بقلم: سامية يوسف
كثيرًا ما تردد في الأروقه قبل بدء عرض الأعمال الرمضانية كيف ستكون نيللي كريم هذا العام، أحد أهم نجمات الدراما العامين الماضيين بجداره, تخبطت الآراء بين الثقة في موهبة وقدرات نيللي وبين قيادة وإحكام وتوجيه المخرجة كاملة أبوذكري، وأنَّها بلا شك شريك نجاح أساسي بين توقعات وتخمينات الكثيرين.
كانت ثقتي في موهبة نيللي ومعها حبي واعتزازي بكاملة أبوذكري ولكن غالبا كان لابد لهذا الانفصال الفني المؤقت أن يحدث ليعرف الجميع كيف أصبحت نيللي كريم بعيدًا عن أي أحد.
وجاء عرض مسلسل "تحت السيطرة" ليقول للجميع "عفوا نيللي كريم وهج لا ينطفئ وموهبة نضجت جاء أوان قطفها واستمتاعنا بها". نيللي اختارت موضوع صعب وشائك وعالم لا يعرف عنه الكثير تفاصيل, تفاصيل حقيقية وليست كما صدرت لنا من أفلام السينما في الثمانينات، ولكن أبدعت هنا مريم نعوم في رحلة غوص داخل النفس البشرية ومعاناتها ومخاوفها كما كانت تتألق في دراما رصد واقع الاجتماعي في أعمالها السابقة وتألق تامر محسن في إخراج عمل فني لا يخلو من الجاذبية للمشاهد برغم من موضوعه البعيد عن الغموض والإثارة.
اختيار النجوم المشاركين لنيللي كان اختيارًا جيدًا وموفقًا، أحمد وفيق الموهوب المخضرم الذي لم يخرج كل طاقته بعد في دور يضيف له الكثير وهو سيعطيه الكثير, محمد فراج ينجح كل عام بتغيير جلده بشكل كامل لنري وجوه متعددة له, ظافر العابدين الذي لا يشبه أحد، والاختيار الأنسب للدور والحالة الاستثنائية التي يعيشها مع الشخصية, جميلة عادل عوض الوجه الجديد الذي يصنع فارق بالنسبة لي أن لم أشاهدها في الحلقة تطل من البداية بأداء الممثلة المحترفة البسيطة الصادقة التي تصل للمشهد دون أن يشعر بها.
أهم ما يميز العمل بوجه عام هو عدم وجود فنانين أكلاشيه في أدوارهم المعتادة، الوجوه المختلفة وغير المعتادة صنعت حالة من التجديد لدى المشاهد. أخيرًا ولن تكون الأخيره نيللي كريم تنجح كل عام في اصطحبنا جميعا في رحلة صعبة وممتعة قد تجهدنا نفسيا وعصبيا إلا أنها تمتع الروح والعقل.