محمد سلماوي
فى بداية اللقاء المهم الذى عقده المرشح الرئاسى المشير عبدالفتاح السيسى مع أدباء مصر وكتابها قلت للمشير إن الأدباء والكتاب كانوا طوال السنوات الثلاث الأخيرة - كعهدهم دائماً - طليعة المقاومة ضد الظلم والاسبتداد، فهم الذين أعلنوا تضامنهم مع ثورة 25 يناير منذ يومها الأول، حيث أصدروا من خلال اتحاد الكتاب بياناً يوم 26 يناير 2011 يدعمون فيه الثورة ويتبنون مطالبها، وهم أول من عقد جمعية عمومية غير عادية للاتحاد يعلنون فيها سحب الثقة من الرئيس السابق محمد مرسى قبل 30 يونيو، ويطالبون بانتخابات مبكرة وبدستور جديد، وهم الذين يتطلعون اليوم لبناء النظام الديمقراطى السليم الذى يقوم على احترام الحريات وحقوق الإنسان.
وقلت إن هذا الاجتماع هو الثانى لك مع أدباء وكتاب مصر، حيث التقوا بك ضمن وفد من المثقفين والمفكرين والفنانين الذين دعوتهم سيادتك لحضور إحدى العمليات العسكرية فى المنطقة العسكرية بدهشور فى مايو 2013، فى تقليد غير مسبوق من أى من وزراء الدفاع السابقين، يومها عرفنا أن الثقافة لها عندك مكانة خاصة، ويومها طالبك كل من تحدثوا بضرورة الاضطلاع بمسؤوليتك التى تطالبك بها الجماهير بحماية البلاد من التردى الخطير الذى كانت قد وصلت إليه كل مرافق الحياة تحت حكم الإخوان، ويومها كان ردك فى هدوء من كلمة واحدة، هى: متستعجلوش! وبعد مضى حوالى شهر كنت قد استجبت بالفعل لنداء الجماهير وحررت البلاد من حكم الاستبداد.
كانت تلك صورة مطابقة لما شهدته مصر قبل 2600 سنة حين استجاب قائد الجيش لنداء الجماهير، فتصدى للفرعون المستبد هايب رع، وخلص منه البلاد فحملته الجماهير على الأعناق إلى القصر وتوجته حاكماً على مصر، إنه أحمس الثانى الذى اختاره الشعب حاكماً عليه فوقف أبوالمؤرخين هيرودوت مشدوهاً أمام قصته التى سبقت بها مصر الديمقراطيات الحديثة بآلاف السنين.
وقلت: اليوم نلتقى بك بعد أن حققت إرادة الجماهير لنقول لك إن الثقافة التى صنعت مجد مصر على مر العصور هى قاعدة أى نهضة مقبلة، وهى التى تحمى الهوية الوطنية للبلاد التى حاولوا طمسها، بل والقضاء عليها لصالح هوية دخيلة على تاريخنا وعلى ديننا نفسه.
وطلب منى المشير إدارة اللقاء فتحدث أكثر من عشرين أديباً كان أولهم الشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى الذى تحدث عن الهوية الثقافية والأخطار التى تتهددها، وعن أهمية الاهتمام بالتعليم ضمن مشروع تحديث كبير كذلك الذى صنعه محمد على، وتحدث عن أن وسيلة النهوض بالبلاد هى الديمقراطية، وقال إننا نتعهد بالدفاع عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، ورد عليه المشير على الفور: وأنا أتعهد معكم.