القوى الناعمة والجاليات الأجنبية
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

القوى الناعمة والجاليات الأجنبية

القوى الناعمة والجاليات الأجنبية

 الجزائر اليوم -

القوى الناعمة والجاليات الأجنبية

بقلم : مصطفي الفقي

شاءت ظروف عملى الجديد أن أتواجد فى مدينة «الإسكندرية» ثلثى الوقت أسبوعياً، وبدأت أتأمل تلك المدينة التاريخية، التى كانت عروساً لـ«البحر المتوسط» وملاذاً للحضارات وملتقًى للثقافات، وأحزنتنى كثيراً تلك التطورات التى حلت بها والتغييرات التى طرأت عليها، فـ«عروس البحر الأبيض المتوسط» ارتبط اسمها بفتوحات «الإسكندر المقدونى» وغزواته وحروبه عندما قصد موقع قرية «راقودة» ليبدأ مشروعه الكبير بإنشاء إمبراطورية تصل إلى بلاد (فارس)، فأوعز إليه مستشاروه بأن يذهب إلى «واحة سيوة»، حيث «معبد آمون» ليعلن نفسه ابناً للإله تقرباً إلى المصريين وخطباً لودهم، وعلى الرغم من وجود عشرات المدن فى أركان الدنيا الأربعة باسم «الإسكندرية»، فإن «إسكندرية مصر» هى الأصل، والتى ينتسب إليها غيرها، إنها تلك المدينة التى شهدت عصور ازدهارها عندما عاشت فيها جاليات أجنبية من يونان وطليان وأرمن ويهود وشوام، فكانت بحق أيقونة على شاطئ «المتوسط»، ولقد ظلت حتى نهاية النصف الأول من القرن العشرين مدينة جميلة رائعة، حتى إنه إذا كانت هناك سفينة تسعى فى عباب البحر المتوسط، فإن القبطان كان يتجه بها مسرعاً إلى «الإسكندرية» ليتنسم من حضارة الإغريق والرومان وقبلهما الفراعنة العظام وبعدهما الحقبة القبطية، ثم العصر الإسلامى، الذى ازدهرت فيه المدينة وتألقت، وكنا نفاخر بتلك المدينة الفريدة فى نوعها، المتميزة بموقعها، فهى مدينة «مكتبة الإسكندرية»، التى أنشأها «بطليموس الأول»، والتى تعرضت لحريق أتى عليها، والذى مازال المؤرخون يختلفون فى تفسيره، كما ظل «فنار الإسكندرية» هادياً لمَن يركبون البحر ويرتادون عباب الماء، فى ظل الظلام الذى يسيطر على جوه الرهيب بعدما تغيب الشمس.

وقد شهدت «الإسكندرية» ازدهاراً مستمداً من القوى الناعمة لـ«مصر»، فـ«بابا الأقباط» هو «بطريرك الإسكندرية»، والجماعات الدينية الإسلامية و«الفرق الصوفية» تخرج منها أيضاً، فقد كانت بحق مدينة الثراء الثقافى والرقى الإنسانى، حتى إن أول صدور لصحيفة «الأهرام» بدأ من «الإسكندرية» قبل «القاهرة» بعدة سنوات، ولقد كان المجتمع السكندرى نموذجاً للاختلاط الرائع بين الثقافات والديانات، بل الحضارات أيضاً، حتى إن فيها آثاراً فرعونية ويونانية ورومانية وقبطية وإسلامية، عرفت المدينة المساجد الكبرى والكنائس القديمة والمعابد، التى لاتزال شاهداً على سماحة المصريين واحترامهم للآخر، ولو أن «مصر» لم تواجه ما واجهته فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى من تحديات خارجية لتغير مجرى التاريخ واختلفت الحياة عما هى عليه، فلاتزال سجلات العائلات الأجنبية معروفة بأسمائها فى تلك المدينة المصرية التاريخية، التى أصبحت فى بعض مراحلها الأخيرة مرتعاً للتطرف ومسرحاً لعمليات إرهابية تبدو بعيدة تماماً عن شخصية تلك المدينة العالمية، التى ضمت الأجناس والأعراق والأديان بلا تفرقة، وما أكثر اللحظات التى أتأمل فيها تلك المدينة، التى صحت ذات صباح على طلقات المدفعية من البوارج البريطانية تقصف ذلك الثغر الجميل، بداية لاحتلال أجنبى جثم على صدر مصر أكثر من ثلاثة أرباع قرن، فكانت هى حائط السد المنيع أمام القوى الغاشمة والعدوان الذى لا يتوقف، إنها المدينة التى عرفت «سعد زغلول» زعيماً شعبياً و«عبدالناصر» قائداً وطنياً، حتى دوّت الرصاصات، التى أطلقها شاب إخوانى فى نوفمبر عام 1954.

فكانت إيذاناً بالطلاق الكامل بين ثورة يوليو وجماعة «الإخوان المسلمين»، ولا عجب، فهى المدينة التى انطلقت منها أول برقية تأييد للثورة المصرية عام 1952، حتى خرج الملك السابق فى الباخرة «المحروسة» متجهاً إلى «إيطاليا»، حيث منفاه الأخير، وكان وداعه كريماً ومتحضراً، حتى أطلقت له المدفعية واحدة وعشرين طلقة، وعُومل كالملك الذى يذهب فى نزهة قصيرة...

ثم يعود، ولكنها كانت نهاية قرن ونصف القرن من حكم «الأسرة العلوية» بما لها وما عليها، لذلك فإن «الإسكندرية» هى بحق متحف للزمان والمكان وشاهد تاريخى على عظمة «مصر» وأمجاد شعبها، ولقد أحزننى كثيراً أن عدداً كبيراً من قصورها الرائعة قد جرى هدمه فى العقود الأخيرة لكى ترتفع بديلاً عنه أبراج عالية، شوهت إلى حد كبير جمال المدينة و«كورنيش» الثغر، الذى تطل عليه عمارات شاهقة، نحَر البحر واجهاتها فى تشويه وإهمال ظاهرين، فضلاً عن المقاهى الشهيرة فى وسط المدينة، والتى لم تعد كسابق عهدها كما كانت قطعة مما عرفناه فى العواصم الأوروبية الكبيرة، إننى أطالب- باسم القوى الناعمة المصرية فى الأدب والفن والعلم والمعرفة- بأن يعود إلى «الإسكندرية» رونقها وبهاؤها حتى تصبح مركز جذب للجاليات الأجنبية من جديد، لأن التعددية هى دليل تحضر، كما أن التنوع هو تعبير عن طبيعة الحياة وفلسفة الوجود، ولقد اخترت مدينة «الإسكندرية» نموذجاً لانطلاق القوى الناعمة المصرية واحتضان الجاليات الأجنبية، لأننى أدرك أننا قد خسرنا كثيراً بخروج الأجانب من بلادنا، فقد كانوا عنصر رقى ومؤشر تحضر خسرناه دون مبرر، وسوف نتطلع إلى يوم قريب يزدهر فيه الوطن وتسطع نجومه ويعود بريق الزمن الجميل إلى أرجائه الواسعة وأرضه الطيبة وشعبه العريق.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القوى الناعمة والجاليات الأجنبية القوى الناعمة والجاليات الأجنبية



GMT 17:26 2021 الأربعاء ,31 آذار/ مارس

مصر والجامعة العربية

GMT 20:55 2021 الأربعاء ,10 آذار/ مارس

حارس الوحدة الوطنية

GMT 09:49 2021 الأربعاء ,03 آذار/ مارس

«طارق البشري»

GMT 22:42 2021 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

الآثار المصرية.. كنوز لا تفنى

GMT 12:27 2021 الأربعاء ,17 شباط / فبراير

صناعة الأدوية.. المارد الجديد

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي

GMT 21:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرَّف على أشهر وأفضل 10 مطاعم في تايلاند

GMT 02:15 2018 الأحد ,23 أيلول / سبتمبر

مستحضرات تجميل عليكِ وضعها في الثلاجة

GMT 10:41 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

أغنية Bella Ciao بشكل جديد بصوت جمهور عربى

GMT 15:32 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تعليق رحلات طيران الاتحاد بين أبوظبي وطهران

GMT 18:44 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

منتخب شابات الطائرة يخسر من الصين في بطولة العالم

GMT 07:40 2016 الإثنين ,08 شباط / فبراير

الكُنغر "روجرز" يُبهر الجماهير بعضلات بارزة

GMT 02:52 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

دراسة تكشف أن ثمار المانجو تمنع أمراض القلب

GMT 17:59 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة رئيس جامعة تعز في اليمن من محاولة اغتيال
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria