منذ توقف الفيضان
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

منذ توقف الفيضان!

منذ توقف الفيضان!

 الجزائر اليوم -

منذ توقف الفيضان

بقلم : مصطفي الفقي

أعاد موضوع «سد النهضة الإثيوبى» إلى ذاكرتى بناء «السد العالى المصرى» والظروف التى سبقته والملابسات التى أحاطت به والنتائج التى نجمت عنه، وتذكرت «فيضان النيل» كل عام، والذى كان جزءًا من تكوين التراث المصرى عبر عصوره المختلفة، وأنا هنا لا أجادل فى أهمية «السد العالى» وجدوى إنشائه والعوائد الضخمة التى حصلت عليها «مصر» من إقامته، بدءًا من حمايتها من الجفاف، مرورًا بتوليد الكهرباء، وصولًا إلى وجود «بحيرة السد»، التى تبدو مصدر خير كبير لم نتمكن من استغلاله بعد، ولكن الذى يعنينى فى هذا المقال هو أن أتذكر «مصر» من حيث المناخ والتربة وطقوس الحياة قبل إنشاء السد، ففى شهر «أغسطس» من كل عام أو قبله قليلًا أو بعده أحيانًا، كان المصريون يعيشون أفراح الفيضان بكل ما لحق بها من أساطير، بدءًا من إلقاء «عروس النيل» فى النهر، وصولًا إلى موسم «غمر المياه» فى حقول «مصر الخضراء»، وأتذكر أنه فى تلك الأيام وأثناء الفيضان كنت ترى التربة فى الصباح الباكر وقد غمرها الندى، تصويرًا لقول الشاعر المصرى فى رائعته «الكرنك»: «وشكا الطَّل إلى الرمل جراحه»، إننى لا أنسى الصباح الباكر فى فترة الفيضان، الذى كان يحمل معه الخير والنماء والتربة السوداء لـ«مصر» أرضًا وشعبًا، وأتذكر أيضًا أنه كان موسمًا للطعام المختلف مثل أنواع «السردين الأخضر»، الذى يتكاثر عند مصافحة «مياه النيل» العذبة لمياه «البحر المتوسط» المالحة، لقد كانت أيامًا لها طقوس لن تعود أبدًا! وليست تعنى هذه النغمة العاطفية فى الحديث عما قبل «السد العالى» أننا ننكر ضرورة قيامه وشدة الحاجة إليه، ولكنها لعنة التطور العلمى والتقدم التكنولوجى، إذ إن «علم السدود» هو إحدى أهم الدراسات الهندسية، ولدينا متخصصون كبار فيه يمكن الرجوع إليهم والاستماع منهم، ولعلى أوضح ما أريد من خلال مجموعة من الملاحظات، وأستدرك هنا لكى أقول إنه على الرغم من أن تقسيم المقال إلى عدة نقاط هو أمر يحظى بقبول عام لدى القراء، حتى إن قداسة البابا «تواضروس الثانى» قد ذكر لى شخصيًا أنه يفضل أسلوبى فى سرد أفكار المقال من خلال نقاط متتالية، حرصًا على تركيز المعلومة ووصولها للقارئ بسهولة، ولكن هناك أيضًا من أصدقائى- مثل الكاتب الصحفى النابه الدكتور أسامة الغزالى حرب- مَن لا يفضل طريقة عرض المقال من خلال نقاط متتابعة، ويرى أن وحدة المقال تكاد تكون أكثر تماسكًا إذا جاء متلاحما غير مجزأ، وأنا بين الاتجاهين أفضل الطريقة التى أمضى عليها، لأنها امتداد لأسلوب البحث العلمى الذى درجت عليه منذ كنت طالبًا متخصصًا فى «الفيزياء» أثناء دراستى فى المرحلة الثانوية، وأعود الآن إلى جوهر مقالنا لكى أعرض الأفكار التالية: 

أولًا: لا يجادل أحد فى أن التقدم «التكنولوجى» هو طريق المستقبل، وأن التفكير العصرى يقودنا إلى الاستغلال الأمثل للموارد المائية، لذا جاء بناء «السد العالى» استجابة للغة التطور، ومضيًا مع الفكر التنموى فى كافة المجالات الزراعية والصناعية، بل الخدمية أيضًا، ونحن لا نجادل فى أن للتقدم تكاليفه وللتنمية ثمنها، ولا يجب أن نتصور دائمًا أن الذين يتحدثون عن مرحلة معينة هم مَن يعادون بالضرورة الحاضر أو يخاصمون المستقبل، فقد سمعنا منذ سنوات أن أرشيف صحيفة «لوموند» الفرنسية قد عدل لفترة حديثة عن الأخذ بالأساليب الإلكترونية، وفضَّل فى بعض أقسامه العمل بالطريقة التقليدية القديمة، إذ ليس كل جديد بالضرورة رائعًا، وليس كل قديم بالضرورة سيئًا.

ثانيًا: إن الفصل الخاص بقانون الأنهار فى كتب القانون الدولى يؤكد دائمًا الشراكة بين دول النهر الواحد، ويفترض المساواة بين دول «المنبع» و«المجرى» و«المصب»، ولا يعطى طرفًا خاصًا حقًا متميزًا على حساب سواه، لذلك فإن «مصر» عندما أقامت «السد العالى» كانت تدرك أنه لا ضرر يلحق بغيرها، لأنها «دولة مصب»، أما «سد النهضة الإثيوبى» فهو يؤثر على كل الدول التالية له من «مجرى النيل»، فالأمر إذًا مختلف، وعلى أشقائنا فى «إثيوبيا» أن يدركوا مرة أخرى أن حقهم فى التنمية لا ينال من حق «مصر» فى المياه. 

ثالثًا: منذ قام «السد العالى» وأصوات الخبراء لم تتوقف بين أغلبية سعيدة به وأقلية غير راضية عنه، فظهر مَن يتحدثون عن سلبيات «السد» وتأثيره على المناخ والتربة وضعف عوائده بالنسبة لما كان مأمولًا، فضلًا عن مخاطر دخول المنطقة فى «حزام الزلازل»، ولكن دعنا نعترف بأن تقويم «السد العالى» قد خضع للأهواء السياسية، فأعداء «عبدالناصر» لا يتحمسون لكل ما جرى فى الحقبة الناصرية سيئًا أو حسنًا، كما أن الحقيقة تدحض كثيرًا من المزاعم المعادية فى هذا الشأن، وإن كانت هناك عواطف تشدنا إلى أجواء المناخ والتربة وطقوس الزراعة والرى لفترة ما قبل بناء «السد»، ولعلى شخصيًا قد وقعت فريسة لذلك الشعور بالحنين إلى الماضى فى السطور الأولى من هذا المقال. 

رابعًا: إن «سد النهضة» هو مصدر قلق بالغ للمواطن المصرى العادى، الذى عاش عبر القرون مؤمنًا بأن أشقاءه فى الجنوب لا يحملون له حقدًا ولا يُضمرون له ضررًا، بل لقد عاش المصرى فى العقود الأخيرة رافضًا لا يصدق كل الشائعات التى تتحدث عن احتمالات العبث فى أعالى النيل، بتحريض من قوى أجنبية يعرفها الجميع، ولكن وفد علينا حين من الدهر تأكدت فيه الشكوك وتحققت نبوءة المتشائمين أو حتى المغرضين، ولكننا نريد فى الوقت ذاته أن نصل إلى صيغة ترضى كل دول «حوض النهر» وتجعل الجميع رابحين ولا تحقق السعادة لطرف على حساب غيره، إننا نريد لأشقائنا النمو والازدهار، ولكننا لا نقبل لشعبنا العطش ولا لأرضنا البوار!

عندما كان يأتى الفيضان كل عام كانت طقوس الحياة تتغير، وتقاليد الريف تتحول، ونرى «مياه النهر» وهى تكتسب لونها البنى، لما تحمله من طمى يجدد الحياة وينشر الخصب، حتى إن الفراعنة تحدثوا عن «إله الفيضان» منذ آلاف السنين.. إنه تاريخ طويل لحضارة عريقة، ولكن رغم السدود والمشروعات التى تثير الجدل فإن «مصر» لن تركع أبدًا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منذ توقف الفيضان منذ توقف الفيضان



GMT 17:26 2021 الأربعاء ,31 آذار/ مارس

مصر والجامعة العربية

GMT 20:55 2021 الأربعاء ,10 آذار/ مارس

حارس الوحدة الوطنية

GMT 09:49 2021 الأربعاء ,03 آذار/ مارس

«طارق البشري»

GMT 22:42 2021 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

الآثار المصرية.. كنوز لا تفنى

GMT 12:27 2021 الأربعاء ,17 شباط / فبراير

صناعة الأدوية.. المارد الجديد

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria