ماردي لهرمان ملفيل مغامرات وخوارق لنقد الحضارة الغربية
آخر تحديث GMT07:13:02
 الجزائر اليوم -
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

"ماردي" لهرمان ملفيل: مغامرات وخوارق لنقد الحضارة الغربية

 الجزائر اليوم -

 الجزائر اليوم - "ماردي" لهرمان ملفيل: مغامرات وخوارق لنقد الحضارة الغربية

بيروت ـ وكالات

من المؤكد أنه لم يكن على خطأ ذلك الباحث الذي، بعدما قضى عقوداً طويلة من السنين في قراءة أعمال الكاتب الأميركي هرمان ملفيل الكاملة، وصل إلى استنتاج بسيط مفاده أن روايات صاحب «موبي ديك» هذا لم تكن كلها، في حقيقة أمرها، سوى أجزاء متتالية من سيرته الروحية. ولئن كانت رواية «موبي ديك» هي الأشهر بين أعمال ملفيل، فإنها - على أية حال - تبدو أمام القارئ، العمل الأقل استجابة لهذا البعد الذاتي الذي يتحدث عنه ذلك الباحث. مع هذا، من يقرأ «موبي ديك» ويغوص في تفاصيل حياة هرمان ملفيل، سيدهشه كمّ التفاصيل الفكرية والروحية بل الفلسفية والدينية أيضاً، التي تملأ صفحات الرواية بحيث يكاد القارئ ينسى أحياناً، إذ يعيش تفاصيل التفاصيل في هذه الرواية العظيمة، أنه حقاً أمام رواية، وليس في حقيقة أمره، أمام كتاب موسوعي في شؤون الطبيعة والفلسفة والحياة بأسرها. مع هذا، لا بد من القول هنا، وفي هذا السياق عينه إن «موبي ديك»، كما ذكرنا، ليست الرواية التي عبّر فيها هرمان ملفيل عن ذاته بأفضل ما فعل في أية رواية أخرى من رواياته. فالحقيقة أن رواية ملفيل المعنونة «ماردي» وكانت روايته التي كتبها قبل «موبي ديك» بسنوات قليلة، هي الأكثر استجابة لهذا البعد، وهي التي تتسم بالأسلوب الأكثر سخرية والأكثر شمولية من بين أعماله الروائية جميعاً، إلى درجة أن بطلها الذي لا اسم له (باستثناء الاسم الذي يختاره لنفسه معرّفاً ذاته إلى ملوك جزر الجنوب حين يزعم أمامهم انه «إله الشمس»، وهذا الاسم هو تاجي)، يبدو قرين الكاتب، إن لم يكن في تفاصيل حياته ومغامراته، فعلى الأقل في أفكاره، ولا سيما خلال القسم الثاني من الرواية. > أنجز هرمان ملفيل كتابة رواية «ماردي» في عام 1849، وهي كانت ثالث رواية يكتبها منذ استقرت حياته بعض الشيء أواسط عقد الأربعينات من القرن التاسع عشر، إذ نعرف أن هرمان ملفيل حين بلغ السادسة والعشرين من عمره حطّ رحاله في نيويورك، حوالى عام 1846، حيث تزوج ثم أنجب أبناء خلال حقبة يسيرة من حياته، كانت تلك التي انصرف فيها إلى الكتابة بجدية وكثافة. ولئن كان هذا الكاتب الرائد في مضمار الأدب الروائي الأميركي سيواصل ممارسة الكتابة حتى السنوات الأخيرة من حياته، فإن عقد الأربعينات كان هو عام النشاط الفاصل، الذي بدأه عام 1846 بنشر «تايبا» أولى رواياته، لينشر في نهايته، بل تحديداً في عام 1851 روايته الكبرى «موبي ديك». واللافت أن الجمهور الذي كان تابع بشغف الروايات الأساسية لتلك المرحلة وهي على التوالي «تايبا» و «أومو» و «ماردي» و «ريبورن» و «السترة البيضاء»، وصولاً إلى «موبي ديك»، هذا الجمهور راح ينصرف عنه في شكل لم يكن في إمكان أحد أن يتوقعه أمام النجاحات الكبيرة التي كانت تلك الروايات قد حققتها حين صدور كل واحدة منها، ولا سيما لدى النقاد والصحافة التي كان بعضها يكتب من شدة حماسته أن «الأدب الأميركي قد ولد حقاً أخيراً مستقلاً عن الأدب الإنكليزي». طبعاً، يمكننا أن نرى اليوم أن مثل هذا الحكم كان يحمل مقداراً لا بأس به من المبالغة، لكنه يكفي لإثارة دهشتنا أمام الجحود اللاحق الذي سيكون من نصيب أعمال ملفيل التالية، لا سيما بعد صدور «موبي ديك» ووصول أسلوب الكاتب إلى أعلى درجات التعقيد والتفصيل والترميز. ونعرف طبعاً أن ملفيل كتب كثيراً بعد ذلك ولكن، من الواضح أن أعماله الكبرى كانت أضحت وراءه. > مهما يكن من أمر هنا، فسنعود إلى رواية «ماردي» لنوضح أنها تتوسط، إذاً، من الناحية الزمنية، مرحلة الخصب في إنتاج هرمان ملفيل الروائي. وهي تنطلق من رواية فصول من حياة الرجل، ولكن لكي تغوص بعيداً. وفي هذا الإطار من المفيد التوقف عند أبرز روايات ملفيل خلال تلك المرحلة للإشارة إلى أن «تايبا» تروي هروب ملفيل إلى جزر المركيز وحياته بين «آكلي لحوم البشر» هناك، إذ لجأ إليهم خطأ، وأن «أومو» تروي حكاية تشرده منذ اليوم الذي بارح فيه جزر المركيز حتى وصوله إلى سفينة ستنقله إلى بوسطن، أما «ماردي» فتروي تفاصيل رحلة رمزية يفترض أنه قام بها إلى بحار الجنوب فيما تروي «ريبورن» حياة بحار شاب فوق سفينة تعمل على خط نيويورك - ليفربول، بينما استوحى الكاتب أحداث «السترة البيضاء» من الحياة فوق الفرقاطة «يونايتد ستيت»، فيما نجده في «موبي ديك» يتحدث عن عالم سفينة صيد الحيتان وبحاراتها والصراعات وسط المحيطات بحثاً عن حوت أسطوري. وهذه كلها مراحل ومغامرات عاشها ملفيل أو عايش ما هو شبيه بها. > و «ماردي» في هذا السياق تبدو الأقرب إلى أفكار ملفيل، إن لم تكن الأقرب إلى مغامرات حياته نفسها. والحكاية فيها هي حكاية السفينة «آركتوريون» التي تتوجه لصيد الحيتان. ويوجد بين البحارة على متنها بطلنا الذي يشعر ذات يوم بالسأم من هذه الحياة فينتهز فرصة هبوط الليل كي يهرب برفقة بحار صديق له يدعى جاري... وبعد ذلك، وإذ يعيش الاثنان مغامرات بحرية مرعبة، يلتقيان سفينة صغيرة على متنها واحد من أهل بحار الجنوب وزوجته المسيحية جداً، ويفهمان أن الاثنين هما الناجيان الوحيدان من كارثة بحرية. ويبحر الأربعة معاً حتى تحدث عاصفة بحرية أخرى تنتهي بهم إلى قارب نجاة، سرعان ما يلتقي مركباً شراعياً محلياً على متنه مجموعة من ركاب يقودها كاهن يصطحب معه فتاة حسناء عذراء هي ييلا، التي يريد الكاهن تقديمها قرباناً في جزيرة كافرة مجاورة. ولكن، يتمكن البطل من قتل الكاهن وتخليص الفتاة التي سرعان ما يقع في هواها ليكتشف أنها مخلوقة غريبة تعيش وسط أحلامها ولها سمات سماوية، ولا تعود طبيعية إلا حين تعيش هواها معه. وفي لحظة من لحظات الرواية يصل الجميع إلى أرخبيل جزر «ماردي» حيث يقدم البطل نفسه تحت اسم «تاجي» مقنعاً ملوك الجزر بأنه إله الشمس المنتظر. ويعيش هناك مع حبيبته وسط الطبيعة الخلابة حتى اليوم الذي يدعوه ملك جزيرة مجاورة، هي الأفضل تنظيماً بين الجزر، ويتوجه «تاجي» مع حبيبته إلى هناك ليكتشف أن الملك طاغية. ثم تختفي حبيبته ويبدأ رحلة البحث عنها مع بدء القسم الثاني من الكتاب، وهو القسم الأكثر سخرية لأنه يشبه «رحلات غوليغر» ويبدو فيه واضحاً أن الكاتب إنما استخدم الجزر كناية عن بريطانيا والولايات المتحدة. وراح ينتقد مظاهر الحياة في هذين العالمين. وتطول الرحلة بالبطل وتكثر مغامراته، وكذلك تتكثف من خلال ذلك نظرة ملفيل الناقدة إلى الحضارة الغربية - المسيحية، وكذلك تأملاته الفلسفية العميقة، إضافة إلى ما يذكره من تنبوءات تتعلق بإنجازات العلم الحديث. مع هذا، فإن الكاتب لا يخرج أبداً عن موضوعه. ذلك أن البطل سرعان ما يصل إلى المنطقة التي يفترض أن يعثر فيها على حبيبته، غير أن إخوتها يصلون ويسعون إلى قتله. فيسجن من جانب هوتيا، الملكة التي تريد الآن الاحتفاظ به إلى جانبها. صحيح أن رفاق سفره يحاولون إنقاذه غير أنهم يفشلون ويبقى هو في السجن لينال عقابه على خطاياه... على وعيه وعلى ندمه. > عندما كتب هرمان ملفيل (1819 - 1891) روايته هذه، كان بالكاد بلغ الثلاثين من عمره. ولسوف يتبين لاحقاً أن الكثير من عناصرها إنما جاء ممهداً لروايته الكبرى «موبي ديك»، ولكن من دون أن تكون تلك ممهّدة كرواية لهذه، إذ إن الاختلاف بين الروايتين كبير، حتى وإن كان الحس الفلسفي وحس السخرية وانتقاد الحضارة الغربية تجمع بينهما. أما في «ماردي» فإن هرمان ملفيل يتمكن، وبأكثر مما في أية رواية أخرى له، من توضيح علاقته المعقدة بالكائن البشري، وعلاقة هذا بالحضارة الحديثة وبالدين. صحيح أن هذا يمكن أن يقال عن معظم أعمال ملفيل، لكنه في «ماردي» جاء بأوضح ما يكون.  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماردي لهرمان ملفيل مغامرات وخوارق لنقد الحضارة الغربية ماردي لهرمان ملفيل مغامرات وخوارق لنقد الحضارة الغربية



GMT 11:20 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف
 الجزائر اليوم - موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف

GMT 12:03 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الراغب يطالب الجمعية العمومية بانتخاب "الخطيب"

GMT 04:39 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

وولف يسخر من إنكار طوني بلير حول اتصالات ترامب مع الروس

GMT 15:53 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

جراحون يعيدون وصل ذراعي امرأة قطعا في حادث قطار

GMT 02:14 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة أميرة فتحي تتعاقد على بطولة مسلسل "فاتحة خير"

GMT 01:28 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مكياج بألوان الطبيعة يوقظ البشرة الشاحبة

GMT 05:43 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

فيراري تطلق سيارة 812 سوبر فاست الجديدة كليًا

GMT 20:41 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

فؤاد المهندس .. صاحب المدرسة الخاصة

GMT 00:32 2017 الخميس ,06 تموز / يوليو

عبد الرحيم الشمري يؤكد انتقال 97 % من النازحين

GMT 06:18 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

اختيارات مميّزة لغرف النوم تزيدها راحة وفخامة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria