أنا مصرى
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

أنا مصرى

أنا مصرى

 الجزائر اليوم -

أنا مصرى

عمار علي حسن

قطعة من جهنم تطير فى سقف السماء على غير هدى. قمر منقوش يدنو ويتهادى ويقاوم الريح. يغيب فى عين الشمس ويبين حين يروغ بعيداً عنها.

أجرى فى الأرض المحروثة ويتقاطر هناك فى خضار الزرع الممتد رجال كثيرون، جماعات وفرادى يرفعون العصى الممشوقة ويهرولون فى اتجاه القمر المزركش.

جاء صوت مخنوق من بعيد يتقطع فى لهاث صاحبه:

- طيّارة إسرائيلية..

وخز الاسم قلوب الناس، فانفتحت نوافذ الأسى. هاج الثأر المحموم، فاندفعت الأرجل تغالب طين الأرض وأحراشها.

ارتسمت فى مساحة الفضاء بين الطيارة المحترقة والعيون التى تلاحقها وجوه الذين ضاعوا فى الصحارى، وأولئك الذين تسلم أهلهم أشلاءهم من عربات الجيش الضخمة بعد حرب 67.

راحت الطائرة تتباعد، مخلفة وراءها سحابة دخان أسود، وبعض وهج يحل بذاكرة الذين تابعوها حتى أضحت نقطة حمراء ترتعش فى المدى.

أخذت المظلة المنقوشة التى تقل قائد الطائرة، وتبدو كقمر معلق فى بطن الفضاء، تراقص الهواء. تقترب حتى تصير فوق رأسى..

ها أنا طفل صغير. أقفز إلى فرع شجرة الرمان، وأسلخ عصا رفيعة لبلابة. أجرى وعينى تحلق مع الرجال فى الفضاء. فى جيبى صورة أبى. أعطتها أمى لى ذات ليلة حين طالنى الوعى.

قالت وهى تغالب الدموع التى حبستها سنوات الانتظار:

- صورة أبيك.

- أبى؟

- كنت طفلاً صغيراً حين حملك بين ذراعيه، وضمك إلى صدره، وقبّلك فى جبينك ثم مضى. ومن يومها لا نعرف عنه شيئاً.

- أين ذهب؟

- ذهب يحارب إسرائيل..

- مات يا أمى؟

- ربما مات، وربما يعيش..

وعيال الناس عيَّرونى كثيراً وقالوا:

- أبوك ضاع.

وقلت ها هى طيارة إسرائيلية، وربما أجد أبى قد رجع مع هذا القمر المنقوش.

تطوّحه الريح يميناً فنجرى يميناً، تأخذه شمالاً فنتبعه كظله، تغالبه وتدفعه فوق النيل، تقاوم اليدان المعلقتان فى حبال القمر فيعود مرة أخرى، يحلق فوق الزروع.

رويداً.. رويداً، راح يتدلى بانحراف تجاه الأرض المحروثة، حتى كاد أن يلامسها. امتدت الأيدى فتوارى كل جسد الطيار بين مخالب الأذرع المتحفزة، وغابة العصى الممشوقة. جاء صوته ملهوفاً مستغيثاً:

- أنا مصرى.. مصرى.. أنا مصرى..

تباعد الزحام المتوثب عنه خطوتين وتركه يلملم أشلاءه المبعثرة فوق التراب. وجدت نفسى أندفع وأرتمى فى أحضانه، وأصرخ:

- أبى رجع.. أبى رجع..

خلعنى الناس من أحضانه، وطردونى خارج الزحام. أخذ بعضهم يقلب ويفتش فى الأوراق التى أخرجها الطيار من جيبه، وقال بعضهم:

- مصرى.

رحت أجرى نحو دارنا، مبهور الأنفاس، خائر الصوت. صرخت على أمى. كانت ترمى حبات القمح للدجاج فوق السطح. تناهى إلى سمعها ثغائى الرفيع الملهوف:

- أبى رجع.. رجع..

فى التو صارت على عتبة الدار، وسألتنى:

- أين؟

أخذتها من يدها وجريت وأنا أقول:

- هناك فى الأرض المحروثة..

خرجنا إلى الخلاء. فى الطريق كان الناس يتحدثون عن طيارة لرش المبيدات اشتعلت فوق حقول القطن، وعن طيار نجا من النيران، وهرب بمظلته.

حين اقتربنا من الزحام كان الطيار يمشى مع الناس واجماً. رفعت سبابتى إليه وقلت لأمى:

- هذا أبى..

رمقته بسرعة. راح وجهها يصفر ويحتقن. مالت نحوى، وأخذتنى بين يديها، وعصرتنى فى حضنها، وراح نشيجها المحموم يتصاعد.. يتصاعد، حتى صار صراخاً يرتد صداه هناك عند صهوة الجبل الذى يعتلى مجرى النهر.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنا مصرى أنا مصرى



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria