«رحلة الضباع» 22
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

«رحلة الضباع» (2-2)

«رحلة الضباع» (2-2)

 الجزائر اليوم -

«رحلة الضباع» 22

عمار علي حسن

فى رواية «رحلة الضباع» للدكتورة سهير المصادفة، يعترف الزوج نفسه باكتمال زوجته، فها هو يقول: «عام وأنا أحاول اتخاذ قرار بتركها، ولا أجد ثغرة واحدة فى هذه المرأة لتنفيذ قرارى. أقوم كل يوم بتأليف سيناريوهات جديدة تنهار جميعها أمام هدوئها وحبها اللامحدود.. أعود من الجريدة فأجد بيتى نظيفاً وغذائى جاهزاً، وهى فى قمة الأناقة تنتظرنى كعادتها فى لهفة».

وفى ثنايا الرواية نكتشف أن هذه الرؤية المتخلفة للمرأة التى تُعشش فى رأس الزوج لا تعود إلى مقته لزوجته أو غبنه من عقمها إنما تنبع من رؤيته الرجعية لكثير من الأمور، منها مثلاً تلك التى يعتقد فيها أن كتابة الأدب شىء لا يليق بالرجال، إذ يقول: «كنت عندما أمر على محررى صفحة الأدب، ويعرفوننى إلى شاعر أو روائى أسلم عليه بكل احترام لكننى فى الحقيقة بينى وبين نفسى كنت أشعر بغثيان ليس له حدود. لم أستسغ أبداً فكرة أنها وظيفة مناسبة لرجل.. رجل يجلس على مؤخرته طوال اليوم ليكتب قصصاً وحكايات! لا أدرى من أين أتتنى فكرة أن الرجل لا يناسبه كل هذا القدر من التأمل والكسل، ربما أستسيغ أن يكتب فلسفة أو فكراً أو كتاباً سياسياً أو فى علم اللاهوت والأكثر كتاباً علمياً، ولكن رواية أو قصة، طالما سخرت بينى وبين نفسى من هذه الفكرة».

وتحفل الرواية بلغة شاعرية فى كثير من المواضع، لأن كاتبتها شاعرة أيضاً، وهى مسألة نجدها فى كثير من العبارات مثل: «شعرها المبعثر على الوسادة كشلال من خيوط سوداء حريرية».. «أدوسها كما السجادة».. «قرأت صمتها».. «لا يقطعها إلا لهاث جدتى ومحاولة ابتلاعها لهواء الغرفة كله حتى تستطيع إكمالها».. «كانت رؤاى قد امتلأت عن آخرها بأظلاف الضباع ومناقير النسور وأظفارها وسماوات تمطر جماجم فوق رأسى».. «تتعاقب على روحى الهشّة شموس الله وأقماره».. إلخ.

وتزداد هذه الغنائية مع الحكاية القديمة التى تكتبها البطلة، حتى تحفظ وصية الجدات المتعاقبات عبر قرون طويلة، تكتبها لأنها عقيم، وبالتالى ليس بوسعها أن تنقلها شفاهة قبل موتها بأيام إلى حفيدتها من ابنتها كما تؤكد الوصية. وتبدأ هذه الغنائية بعبارة دالة تقول: «لا أتذكر أين أو ممن استمعت إلى هذه الحكاية يا بنتى. ولكنها ظلت تتردد فى أذنى وأنا أمتطى الأتان التى سرقتها من حوش بنى جحش، وأحاول المحافظة على مسيرة الشاة خلفى. تلك التى ربطتها فى عنق الأتان، حتى لا تهرب منى فأحرم من لبنها الذى قررت أن يكون زادى الوحيد طوال رحلتى، بالإضافة إلى ما سأجده من تمرات فى طريقى».

هذه الحكاية القديمة لا تجب الزمن الجديد للرواية، والذى يدور قبل ثورة يناير بقليل، ويستمر حتى وقوعها، ويتعمّق قبلها سنوات يستدل عليها من النقاش الدائر فى صحيفة «أندلسية» حول مستقبل الصحافة الورقية، ورئيس التحرير الفاسد الذى يكتب له محرروه، والكتّاب الذين هجروا الصحف إلى التليفزيون، لكن الكاتبة تعود عبر تتبُّع ماضى أبطالها إلى لحظات زمانية أبعد، يطوقها سياق اجتماعى وسياسى مقبض.

وتستخدم الكاتبة تقنيات عديدة فى نسخ خيوط روايتها، فهناك حكاية أساسية، هى العمود الفقرى للسرد، تتناثر على جنبيها حكايات صغيرة، تتوالد وتتناسل، لكنها لا تشذ عن الحدث الأصلى، ولا تشكل عبئاً عليه أو حمولات زائدة فوقه، إنما تعمّق مجراه وتعزّز مساره، وسط مجاراة لقانون «تداعى المعانى» والتنقل الحر عبر الأزمنة، والتبادل بين الشاعرية والتقريرية، لنجد أنفسنا فى النهاية أمام عمل روائى مميز، يضاف إلى رواية سهير المصادفة اللافتة «لهو الأبالسة».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«رحلة الضباع» 22 «رحلة الضباع» 22



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 10:56 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يسود الوفاق أجواء الأسبوع الاول من الشهر

GMT 01:10 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

ريهام إبراهيم سعيدة بمسيرتها المهنية في الإعلام

GMT 13:09 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يُعرب عن أمله في تحقيق بطولة رفقة "ليفربول"

GMT 09:18 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أمير منطقة جازان يتبرع بمليون ريال لجائزة جازان للتفوق

GMT 22:51 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمير الكويت يؤكد علي أهمية الاقتصاد وتنويع الدخل

GMT 16:38 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

بروسيا دورتموند يستعيد جهود ريوس قبل مواجهة شتوتجارت

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

استوحي إطلالتك السواريه بالدانتيل من وحي مدونات الخليج

GMT 09:59 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

طرق الحصول على مكياج عيون برونزي مع الأيلاينر

GMT 09:18 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

بن عبدالعزيز يعزي أسرة القواسمة بمحافظة أبو عريش

GMT 19:18 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني إيسكو يرُد على اتهامه بزيادة الوزن
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria