بقلم : ناصر الجديع
لك أن تتخيَّل عزيزي القارئ ردة فعل "الإعلام الأغبر" لو أنَّ لجنة الانضباط أصدرت قرارها قبل ثلاثة أشهر بمنع الهلال من تسجيل اللاعبين لفترة تسجيل واحدة؛ ثم قرر مركز التحكيم الرياضي السعودي أن يؤجل النظر في استئناف الهلال دون مبررٍ مقنع، وعلق العقوبة حتى إشعارٍ آخر من دون إعلان ذلك رسميًا، تاركًا لمركز الهلال الإعلامي مهمة إعلان القرار وتعميمه على وسائل الإعلام! هذا ما حدث بالضبط مع النصر، لكن ذلك الإعلام تجاهل الأمر لأنَّ النصر كان هو المستفيد وليس الهلال!
ولك أن تتخيَّل عزيزي القارئ ردة فعل "الإعلام الأغبر" لو أنَّ الهيئة العامة للرياضة "طنَّشت" قضية ديون الأندية، وتجاهلت إعلان قائمة الأندية الممنوعة من التسجيل بسبب تراكم مديونياتها وتجاوزها السقف الأعلى الذي وضعته في تنظيماتها التي أعلنتها الموسم الماضي في إطار سعيها للحد من الديون، وكان الهلال هو المستفيد الأول بين كل الأندية الجماهيرية من تجاهل هيئة الرياضة للأمر، والعودة إلى نظام "طنِّش تَعِش"، لكن ذلك الإعلام تجاهل تمامًا هذا التراجع الخطير في أداء هيئة الرياضة، لأن المستفيد الأول من رفع الهيئة يد الضبط المالي لديون الأندية هو النصر وليس الهلال!
عقوبة انضباطية كانت ستمنع النصر من التسجيل، قبل أن يتم تعليقها دون أسباب واضحة، وديون ثقيلة كانت ستمنعه من التسجيل لا محالة لولا تراجع هيئة الرياضة المفاجئ عن قراراتها وتنظيماتها ورفضها حتى الآن الإفصاح عن ديون الأندية، كل هذا حدث في آنٍ واحد، وصادف أن المستفيد الأكبر بل والوحيد في الحالتين هو النصر، الذي سيتمكن الآن من أن يسجل ويسجل ويسجل، في مفاجأة لجماهيره وعشاقه قبل أن تكون مفاجأة للآخرين!
بعد كل هذا يخرج لنا إعلاميون متجاهلين كل هذا العبث والدلال الأصفر، ليتحدثوا عن الدلال الكاذب والمزعوم للنادي الأزرق، وليتباكوا على قرار السماح بالحارس الأجنبي، مدَّعين أنَّه قرار تم تفصيله للهلال، وهو القرار الذي ستستفيد منه كل الأندية من دون استثناء، في مشهدٍ متكرر يمارسه ذلك الإعلام الأغبر مع كل حدثٍ وقرار، في إطار سعيه الدائم لترسيخ الكذبة القديمة عن دلال الأزرق، فيما تحكي عشرات الأحداث والوقائع وتشهد؛ بأن المدلل الأكبر.. هو ذاك الأصفر!