بقلم ـ هشام شاهين
كنت أراهن دائمًا على تفوق البدري على نفسه منذ توليه مهمة الإدارة الفنية لنادي القرن النادي الأهلي خلفًا للبرتغالي المخضرم مانويل جوزيه سواء في المرة الأولى أو الثانية، فهو المدرب العنيد، أوكما لقبه المغاربة بـ "الجزار" وإن خير دليل على نجاح حسام البدري تفوقه في قيادة المريخ للفوز بالدوري السوداني، لينهي بذلك سيطرة غريمه الهلال على اللقب في آخر موسمين، وقدم البدري موسمًا رائعًا مع المريخ من الناحية الفنية رغم المشكلات كلها التى صادفته طوال الموسم، مما دعته إلى تقديم استقالته عقب نهاية الدور الأول قبل أن يتراجع عنها وتتم الإطاحة بعماد النحاس مدير الكرة، ثم مشكلات عصام الحضري المتكررة، واستطاع المريخ تحقيق الفوز فى 24 مباراة وخسر واحدة فقط أمام أهلي الخرطوم بهدف نظيف فى الأسبوع الثالث عشر، ليحقق فى النهاية الدرع الـ 18 في تاريخه والغائبة منذ موسمين، وسبق للبدري أن قاد الأهلي إلى تحقيق بطولة الدوري موسم 2009 / 2010 وكأس السوبر 2010 قبل أن يقدم استقالته، ويتولى تدريب المريخ السوداني.
ويواصل البدري مشروع إنجازاته الكبير بالفوز مع الأحمر ببطولة دوري أبطال أفريقيا، ليحفر اسمه بحروف من ذهب فى سجلات التاريخ كثالث مدير فني مصري، يقود المارد الأحمر للفوز بدورى الأبطال الأفريقي بعد التغلب على الترجي التونسى بهدفين لهدف فى رادس، فعلى الرغم من أن البدرى سبق له التتويج بالبطولة كثيرًا سواء كلاعب العام 1982 أو مدرب عام فى نسخ الأعوام 2005 و2006 و2008 حين كان الرجل الثاني بعد البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني السابق للفريق، لكن مذاق البطولة وهو في منصب الرجل الأول يعتبر إنجازًا رفيع المستوى له.
وعلى الرغم من تاريخ الأهلي الطويل في البطولة القارية بدءًا من العام 1976 حين شارك الأحمر للمرة الأولى في تاريخه، لم يفز بالبطولة سوى مديرين فنيين مصريين من أبناء النادي، الأول كان الجنرال الراحل محمود الجوهري الذي قاد الأهلي للفوز بأول لقب فى تاريخه أفريقيًا العام 1982 بعد بطولة ماراثونية توجها الأحمر بالفوز باللقب بتخطي أشانتي كوتوكو الغاني العنيد والذي كان أكثر فرق القارة شراسة فى ذلك الوقت.
أما البطولة الثانية التى فاز بها الأهلي فقد كانت تحت قيادة أنور سلامة المدير الفني الحالي للجونة والسابق للفريق الأحمر العام 1987 هو فرس الرهان الذي وضع فيه مجلس الإدارة ثقته كلها لقيادة الفريق للتويج باللقب للمرة الثانية فى تاريخه، وذلك بعد ثلاثة مواسم ناجحة للفريق حين توج بكأس أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس التي ألغيت عامي 1985 و1987 .
ويبدو من المفارقات الغريبة أن البدري حين عاد ليقود الأهلي فى فترة ولاية ثانية، كان عليه أن يخلف جوزيه للمرة الثانية أيضًا بعد رحيل البرتغالى في نهاية الموسم الماضى، وبدأ البدري مهمته مع الفريق بقيادته في دور الثمانية للبطولة الحالية ونجح فى تحقيق الدرجة الكاملة بحصوله على 9 نقاط من أول أربع مباريات بالفوز على مازيمبي الكونغولي والزمالك وتشيلسي الغانى قبل التعادل مع تشيلسي فى غانا فى المباراة الرابعة، ليصعد رسميًا لدور الأربعة ولم تؤثر هزيمته من مازيمبي في الكونغو ولا التعادل مع الزمالك في الجولة الأخيرة في احتلاله صدارة المجموعة الثانية ليتأهل لمواجهة صن شاين النيجيرى ويتخطاه بالتعادل ذهابًا فى نيجيريا 3/3 والفوز بهدف فى لقاء العودة، ليصعد لمواجهة الترجي ويتوج معه بالبطولة السابعة فى تاريخ المارد الأحمر بمجموع اللقائين 3/2.
ويواصل البدري إنجازاته في بطولة كأس العالم للأندية في اليابان، ليضرب زلزال الأهلي هيروشيما الياباني بهدفين للسي السيد حمدي والماجيكو أبو تريكة معشوق الجماهير، ليلاقي كورينثيانز البرازيلي في نصف نهائي البطولة، ولننتظر إنجازًا أخر للبدري وللحديث بقية بإذن الله.