما لي دوماً مستسلمةً لما يأتيني من خارجي، فيستلبُني .. أحَجَرٌ أنا، حتى لا يحركني الهوى، وتقودني أمنيتي الوحيدة؟، هل أغافلهم وهم أصلاً غافلون، فأعود إليه.. لأبقى معه ومعاً نموت ثم نولد من جديد.. هُدهُدَين؟. وأضفى الموضوع الذي اختاره زيدان لبناء الرواية على الجزأين (الأول والثاني) الكثير من رتابة في السرد، فحاجته لتحميل شخصياته الجزء التوثيقي من الرواية عبر المعلومات التاريخية والمكانية والتفاصيل الإنسانية للمرحلة التاريخية التي يتحدث عنها، ضرورة حتمية لاكتمال الصورة لدى القارئ، ولكن هذه الرتابة تحولت إلى تشكيلات فنية زخمة بالتفاصيل الحياتية والتي أضفت على الرواية رونقاً خاصاً، فانحسرت الجزء الوثائقي واتسع الجزء الفني والأدبي في سرده. لعل أكثر الأحداث جاذبية في رواية زيدان العائلة النبطية (عائلة أم البنين) المتنوعة ثقافيًا ودينياً، فنشاهد اليهودي أخًا للمسيحي والمسلم، وهم أولاد لنطبية تؤمن باللات، هذا التنوع الذي استخدمه الكاتب بمهارة ليعكس التاريخ من جهة وعلاقة الأديان والثقافات في ما بينها، وليقدم مرآة للحاضر، فنرى الصراعات الداخلية داخل العائلة على جميع المستويات (الفكرية والثقافية والحياتية). وانقسمت شخصيات الرواية إلى ثلاثة أنواع الأولى (المرجعية) والتي حمل التاريخ وأعادت سرده مثل (سلامة، النبطي، الهودي)، والثاني (الفنية) والتي بني عليها الحدث الدرامي مثل (أم البنين، ليلى، سارة، أم مارية)، والثالثة (تاريخية) استحضرها الكاتب لتقوم بتبرير أفعال أبطاله بداية من اعتناق الإسلام وانتهاءً بالارتحال إلى مصر ومن هذه الشخصيات (عمرو بن العاص، فروة ابن عمرو الجذامي، حاطب ابن أبي بلتعة). وكانت عناية الكاتب بالحوار ولغته جلية، حتى إنه أورد بعض الأجزاء التي كتبت على شكل الشعر، وذلك يعود إلى الزخم المعرفي الكبير الذي يقدمه على لسان الشخصيات (المرجعية) والذي تلافى حدته وجموده باستخدام لغة الحوار (السهل الممتنع) باعتماد الشعر في أحيان واعتماد اللغة البسيطة في أحياناً أخرى، فما كان للحوارات الحياتية والتي شارك فيها معظم شخوص الوراية وخاصة (الفنية) بعيدة عن التكليف والتصنع. واستطاع زيدان عبر رواية (النبطي) تحويل مجموعة من الأخبار التاريخية والقصاصات والأساطير إلى عمل روائية أدبي ممتع في مجمله، وقدم وجه نظر خاص لمرحلة تاريخية سقطت من كتب التاريخ وتناسها مؤرخوه. والجدير بالذكر أن رواية (النطبي) هي الثالثة لزيدان بعد (عزازيل) التي حازت على جائزة البوكر العربية 2010، ورواية (ظل أفعى).

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نبطيّ يوسف زيدان رؤية خاصَّة لمرحلة سقطت من كتب التاريخ نبطيّ يوسف زيدان رؤية خاصَّة لمرحلة سقطت من كتب التاريخ



GMT 11:20 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف
 الجزائر اليوم - موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria